رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

صحف عالمية: استقالة الحريري خطوة على «طريق حرب إقليمية كبرى»!

الملك سلمان وسعد
الملك سلمان وسعد الحريري


الاستقالة الأخيرة التي أعلنها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، من العاصمة السعودية الرياض، والتي أكد مؤخرًا، في حوار تليفزيوني على قناة المستقبل اللبنانية، أنه لن يتراجع عنها حتى تحدث صحوة في الشارع اللبناني ترفض التدخل في شؤونه، أحدثت ضجة كبيرة في وسائل الإعلام الغربية، خاصة في سياقها ومضمونها ودلالتها في مثل هذا التوقيت الذي يمتلئ بالأحداث الكبرى في المنطقة العربية.

 

مواجهة شاملة

البداية مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية والتي نشرت مقالا للكاتب السعودي جمال خاشقاجي، الذي أكد أن ظروف الاستقالة تشير بشكل واضح إلى تدخل المملكة العربية السعودية في القرار، خاصة مع التصعيد الأخير من عدوها اللدود إيران على الحدود الجنوبية بعد إطلاق الحليف اليمني (الحوثيون) صاروخ وصل إلى مطار الملك خالد بالرياض.

وأشار خاشقاجي إلى أن الاستقالة تنذر بمواجهة شاملة ضد حزب الله، الحليف الرئيس لطهران في لبنان، والذي أصبح على حد وصف المقربين من صناعة القرار في المملكة، "أداة للقتل والدمار" ضد المملكة حيث يقوم بتدريب الحوثيين الشيعة في اليمن على إطلاق صواريخ ايرانية سقطت أحدها في مطار الرياض.

الأخطر من ذلك أن خاشقجي ألمح إلى إمكانية تعاون إسرائيل مع المملكة العربية السعودية، في تلك الحرب المتوقعة، لافتًا إلى أن مهندس الاتصالات السعودية الإسرائيلية هو جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لافتًا إلى الاجتماعات التي تمت بين كوشنر ومحمد بن سلمان نهاية أكتوبر، ثم توجه الأولى إلى إسرائيل في بداية نوفمبر الجاري، قائلا أن تلك الاتصالات وما تلاها من قرارات، تشير إلى حرب جديدة، تدق أبواب المنطقة، بين السعودية والدول المتحالفة معها (مصر، الإمارات، البحرين) من جانب، بدعم إسرائيلي وأمريكي، وإيران وقطر وحزب الله من جانب آخر بدعم من تركيا.

جدير بالذكر أن سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، أعلن استقالته من الرياض، بخطاب مؤثر أشار فيه إلى تدخلات خارجية، وبالتحديد من جانب إيران التي تستغل حليفها جماعة "حزب الله" المسلحة في التدخل بالشؤون الداخلية بلبنان.

 

مواجهة عسكرية حتمية

من جانبها أوضحت صحيفة الجارديان البريطانية أن استقالة الحريري بهذا الشكل صعدت من التوتر في المنطقة، حيث بات واضحًا للجميع شكل الصراع البارد في لبنان بين إيران وحليفها حزب الله، والمملكة العربية السعودية من جانب آخر، والصراع الثاني في اليمن بين الحوثيين الذي تدعمهم إيران وحلفاء السعودية.

واشار الكاتب السياسي مارتين شولوف إلى إن المواجهة قد تشهد أرضا جديدة وتحالفات لا يمكن تصورها من قبل، وصراع مدمر بين اثنين من الأعداء الذين كانت حساباتهم منذ فترة طويلة أن الحروب سوف تظل باردة من خلال وكلاء لها، لكن يبدو أن المواجهة المباشرة أصبحت حتمية.

وألمح الكاتب إلى أن التحول السياسي في الرياضي، منذ صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على رأس السلطة، ثم حركة الاعتقالات الأخيرة، تشير إلى أن نهج الرياض مع إيران سوف يختلف بشكل جذري، قد يصل معه إلى حد الحرب العسكرية، فبعد ستة شهور فقط من تولية ولاية العهد، قررت المملكة بالتعاون مع الإمارات والبحرين ومصر وبعض الدول الأخرى مقاطعة قطر، وكان السبب الرئيس لتلك المقاطعة "التعاون" مع إيران.

وأضاف: تبدو الحرب وشيكة بعد سيطرة إيران الآن على كثير من الأراضي في العراق وسوريا ولبنان، خاصة بعد دحر تنظيم داعش، وهو ما يعني خطر كبير على الدولة السنية الأكبر في العالم، حيث بات بإمكان إيران تقويض المملكة من الشمال والجنوب.

 

رؤية مختلفة

نيويورك تايمز الأمريكية، أستعانت بالمحلل السياسي يزيد الصايغ الباحث بمركز كارنيجي للشرق الأوسط، والذي أشار إلى رؤية مختلفة نوعًا ما حيث أكد أن المملكة العربية السعودية، سوف تتجه للتهدئة مع إيران قليلا، بعدما اكتشفت أن تقديراتها بالاعتماد على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خاطئة!

واشار صايغ إلى أن قرار المملكة بإعادة فتح المطارات والموانئ اليمنية، بعد ايام من إغلاقها عقب هجوم بالصواريخ الباليستية على الرياض، إشارة واضحة لتخفيف للتصعيد ضد إيران.

وقال الصايغ، رغم أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يحظى بدعم واضح من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر الذى زار العاصمة السعودية فى وقت سابق من هذا الشهر، إلا أن الضغوط الأخيرة التي تعرضت لها السعودية من العديد منظمات الإغاثة والعاملين بالمجال الانسانى والامم المتحدة التي انتقدت الحصار السعودي الأخير ضد اليمن.

ويرى الصايغ أن قرار المملكة العربية السعودية بتخفيف الحصار بعد أسبوع واحد يشير إلى انصياعها للانتقادات الدولية، خاصة بعد تداول صور الأطفال والجرحى، على نطاق واسع إعلاميًا.

ويشير الصايغ إلى أن تعليق الولايات المتحدة على استقالة الحريري، كان مفاجئًا وصادمًا للمملكة، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن الولايات المتحدة تعارض العمل الذي من شأنه أن يهدد استقرار لبنان وحذر الدول الأخرى من استخدام لبنان "كمكان للنزاعات"، فيما يبدو أنه بيان موجه على قدم المساواة إلى السعودية وإيران.

وقال صايغ، محلل كارنيجي:"أعتقد أن السعوديين أساءوا تقدير موقف الولايات المتحدة، واعتمدوا على شخص ترامب دون أن يدروا أن الإدارة الأمريكية ليست ترامب فقط"!