رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

3 أوراق ضغط لـ«تفكيك» نفوذ السيسي قبل 2018.. «رصد وتحليل»

عنان وشفيق والسيسي
عنان وشفيق والسيسي - أرشيفية


تمثل «أوراق الضغط» جزءًا أساسيًا من اللعبة السياسية خاصة في الانتخابات التي يتنافس فيها مرشح قوي يضمن بنسبة كبيرة المنصب الذي ينافس عليه، وأخرون هم في الحقيقة مجرد «كروت» للضغط على هذا المرشح القوي، وإجباره على تبني سياسات قد لا يؤمن بها.



من هذا المنطلق، ستكون الانتخابات الرئاسية في 2018؛ فـ«الجنرال» عبد الفتاح السيسي مرشح قد يصبح رئيسًا لولاية ثانية، وهناك أخرون مجرد «كروت» للضغط، أو لـ«تفكيك» نفوذ الرئيس القوي الذي يجد مساندة ودعمًا من جميع المؤسسات التي تراه «المنقذ» من جميع الأزمات التي تواجهها الدولة.


المحامي اليساري خالد على الذي أعلن نيته الترشح في الانتخابات القادمة بشكل رسمي هو أول هذه «الكروت» التي ربما يتم الضغط بها على السيسي؛ لفضح الانتهاكات الحقوقية التي يراها خالد على أكبر «تهمة» تطارد نظام الرئيس الحالي.


الحديث السابق يؤكده ما كشف عنه الكاتب الصحفي محمد سعد عبد الحفيظ، والذي قال إنه علم من مقربين لـ«المحامي اليساري»، أن خالد على يهدف من ترشحه للرئاسة إلى استخدام الحملة الانتخابية الخاصة به فى «فضح مساوئ وخطايا السلطة أمام الشارع وجرها إلى خناقة سياسية تفتح المجال العام وتخلخل قبضتها وتهيئ الرأى العام للخطوة المقبلة»، ما يعني أن الناشط اليساري الشهير يريد العمل على «استنزاف» النظام الحالي، و«تفكيك» محاور القوة التي يعتمد عليها في حكمه للدولة.


أما الفريق أحمد شفيق، فالجميع يعلم أنه «لن يعود.. ولن يترشح»، وأن الحديث الذي يتردد بين الحين والآخر عن إمكانية ترشحه في الانتخابات الرئاسية، هو في الحقيقة مجرد «كرت» في يد الإمارات لـ«الضغط» على السيسي إذا حاول «التحليق» بعيدًا عن السياسات التي تتبعها في المنطقة، ولهذا الأمر تستخدم «الفريق» الذي يقيم فيها لتناور به سياسيًا على النظام الحالي.


أما الفريق سامي عنان، فرغم ابتعاده نسبيًا عن الساحة السياسية في الوقت الحالي، وخفوت الحديث عن إمكانية ترشحه في الرئاسة، فإنه لا يمكن إنكار أنه «ورقة ضغط» قوية للسعودية التي يملك بها «عنان» علاقات جيدة؛ وهو الأمر الذي تكشفه الزيارات المتكررة لـ«رئيس أركان الجيش» الأسبق إلى الرياض التي من الممكن أن تدفع به إلى المارثون الانتخابي إذا شعرت هي الأخرى أن السيسي لا يتبنى نفس السياسات التي تسير عليها المملكة.


عن هذا الموضوع يقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بـ«جامعة القاهرة»، إن الإعلان عن نية شخصيات معينة الترشح في الانتخابات الرئاسية، تأخر كثيرًا؛ بسبب المناخ السائد الذي يعطى صورة أن من يجرؤ على التفكير في خوض الانتخابات سوف يتم تشويه صورته من جانب الأجهزة الإعلامية التي يسيطر عليها النظام، وبالتالي ليس مطلوبًا من أحد أن يقدم على هذه الخطوة رغم أن ذلك يضر بصورة النظام بشكل كبير؛ لأنه إذا لم تحدث انتخابات رئاسية حقيقية عكس ما حدث في انتخابات 2014، سوف يؤثر ذلك على  شرعية النظام وسوف يتأكد الانطباع في الخارج أن هذا النظام «خاف» من الانتخابات، ولا شرعية حقيقية له، وأنه يحكم عن طريق قوة السلاح، وسطوة الأجهزة الأمنية.





وأضاف «نافعة» أن الوضع الآن مختلف تمامًا عن 2014، لأن الكل في حينها كان مستريحًا لإزاحة جماعة الإخوان المسلمين، ولكن كان الأمل في بداية عهد جديد من انتخاب  نظام ديمقراطي يضم الجميع بعد عزل التيار الإسلامي من خلال عملية واضحة لتداول السلطة، لكن هذا لم يحدث، وحل السيسي محل الرئيس الأسبق محمد مرسي، ولم تتغير السياسات تغيرًا كبيرًا، وهذه هي المشكلة الحالية للنظام.


وتابع: «الأمور سوف تتضح بشكل أكبر خلال الشهرين المقبلين؛ لأننا سنرى الأسماء التى سوف تعلن عن نفسها وسوف يتضح هل هذه الأسماء لها ثقل ووزن جماهيري أم لا؟، مشيرًا إلى أنه حتى الآن الأمور غير واضحة بصرف النظر عن نية خالد علي، الحقيقية للترشح أم لا؟  لكن هناك أمل مفاده أنه كلما زاد عدد المرشحين في الانتخابات القادمة، كلما زاد الضغط في أن تكون تلك الانتخابات نزيهة وشفافة.


واستكمل: إذا لم يترشح سوى خالد علي، ستكون الانتخابات أقرب للاستفتاء على شخصية السيسي، أقرب منها للانتخابات وسنكرر تجربة حمدين صباحي في الانتخابات الماضية، مشيرًا إلى أن العالم اليوم يدرك جيدًا أن الوضع مختلف، لافتًا إلى أن الانتخابات القادمة إذا أخذت شكل الاستفتاء، سوف يطعن هذا في شرعية النظام، ولن يمكنه ممارسة سياسة قوية على الصعيد الخارجي.


وتابع «نافعة»: إذا تحركت الأجهزة الأمنية والإعلامية لتشويه أي شخص يجرؤ على الترشح في الانتخابات، فهذا يعني أن هناك حالة من الخوف تسيطر على النظام، وأن هناك شعورًا بتآكل شعبية السيسي الذي فقد شرعيته تمامًا في الشارع، وفقدانه للشعبية يساعد على انتشار هذا الخوف، سواء لدى الأجهزة الأمنية، أو شبكة المصالح المرتبطة بالنظام، لكن هذه القوى لم تدرك بعد أن إجراء انتخابات نزيهة وشفافة يقوي النظام ولا يضعفه؛ لأنه من الأفضل أن ينجح السيسي بنسبة ليست كبيرة 60%، أو حتى 55%، على أن ينجح  بنسبة 95 %؛ لأنه لن يصدق أحد هذه النسبة التى لا تحدث في أي بلد ديمقراطي في العالم، ويظهر أن الانتخابات شكلية وليست حقيقية.





من جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن إعلان خالد علي ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، استباق للأحداث، مشيرًا إلى أنه طرح برنامجًا يتقرب به للشارع بتضمينه قضية الجزر، سواء جزيرتي «تيران وصنافير» أو جزيرة الوراق، أو مواضيع أخرى حاول أن يوظفها لخدمة برنامجه، ولكن في النهاية هو عليه «قضية»، وأيًا كان الحكم في النهاية، فهذا حق من حقوقه الدستورية.

وتابع «فهمي»: وما يقوم به خالد على الآن هو عملية  تدوير لأسمه مرة أخرى؛ لأن الوضع في الانتخابات القادمة مختلف تمامًا عن انتخابات 2012، ولكن كونه يعتمد على شعبيته ضمن القوى المدنية، فهذا أمر مشكوك فيه.

وأضاف «فهمي»: أما الوضع بالنسبة للفريق أحمد شفيق فهو مختلف تمامًا؛ لأنه منذ سنوات وهو خارج مصر، وبالتالي غير متابع جيد للأحداث على أرض الواقع، ورغم وجود حزبه «الحركة الوطنية المصرية» على الساحة السياسية، إلا أنه غير ممثل جماهيريًا بالطريقة الكبيرة، ويتردد اسم الفريق من آن لآخر، ولكن رغم ذلك لم يحسم موقفه حتى الآن، من الترشح في الانتخابات القادمة.

وتابع «فهمي»: منصب الرئاسة هو أرفع منصب يمثل الدولة، ومن ينافس عليه، يجب أن يتمتع بمواصفات خاصة، وليس من المعقول أن يتقدم للترشح للمنصب أي شخص وهو غير كفء  له، وأعتقد أن الفترة القادمة سوف تشهد ظهور أسماء تعلن خوض الانتخابات الرئاسية غير عصام حجي الذي ينظر من الخارج، أو آخرين ينظرون عبر الفضائيات دون وجود فعلى لهم على الأرض.

وأكمل «فهمي» أن من يتصدر للعمل العام، لا يشتكي من تسليط الإعلام على مسيرته طالما ليس هناك ما يدينه في شئ،  أو يحمل تاريخًا يجعله غير جدير بالمنصب، والشكوى الخاصة بأن هناك من يتصيد أو أن الإعلام يتدخل في الحياة الشخصية، فهي تصدر من أشخاص لا يتحملون العمل العام؛ لأن العمل الجماهيري يحتاج إلي تاريخ ناصع البياض، لافتًا إلى أن الإعلام لا «يتربص» بأحد؛ ولكنه ينشر الوقائع والحقائق لمن يتصدى للمنصب العام، وهذا يحدث في العالم كله.