رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خطة من «6 بنود» لدعم استمرار الرئيس في «الاتحادية» 4 سنوات جديدة

السيسي - أرشيفية
السيسي - أرشيفية


التضارب والتناقض يسيطران على رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا، بشأن مستقبله السياسي، وفرص البقاء في سدة الحكم لولاية رئاسية ثانية تمتد حتى 2022، حيث جدد مؤخرًا حديثه عن أنه سيترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، «حال توافر الإرادة الشعبية لذلك»، وهي العبارة التي استخدمها الرئيس عند الحديث عن مستقبل القرارات السياسية الهامة التي تنتظر البلاد خلال الفترة المقبلة.


وكرر الرئيس عبارة الإرادة الشعبية عندما أجاب على السؤال حول المصالحة مع الإخوان المسلمين قبل الانتخابات الرئاسية القادمة، وقال في حوار لقناة «فرانس 24»، إن الأمر يعود إلى الشعب المصري.


وتابع: «السؤال ده إجابته عند الشعب المصري مش عندي أنا.. الشعب المصري في حالة غضب شديد ويجب على الأخرين وضع ذلك في الاعتبار»، ونفس الجملة كررها السيسي عند حديثه عن الترشح في انتخابات 2018، فقد أكد في أبريل الماضي، أنه لن يبقى في الحكم لفترة رئاسية ثانية إذا أراد المصريون ذلك، وقال «السيسي»، في رده على سؤال لأحد المشاركين في مؤتمر للشباب بمحافظة «الإسماعيلية» عن سيناريو إخفاقه في الانتخابات المقبلة: «أقسم أني لن أبقى ولو لثانية لو رفضني المصريون» ورغم ترك الرئيس قرار ترشحه في يد الشعب نجد في الوقت نفسه تصريحات له تناقض ذلك تمامًا وتؤكد تمسكه بالحكم، ففي 24 فبراير 2016 الماضي، وخلال خطابه بمناسبة تدشين استراتيجية التنمية المستدامة «مصر 2030»، تحدث السيسي بلهجة حادة وصارمة، قائلا: «اسمعوا كلامي أنا بس»، ورددها ثانيًا «أنا بس»، لم يمهل «السيسي» المصريين، وقتا للتأكد من فحوى رسالته، قال في ذات الخطاب: «إنتو فاكرين أنا هسيبها.. لا والله أنا هفضل ابني فيها وأعمر فيها حتى تنتهي حياتي »، وهي الإشارة الأكثر صراحة بشأن رغبته في إكمال مدته الرئاسية الأولى والثانية، كما خرج في منتدى شباب العالم الذي عقد بمدينة شرم الشيخ ليعلن في تصريحات له، أنه يرفض تعديل الدستور، وأنه لن يبق في الحكم لما بعد 2022، وقال أيضا في ندوة حقوق المرأة بالمؤتمر أثناء حديثه عن فضل المرأة ومطالبة الرجل بالانحناء عند الحديث مع المرأة: «مش عاوز الرجالة تزعل مني وإحنا داخلين على انتخابات رئاسية»، في إشارة واضحة على نيته دخول الانتخابات، والسؤال المطروح حاليًا: لماذا يعتمد الرئيس السيسي على الإرادة الشعبية بشأن القرارات السياسية الهامة التي تنتظر مصير البلاد خلال الفترة المقبلة، مثل المصالحة مع الإخوان والترشح لفترة رئاسية ثانية؟ وما معايير ومقاييس تلك الإرادة الشعبية حتى يقرر الرئيس في تلك القرارات سواء بالرفض أو القبول.


وحصلت «النبأ» على معلومات في غاية الأهمية تتعلق بخطة الدولة لخلق رأي عام مساند لترشح السيسي لولاية رئاسية ثانية، بحيث يكون قرار الترشح مبنيًا على إرادة شعبية، ووفقًا للمعلومات فإن الخطة تعتمد على عدة ركائز تتمثل في الآتي:


أولًا: تدشين أكبر حملة إعلامية عبر المواقع والصحف والبرامج التلفزيونية الموالية للرئيس تتبنى طرح موضوعات عن إنجازات الرئيس على مدار الولاية الأولى لحكم السيسي، في مجال العدالة الاجتماعية والتركيز أكثر على تحسن الحالة الأمنية بعقد مقارنة قبل وبعد تولي الرئيس للحكم، على أن يتضمن ذلك حوارات مباشرة مع المواطنين بالشارع المؤيدة للرئيس المطالبة بالترشح لولاية جديدة وكذلك حوارات مع أسر الشهداء من الجيش والشرطة، الحملة الإعلامية تزداد ذروتها مع بداية شهر يناير المقبل وقرب خروج الرئيس لتقديم كشف حساب للشعب عن فترة حكمه الأولى، يتبعها بعد ذلك حملات تليفزيوينة عبر برامج «التوك شو» من خلال برامج كبار الإعلاميين مثل المقرر عودتهم للظهور مجددا بالثناء على مجهودات الرئيس وما تم من إنجازات.


ثانيًا: تكليف المحافظين ورؤساء المجالس المحلية، والوزراء ونواب البرلمان بعقد لقاءات مباشرة مع المواطنين من خلال الحرص على التواجد في الشارع لسماع شكاوى المواطنين والعمل على حلها، يتخلل ذلك قيامهم بتوضيح الصعوبات التي تواجه الدولة، كما تتضمن الخطة قيام كل مسئول بالدولة من محافظ ووزير بعرض ما تم من إنجازات وما سيتم عمله خلال الأربع سنوات المقبلة من مشروعات وخاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية، وتحسين الحالة الاقتصادية وتشغيل الشباب وفتح مجالات لفرص العمل.


ثالثا: قيام وسائل الإعلام الموالية للدولة بزيارة جميع المشروعات المقرر افتتاحها من قبل الرئيس خلال الفترة المقبلة، وبيان أهميتها للمواطن، وعرض خطط الدولة خلال الأربع سنوات المقبلة، والتأكيد على نجاح الدولة في تحسن الاقتصاد.


رابعًا: تكليف الأحزاب ونواب ائتلاف «دعم مصر» وكذلك التيارات السياسية الموالية للدولة بتكثيف حملات تطالب الرئيس بالترشح سواء كان ذلك عبر جمع توقعات من المواطنين، حيث يتبني ائتلاف دعم مصر حملة تحت عنوان "إرادة شعبية".


خامسًا: تنظيم حملات يقودها موظفون بـ«الجهاز الإداري» بالدولة وخاصة موظفي المجالس المحلية لتنظيم وقفات تطالب الرئيس بالترشح، يشارك فيها فئات عديدة بالدولة مثل أئمة المساجد ووعاظ الأزهر، ثم أعضاء وطلاب الجامعات والمعلمين، يشارك فيها فنانون ومطربون ولاعبي كرة وشخصيات ثقافية وفكرية ورموز إعلامية كبرى، وقد بدأ تدشين ذلك بالفعل خلال مشاركة الفنان الشعبي شعبان عبد الرحيم وقفة عمال النظافة بالمحافظات للمطالبة بترشح الرئيس مؤخرًا.


سادسًا: تنظيم حملة يشارك فيها خبراء أمنيون؛ لكشف المخاطر التي تواجه مصر جراء الحرب على الإرهاب خلال الفترة المقبلة، وخاصة مع تكوين الدولة الداعشية الجديدة في الصحراء الغربية على الحدود المصرية الليبية بعد هزيمة التنظيم في العراق وسوريا وهروب ما يقرب من 40 ألف إرهابي، والمقارنة بين وضع مصر وغيرها من الدول العربية  من أجل بيان فضل الرئيس في الحرب على الإرهاب وضرورة استمراره لولاية ثانية.