رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«انفراد».. تفاصيل لقاء مندوب «شفيق» والأمين العام لـ«الإخوان»

شفيق - أرشيفية
شفيق - أرشيفية


أثار الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الأسبق في انتخابات 2012، حالة من الجدل في مصر وخارجها، خلال الأسبوع الماضي، بعد إعلان نيته الترشح للانتخابات الرئاسية 2018، وما تبعها من أحداث ترحيله من الإمارات حتى وصل إلى القاهرة، ومنها قرر التريث في اتخاذ قرار الترشح.


لم تكن تلك المراحل وليدة الصدفة، ولكنها كانت نتاج ترتيب لعدة شهور زادت عن الخمسة، ظل خلالها «شفيق» يتواصل عبر رجاله مع الجهات والقوى السياسية المختلفة في الداخل والخارج، لـ«جس النبض» حول موقفها منه، والكتل السياسية والشعبية التي يمكن أن تسانده حال الترشح.


لم تكن جماعة الإخوان المسلمين بعيدة عن تلك الاتصالات التي أجراها «شفيق»، باعتبارها أحد أكبر الجماعات المصرية والأكثر تأثيرا، كما أن لها ظهيرا شعبيا منظمًا لن يكون في صالح منافسه الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ويهمه أن يكسبه لصفه.


في شهر يوليو الماضي عقد الفريق «شفيق» العزم على خوض غمار الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأبلغ السلطات الإماراتية بنيته الخروج من الإمارات وبدء جولة خارجية للجاليات المصرية في أوروبا، تنتهي بوصوله لمصر مع بدء تقديم الأوراق الرسمية لترشحه، ولكن الموافقة على رحيله من الإمارات تأخرت طويلًا بحجج كثيرة من بينها الحفاظ على سلامته أو عدم ملائمة الوقت.


سعى «شفيق» لاستغلال تلك الأشهر في التواصل مع الكتل السياسية المختلفة عبر رجاله المقربين، وبعضهم من الإماراتيين أنفسهم، وقد كلّف أحد المقربين منه داخل مصر، والذي أسند له مهمة إدارة حملته، وتحفظت المصادر على ذكر اسمه، بالتواصل سرا مع القوى السياسية المختلفة.


بدأ مندوب شفيق، والذي أسند له إدارة حملته بحسب المصادر، بالتواصل مع القوى السياسية الداخلية في مصر، وتواصل كذلك مع السياسيين في الخارج، وكانت نقطة انطلاقته في الخارج هي التواصل مع أيمن نور الذي طلب منه ترتيب لقاءات مع المعارضين في الخارج للحوار حول إمكانية دعم أحمد شفيق.


طلب أيمن نور بحسب مصادر في تركيا، من مدير حملة شفيق السفر لتركيا لبضعة أيام للتواصل مع المعارضين في الخارج ورسم صورة واقعية لخريطة الداعمين لشفيق حال ترشحه للرئاسة.


بالفعل سافر مندوب شفيق لتركيا في أكتوبر الماضي، وتواصل مع عدد كبير في الخارج من الجالية المصرية، وكذلك الجماعة الإسلامية، وفي الوقت الذي دعم نور وعدد من المعارضين ترشح أحمد شفيق، تحفظت الجماعة الإسلامية، وكانت إجابتها أن الانتخابات لم تجر بعد وعلى الأرجح لن يتم السماح لـ«شفيق» بالترشح للانتخابات؛ بسبب الملاحقات القضائية التي تنتظره أو يمكن أن يجر لها، ولا يمكن النقاش حول أمر غير متحقق على أرض الواقع، أما لو تمكن من الترشح فوقتها سيمكن للجماعة مناقشة المسألة.


حاول مبعوث «شفيق» التواصل مع جماعة الإخوان بعد تواصله مع الجماعة الإسلامية والمستقلين، واستطاع التواصل مع عدد من أفرادها، ولكنه لم يتمكن من التواصل مع القيادي الحقيقي للجماعة، وأمين الإخوان محمود حسين؛ بسبب مرضه في ذلك الوقت، ولذلك لم يحصل على جواب شافي على موقف الإخوان من أحمد شفيق حال ترشحه في الانتخابات الرئاسية.


بعدها بنحو شهرين بدأ أحمد شفيق يضيق ذرعًا برفض السلطات الإماراتية المتكرر وغير المبرر السماح له بالسفر، وشعر أنه محاصر في الإمارات بتوصية من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، فقرر التحرك وإعلان ترشحه من الإمارات، حتى يضع سلطاتها في حرج، ويتم السماح له بالخروج منها، وفي ذلك الوقت طلب من مدير حملته معاودة الكرة وإعادة التواصل مع القوى السياسية، والتنسيق بشكل كامل مع المعارضين، وأخذ مواقف رسمية من مختلف الكتل نحو تأييده في الانتخابات من عدمه.


أعاد مندوب شفيق التواصل مع الجميع بعد توقف شهرين لغموض موقف «الفريق»، وسافر قبل أسبوعين إلى تركيا وتم هذه المرة ترتيب لقاء له مع قيادات جماعة الإخوان.


التقى بالفعل مندوب أحمد شفيق مع محمود حسين، الأمين العام للجماعة، ولجنة من الجماعة شملت القيادات بمكتب تركيا، سامح الجبة، وعلي عبد الفتاح، ومدحت الحداد، في أحد الفنادق بإسطنبول، ودار الحديث حول دعم الجماعة لترشيح أحمد شفيق في الانتخابات المقبلة.


وعرض مندوب شفيق على ممثلي الإخوان إجراء مصالحة مجتمعية معهم مع الإقراج عن المعتقلين، بشكل تدريجي بعد وصوله للحكم، مؤكدا لهم أن الفريق شفيق يلقى دعما من أجهزة مختلفة في الدولة، وله شعبية على الأرض، ونجاحه محسوم  بشكل كبير.


وأوضحت المصادر أن الإخوان أبدوا رفضهم التعاون مع أحمد شفيق، وقالوا إنهم لن يعطوه شيكًا على بياض، موضحين أنهم لا يمانعوا في ترشحه حال استطاع، ولن يواجهوه بحملات إعلامية ولا شعبية ولكنهم لن يستطيعوا دعمه.


وأرجعت المصادر رفض قيادات الإخوان التعاون مع شفيق لاستطلاع تم إجراؤه لبعض عناصر الجماعة، أوضح الرفض القاطع لذلك، وهو ما جعل القيادات تستجيب ولا تتصادم مع الرغبة الداخلية، فضلًا عن عدم ثقة الإخوان في قدرة شفيق على الترشح من الأساس.


وأوضحت المصادر أن تلك اللقاءات قد انكشفت للسلطات في الإمارات وعلم أحمد شفيق بذلك فخشي أن يتم احتجازه على طريقة سعد الحريري، فأسرع ببث فيديو الترشح للرئاسة، وأرسل فيديو بعد ذلك لقناة الجزيرة يتم بثه حال تم القبض عليه في الإمارات أو رفض خروجه منها، ولكن القناة تعجلت في نشره ووضعته في مأزق.