رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«فضيحة».. إهدار 18 مليون جنيه في قناة «الشرق» على يد أيمن نور

أيمن نور وقناة الشرق
أيمن نور وقناة الشرق - أرشيفية


بعد فترة طويلة من الهدوء امتدت لثلاثين شهرًا، منذ تولي أيمن نور، زعيم حزب «غد الثورة»، منصب رئيس مجلس إدارة قناة «الشرق»، عادت القناة للاضطراب مرة أخرى، ولكن هذه المرة باتهامات فساد وتصفية حسابات داخل أروقة القناة التي بدأت تحظى بنسب مشاهدة عالية خلال الفترة الماضية وفقًا لتقرير نشرته شركة الأبحاث التسويقية الشهيرة «إبسوس».

فمنذ توليه مجلس إدارتها منتصف 2015، بعد سفره من لبنان إلى إسطنبول حيث مقر القناة، بدأ أيمن نور في تغيير وجه القناة لتتحول إلى قناة معارضة ذات طابع مدني، بعيدًا عن توجه بقية قنوات الإخوان التي تتبنى أفكار «الجماعة»، وتدعو للإطاحة بالنظام، وليس معارضته سياسيًا.


استطاع «نور» بهذه الأفكار الجديدة اجتذاب عدد من الوجوه الليبرالية للقناة على مدار العامين الماضيين ليكونوا واجهة لها، لعل أبرزهم الفنانين: هشام عبد الحميد ومحمد شومان وهشام عبدالله، وكان آخر الوجوه غير المدنية التي استقطبها نور للعمل في القناة جمال الجمل، الكاتب اليساري المعارض.


على مدار عامين تقريبا، حرص «نور» على تطوير القناة وشراء مسلسلات وأفلام جديدة تُعرض لأول مرة، وأضاف للقناة برنامجين فنيين وآخر رياضيا، على عكس توجه القناة تحت إدارة باسم خفاجي، الذي جعلها قناة إخبارية وسياسية فقط.


ورغم استقرار الأمور واستقطاب القناة لعدد كبير من الإعلاميين، إلا أن أزمة كبيرة وقعت في القناة خلال هذا الشهر، جعلت مصيرها مفتوحًا على احتمالات كثيرة مجهولة.


ففي بداية الشهر الجاري، أرسل ثامر آل ثاني، رئيس مجلس إدارة قناة الجزيرة الحالي، والمشرف على قناة «الشرق»، بتكليف من ملاك القناة القطريين فريقًا من المحاسبين والقانونيين ومسئولي المراجعات المالية والإدارية، من الدوحة للتفتيش على نفقات قناة «الشرق» التي تبث من «إسطنبول».


وأطلع ملاّك القناة «ثامر» على الميزانية الفعلية لها، وتابع هو بدوره المحتوى الإعلامي الذي تقدمه القناة، وأكد بخبرته في المجال الإعلامي أنه محتوى أقل بكثير من الإمكانات المالية المتوفرة.


وبعد تشكيل اللجنة في قطر اتجهت لتركيا للتفتيش على الأمور المالية والإدارية بقناة «الشرق»، واستمر عملها لمدة أسبوع، خلصت إلى وجود عدد من المخالفات المالية والإدارية واتهامات بالفساد المالي تم توجيهها لرئيس القناة أيمن نور.


وكشفت مصادر في قناة «الشرق» أن التقرير اشتمل على فساد مالي لرئيس مجلس إدارة القناة أيمن نور، وأكد أنه ينفق أقل من 25% من الأموال التي ترسل له على أعمال القناة في حين يستولي على الجزء المتبقي لصالحه ولصالح آخرين بحيل مختلفة.


ورصد التقرير أوجهًا للفساد نسبها لـ«نور»، من بينها وضع أسماء وهمية في كشوف المرتبات والاستيلاء على الأموال التي يتم تخصيصها لهم، من بينهم اسم وهمي لشخص يدعى أحمد حسين، وتم وضع راتب شهري له 8 آلاف دولار، فضلًا عن تخصيص 25 ألف دولار راتبًا شهريًا لنفسه كمدير للقناة.


وشملت أوجه الفساد الاستيلاء على مبلغ قدره 80 ألف دولار تحت بند «استضافة» ويتم تخصيصه للإنفاق على مقابلات الضيوف، في حين أن استقبال القناة لا يقدم للضيوف الذين هم معدومون تقريبا إلا الشاي فقط.


ودفع هذا التقرير، رئيس تحرير القناة، المخرج حسام الغمري إلى التقدم باستقالته؛ اعتراضًا على سياسة أيمن نور، رئيس مجلس إدارة قناة «الشرق»، وجاء في نص الاستقالة: «السيد رئيس مجلس إدارة قناة الشرق.. سبق وأن تعهدت بأن يتم إبلاغكم حال رغبتي في تقديم الاستقالة قبلها بشهرين لإتاحة الفرصة اللازمة لتوفير بديل مناسب؛ لذا يسعدني أن أبلغ سيادتكم برغبتي في الاستقالة نتيجة ممارسات الإدارة التي عانينا منها طوال عامين، والتي لا تعرف أية معايير مهنية أو إدارية أو احترافية.. على أن يكون تاريخ توقفي عن العمل بتاريخ 31 12 2017، وتفضلوا بقبول كل الشكر والتقدير».


وأثار التقرير حفيظة منذر عليوة، مقدم برنامج «اليوم السادس» في القناة، والذي استولى «نور» على مستحقات مالية له تقدر بـ 50 ألف دولار.


في المقابل، توقف مقدم النشرات الإخبارية عبد الله الماحي، عن العمل مؤقتًا بعد عودته من إجازة كان يقضيها وفوجئ بإلغاء المساحة المخصصة لظهوره دون معرفته.


وبعد وصول التقرير النهائي الذي حمل فسادًا يتجاوز المليون دولار «نحو 18 مليون جنيه»، قرر ملاك القناة إرسال مندوب عنهم لمراقبة أعمال القناة ونفقاتها من تركيا.


وبدأ مالكو القناة بحث سحب إدارة القناة من أيمن نور وإعادة باسم خفاجي الذي لم يتورط في فساد مالي بالقناة حين إدارتها منذ تأسيسها نهاية 2013 وحتى نقل إدارتها إلى أيمن نور منتصف 2015، إلى منصب رئيس مجلس إدارة القناة.


ويتحفظ مالكو القناة على اتخاذ تلك الخطوة حتى لا تظهر للعلن، ويجري ربطها بتقديم رئيس القناة حسام الغمري استقالته، كما أنها ستؤثر على صورة أيمن نور وسمعته، وهو ورقة لا يريدون خسارتها على الأقل في الوقت الحالي.