رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سيناريوهات الصدام بين السيسى وشفيق بعد العودة للقاهرة

السيسي وشفيق - أرشيفية
السيسي وشفيق - أرشيفية


لا تزال ردود الفعل تتوالى عقب إعلان الفريق أحمد شفيق، ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، وما تلى ذلك من تطورات مثل قرار ترحيله وعودته لمصر، واختفائه لمدة 36 ساعة، وأخيرًا خروجه على الهواء في إحدى القنوات الفضائية ليعلن احتياجه لوقت للإعلان بشكل رسمي عن الترشح.


كل هذه الأمور تطرح العديد من التساؤلات داخل الشارع، وبين الخبراء حول سيناريوهات الصدام بين الدولة وتحديدا النظام الحاكم، والفريق شفيق في حالة خوض الأخير الانتخابات بشكل نهائي، ثم الحديث عن وجود ضغوط مورست على الفريق لتغيير قراره في الترشح.


ومن التساؤلات التي تطرح نفسها أيضا بالشارع، ما الأوراق التي سيستخدمها شفيق والسيسي للفوز بالانتخابات؟ وما العوائق التي تقف أمام كل طرف؟ وهل سيلعب شفيق دور المحلل في الانتخابات المقبلة وسط الغموض الذي دار على مدار الساعات الماضية منذ إعلان الفريق الترشح والعودة للوطن؟ خاصة أن شفيق أحد مؤيدي السيسي في انتخابات 2014، وأحد أبناء القوات المسلحة.


من جانبه، قال الدكتور سعد محمد سعد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن هناك أوراقا مع وضد كل من شفيق والسيسي يستخدمها كل طرف قبل الانتخابات الرئاسية، فبالنسبة للرئيس السيسي فإن الأوراق الرابحة في يده تتمثل في انضمام كثير من الفئات التي ساندت «شفيق» في انتخابات 2012 له، وانضمت للحملات المطالبة بمنع حتى دخول الفريق شفيق إلى مصر مرة أخرى، لمنافسة الرئيس، ومن ضمن هذه الفئات: الكنيسة المصرية، والتى أعلن كل مسئوليها فى عام 2012 تأييدهم للفريق أحمد شفيق أمام الدكتور محمد مرسي، وشهدت هذه الفترة زيارات مكثفة لشفيق لمقر الكنيسة ومقابلة البابا؛ لأخذ تأييده فى انتخابات الرئاسة.


وتابع: وعلى النقيض فإن هذه المرة يتضح تمامًا تأييد الكتلة المسيحية للرئيس عبد الفتاح السيسي، استمرارًا لدعمها له منذ ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013، أيضًا الصوفيون من خلال شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، وكبار مشايخ الصوفية، والذين كانوا من ضمن أبرز المؤيدين لـ«شفيق»، ونظم حينها الإمام الأكبر مؤتمرًا انتخابيًا داخل مدينة الأقصر حضره الفريق أحمد شفيق، والذى أعلن حينها أنه صوفى بطبيعته، أما هذه المرة فإن هذه الكتلة تعتبر فى جعبة الرئيس عبد الفتاح السيسى تحت مسمى «طاعة الحاكم».


وأشار إلى أن هناك العديد من الأحزاب المدنية وخاصة الموجودة بمجلس النواب، والتي تساند السيسي، بجانب مساندة تيارات سياسية هامة على رأسها ائتلاف دعم مصر، فضلا عن المرأة المصرية وذوي الإعاقة والرياضيين والفئات المثقفة، ومن ضمن أوراق السيسي الهامة أنه يدخل الانتخابات وهو رجل الدولة الأول، ما يعني وقوف الجهاز الإدارى للدولة، ممثلا فى رجال الجيش والشرطة، والموظفين المشتغلين فى مناصب حكومية، كذلك هناك أوراق تساند السيسي مثل كبار السن الذين يرفضون التغيير في السلطة وهي نسبة أكثر إقبالًا على الانتخابات، بجانب الفئات المتخوفة من التغيير وتداعياته وهؤلاء يمثلون 10 % من الناخبين.


ويبدو موقف النخبة التي أيدت شفيق في مواجهة مرشح «الإخوان» في انتخابات عام 2012، محمد مرسي، مفهومًا بنحو كبير، فمصلحتها في الوقت الحالي هي مع السيسي ونظامه، وهذه النخبة كانت الداعم الأكبر لنظام مبارك حتى إجباره على التنحي إبان «ثورة 25 يناير»، كذلك إن التصريحات العلنية حال مساندتهم للفريق قد تسبب لهم الكثير من المشكلات، سواء في العمل أو التضييق الأمني وتصيد الأخطاء لهم.


وتابع: الموقف ذاته ينطبق على رجال الأعمال الموجودين في الداخل، صحيح أن انتخابات عام 2012 شهدت انقسام رجال الأعمال بين مختلف المرشحين، لكن من غير المتوقع أن يجازف كثير منهم بدعم شفيق في الانتخابات، وإعلان هذا التوجه علنًا، خصوصًا أن كثيرًا منهم لديه مشاكل متعلقة بتسوية أوضاع شركاته مع الحكومة، أو مشاكل مع الضرائب.


وقال أيضًا: أما عن الأوراق التي تقف ضد السيسي تتمثل في غلاء الأسعار، والحرب على الإرهاب؛ خاصة في حالة تكرار الحوادث الإرهابية ضد المدنيين خلال الفترة المقبلة وفشل الفترة المحددة بثلاث أشهر من تطهير سيناء.


وعن الأوراق الرابحة في يد الفريق شفيق، قال الدكتور سعد محمد سعد، إن هناك بيان ترشح شفيق الذي أعلنه في الإمارات وقناة الجزيرة، ضمن الوعد بتطبيق العدالة المطلقة، والديمقراطية والحرية، ووقف الفساد وبهذا فإنه يغازل شباب ثورة يناير والمحبوسين على ذمة قضايا سياسية، حيث يعتبر شفيق فرصة لهم لنيل الحرية والخروج من السجن، كما أن ممارسة الديمقراطية مغازلة أيضا للمعارضة للرئيس السيسي، ومن بينهم الإخوان، ومن ضمن الأوراق أيضا الطبقة الفقيرة جدا والتي عانت من القرارات الاقتصادية الأخيرة، ومن الأوراق أيضا مساندة فلول نظام مبارك حتى لو أن الظاهر منهم مساندة السيسي في العلن، كما يقف مع شفيق بعض رجال الأعمال من نظام مبارك والذين تضرروا من ثورة 25 يناير، كما قد يسانده رموز نظام مبارك المنطلقين حاليا خارج السجون، أيضا سوف يلاقي شفيق بعض المؤيدين من الجهاز الإداري للدولة والأجهزة الأمنية على اعتبار شفيق أحد أبناء الدولة على مستوى النظام السياسي، لن يجد الجيش غضاضة في تسليم السلطة لشفيق إذا فاز عبر الصناديق، ولا يقتصر السبب هنا على تجنب أي اضطراب سياسي أو ضغوط دولية قد تتعرض لها مصر فحسب، ولكن لأن الفريق رجل عسكري في الأساس، ولن يفرق كثيرًا وجوده عن وجود السيسي.


وتابع: وربما لتلك الأسباب، يتمسك شفيق بحلم الوصول إلى قصر الاتحادية، وربما هي التي ترسم وتيرة خطواته البطيئة وتصريحاته المتأنية عن الوضع في مصر، خصوصًا العامين الماضيين، برغم استمرار السيسي في اتخاذ مزيد من الإجراءات الاقتصادية الصعبة لخفض عجز الموازنة، وخفض سعر صرف العملة بأكثر من 100 في المئة من قيمتها، وهي أمور لم يعلق عليها شفيق باستفاضة في لقاءاته القليلة.


واستكمل: وبالرغم من أن شفيق دعم السيسي في انتخابات عام 2014، لكن ثمة مواقف معارضة لأخطاء حكمه برزت أخيرًا، وإن جاء بعضها متناقضًا، كما هي الحال في موقف الفريق من نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، فبعدما أيد في البداية الموقف المصري، عاد وتراجع عنه وقدم نقدًا حادًا للسيسي ونظامه عند تسليم الجزر في نهاية حزيران الماضي.


وختم: أما عن التحديات التي تقف ضد شفيق تتمثل في كبر السن، وكونه أحد رموز نظام مبارك وهو الأمر الذي يطارده منذ الانتخابات الماضية، كذلك البعد عن البلاد منذ ثورة 30 يونيو، وإعلان ترشحه على قناة «الجزيرة».


من جانبه أوضح، أمين إسكندر، البرلماني السابق، أن هناك سيناريوهات صدام سوف تستخدمها الدولة لمنع ترشح أحد في الانتخابات الرئاسية، وبدأت الحرب بقيام أنصار الدولة من الإعلام والنواب بتقديم بلاغات ضد شفيق وتوجيه الاتهامات له، والمطالبة بمنع من تجاوز 70 عاما من الترشح، هذه الحملة سوف تزداد مع قرب الانتخابات، وهناك العديد من المفاجآت سوف تظهر ضد المرشحين، من اتهامات وتشويه.


وأكد «إسكندر»، أن الدولة ستستخدم المؤيدين والموالين لها في وسائل الإعلام المختلفة، وأيضًا اللجان الإلكترونية التابعة لها؛ لشن حملات تشويه وتشهير ضد الفريق شفيق، وتوجيه السباب والشتائم له.


وأشار إلى أن "شفيق يعد منافسًا قويًا جدًا، والدولة قلقلة من تحركاته؛ لذلك سيحاولون بكل ما أتوا من قوة تشويهه، وتلويث سمعته بكافة الطرق، لاستنزاف رصيده الانتخابي.


وقال اسكندر، إن "اللعب مع شفيق، بدأ منذ إعلانه عزمه خوض الانتخابات، وظهر في قرار الإمارات بمنعه من السفر".


وأشار إلى أنه "بمجرد إعلان شفيق ترشحه، شنت وسائل الإعلام المختلفة الهجوم عليه، وبدأت حملات التشويه والتخوين ضده، وتوجيه العديد من الاتهامات له، مؤكدًا أن تلك الحملات ستستمر طويلًا".