رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حزن الرئيس!

حمدي رزق- أرشيفية
حمدي رزق- أرشيفية


هالنى التهتك والتنطع والسخرية التى تناول بها المفسفسون والمغردون صورة الرئيس السيسى متأثراً بحديث الفتاة الإيزيدية «لمياء حجى بشار»، التى سقطت أسيرة فى براثن تنظيم داعش الإرهابى، وبيعت فى سوق النخاسة فى العراق وسوريا، ولم يرحموا ضعفها، أذاقوها ألوانا من العذاب.

وكأن حزن الرئيس عيب يتدارى منه، أو نتدارى نحن منه، عجباً تصحر العواطف صار طقساً، والجفوة طفحت فى الوديان المقفرة من الرحمة، والرئيس فى الأخير إنسان طبيعى، من لحم ودم، يضحك ويبكى ويحزن، أتلومون على الرئيس دمعاً، أتسخرون من حزن الرئيس، اسخروا أنَّا شئتم، ولتستلقوا على أقفيتكم ضحكاً، للأسف ضحك كالبكاء.

الحمد لله الذى جعل فينا رئيسا يبكى حزنا، ويدمع فرحا، حزانى على أهلنا لا يكفكف لنا دمع، ويسخر الذى فى قلبه مرض، ويفسفس من قد قلبه من حجر، جلودهم سميكة، مولفين على القسوة والجفاء وجفاف العواطف، أتريدون رئيساً لا تعرف الإنسانية طريقاً إلى قلبه، يلهب ظهوركم بسياط أوامره ونواهيه، ويسلّط علينا وعليكم من لا يرحمنا.

السيسى من بين الصلب والترائب، من ضلع شعب معروف بالطيبة والإيثار والصبر والاحتمال، شعب صابر وقانع وراضٍ ويعلم قسوة الظروف التى تمر بها بلاده والبلاد المجاورة، شعب يتألم لآلام إخوتنا فى العراق والشام واليمن وليبيا، ورغم معاناته وقسوة أيامه يشاطرهم الألم والمعاناة والمأساة، شعب ذكى يعلم جيداً الظرف ويقدر إخلاص الرجل.

حزن الرئيس ليس تمثيلاً، خانته الدمعة وطفرت، ألم تروا دموع الرئيس قبلا، أتستحلون حزنه على مأساة إنسانية ناطقة بحروف الألم والمعاناة، ما لكم، ما ضركم، ما شأنكم، الله أعلم بما فى القلوب، هلا شققتم عن قلبه.

كم منا من لا يستطيع حبس دمعة طافية ألماً أو تألماً أو حزناً أو فرحاً، أصلا نحن شعب دمعته قريبة، شعب حسيس، بيحس على دمه، غيرنا جبلوا كالجبال الواعرة، جلودهم سميكة، ورقابهم غليظة، ودماؤهم متخثرة فى شرايين قلوبهم، فصارت كالحجارة أو أشد قسوة، ونحن يسرى فينا النهر بماء دافق، رقة المصريين وحساسيتهم مضرب الأمثال.

معلوم لن يرضى عنك الإخوان والسلفيون حتى تتبع ملتهم، وهم خونة كاذبون، كارهون لوطنهم، لا يصدر عنهم سوى كل قبيح فى حق هذا الشعب، أتذهبون مذهبهم وتنكرون رجلاً يترجى رضا الشعب، لم يصدر عنه إساءة ويتعفف، زمان فى زمن الإخوان كان هناك رئيس أذاق الشعب الأهوال، تذكروا غلظته وقسوته ومكتب إرشاده قبل أن تلوموا على الرئيس عاطفته الفياضة.

جبروت الفيس وأهله، والمتخفون وراء صفحاته لن يجبر الرئيس على أن يتحول إلى جبروت، ولا مجال لعودة أبو جلد تخين، وعلى المزايدين على دموع الرئيس أن يمتنعوا وينصفوا إذا كان هناك سبيلٌ للإنصاف، وعندى والطيبين دموع الرئيس غالية!.

نقلًا عن "المصري اليوم"