رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عبد الله المغازي: إنجازات الحكومة «أونطة».. وتقاريرها المقدمة للسيسي ليست صادقة.. حوار

محرر «النبأ» في حواره
محرر «النبأ» في حواره مع «المغازي»


حكومة شريف إسماعيل «تلبيس طواقي».. ولهذه الأسباب رفضت العمل بـ«الرقابة الإدارية»


«محلب» أفضل رئيس وزراء.. والروتين يُعطل أفكار السيسي


تقارير الحكومة المقدمة للرئيس «ليست صادقة».. وآراء «ھیومن رایتس» مسيسة


القوانين داخل الدولة «عاملة زى البيت الوقف».. و«الجماعة» تعمل وفقًا لمصالحها


التقارير الأمنية والرقابية لها دور في التضييق على الحريات


أمريكا تعمل مع دول الخليج بسياسة «ادفع تنال البركة»


قطر لن تتخلى عن «الإخوان».. وهذه هي الأدلة


السيسي سيرحب بـ«شفيق» لو ترشح للرئاسة


الدولة لا تتحمل النقد وتراه صورة تعيق مسيرة التقدم والنهوض للوطن


قال الدكتور عبد الله المغازي، معاون رئيس الوزراء السابق، إن حملة الرئيس عبد الفتاح السيسي الانتخابية كان يوجد بها أعضاء ينتقدون «المجلس العسكري»، لافتًا إلى أن الرئيس ليس من النوع الذي ينزعج من الانتقاد، ولكنه يفضل أن يكون الانتقاد بـ«أدب وذوق».


وأضاف «المغازي» في حوار شامل لـ«النبأ»، أن الروتين يعطل أفكار السيسي، وأن إنجازات الحكومة «أونطة»، مشيرًا إلى أن تقاريرها التي تقدمها للرئيس ليست صادقة بنسبة 100%، وإلى تفاصيل الحوار.


بداية.. ما حقيقة غضب النظام عليك وأنه غير مرحب بك؟

هذا كلام ليس له أساس من الصحة، وأتمنى من يتحدث عن هذا الأمر، أن يعلن الأسباب وراء غضب النظام منى، وإذا كان الغضب من القيادات بسبب انتقادي للحكومة، فانتقادي هذا يتفق مع رأى الشارع والسياسيين، فمرحبًا بهذا الغضب، ولست بحاجة لأي منصب، فمثلًا انتقدت تحرير سعر الصرف، وقلت إنه يجب على الحكومة أن يكون لديها آليات حقيقية للرقابة وضبط الأسواق، وهذا لم يحدث ومازالت الأسواق غير منضبطة، والحديث عن وجود غضب ضدي يتردد كثيرًا؛ لأنني لم أتول أي منصب، فأنا لم أشغل أي منصب في حملة السيسي الانتخابية، وقيل إنه تم استبعادي لحدوث مشكلة ما، وبعدها بشهرين كلمني المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، فى ذلك التوقيت،  وقال لى: «أنا عايزك تتعاون معنا فى الحكومة.. بس استأذنك الأول أكلم الرئيس»، فرديت عليه قائلًا: «ده شيء يشرفني، والرئيس في مثابة والدي، والرئيس كان يردد دائما أمام الكثيرين من الحملة أنني مثل ابنه»، وعندما عرض محلب اسمي على السيسي، قال له نصا: «ردي يشتغل معاك».


ولماذا قال له الرئيس ذلك؟

عرض عليّ الانضمام إلى الفريق الموجود حاليًا بجوار الرئيس، ولكنى تنحيت وفضلت العمل التنفيذى عن العمل فى الرئاسة، فأخبره «محلب»، أنني موافق على العمل بالحكومة، فقال له نصا: «زين ما اخترت، هو شاب محترم وله مواقف وطنية معروفة»، وتم تعييني فى شهر يناير 2015 لأول مرة في تاريخ مصر معاونًا لرئيس مجلس الوزراء، وكان منصبًا سياسيًا لا أتقاضى عليه أجرًا، وليس له مخصصات مالية، ويعد من وجهة نظري منصبا على درجة وزير، ثم أكملت فى هذا المنصب مع المهندس شريف إسماعيل، بعد توليه رئاسة الوزراء، وظللت أعمل معه حتى يناير 2016، ولكن لم يكن هناك تناغم بينى، وبين «إسماعيل»؛ لذلك قررت عدم الاستمرار فى المنصب، ولم يتم إقالتي، ولكن تقدمت باستقالتي، ولو كنت من المغضوب عليهم، لكان رئيس الحكومة الجديد «مشانى من المنصب ده أول ما مسك الحكومة.. وكان ده حقه»، وبعد تركي للمنصب عرض عليّ منصب عضو فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بترشيح من وزير الأوقاف، وعضو باللجنة التشريعية بالمجلس القومي للمرأة، ويكفيني فخرًا أنني تقلدت كثيرًا من المناصب في عمري الصغير هذا، وجميع مناصبي كانت بدون أجر، ولم يتم اتهامي نهائيًا في «قضايا فساد».


ولكن البعض ربط ذلك بانتقادك للحكومة وعدم توليك أي منصب؟

انتقاداتي المستمرة لرئيس الوزراء تنبع من حبي للوطن، ومن أجل إنارة الطريق لبعض المناطق المظلمة التي«يطبل ويهلل» فيها البعض، وقد أكون مخطئا أو مصيبا في هذا النقد، فكل منصب أتركه، يقال عليّ أنني أصبحت من المغضوب عليهم، «أقسم بالله العظيم بعد تركي لمنصب معاون رئيس الوزراء عرض عليّ منصب.. وعملت مقابلة في الرقابة الإدارية.. ولكنني رفضت واعتذرت عن تولى المنصب، وقلت للمسئولين لن أقبل أن أتولى منصبًا فى ظل تواجد المهندس شريف إسماعيل، رئيسا للحكومة؛ لأنني مختلف مع سياسته، فهو رجل وطني ومحترم ويجتهد، ولكن أنا مختلف معه»،  كما أن نقدي لهذه الحكومة لأنها عاجزة عن تنفيذ أفكار الرئيس، ويجب على القائمين ألا يغضبوا من النقد الموضوعي، كما أنني أطرح الحلول فى حدود إمكانياتي المحدودة، وأنتقد الحكومة وأنا فى نفس المركب وداخل الدولة، وليس أنا خارج الدولة فى قطر أو تركيا.


هل هناك تواصل بينك وبين السيسي أم انقطع بعد الحملة الرئاسية؟

كنت من المقربين جدًا للرئيس أثناء الحملة، وما زلت حتى الآن من المقربين له، ويوجد بيننا تواصل، ومازلت مؤمنًا برؤية الرئيس؛ لأنها نابعة من حبه للوطن، فأنا أعرف السيسي منذ 2011، عندما كنت استشاريًا بـ«المجلس العسكري»، وهو الذي رشحني بعد ذلك أن أكون عضوًا فى مجلس الشعب، وكنت أجلس معه كثيرًا، بصحبة اللواء محمد العصار، كما كنت من الشخصيات السياسية المعدودة التي يتم دعوتها من قبل القوات المسلحة أثناء فترة حكم «مرسي»، وهذا يؤكد مدى ثقة الرئيس في شخصي، كما أننى كنت أعلم أن «السيسي» سيترشح للرئاسة، وسيتخلى عن بدلته العسكرية ويتقدم باستقالته قبل إعلانه الترشح بشهور عديدة وتم إبلاغي من الرئيس أنني سأكون في حملته، ولكنى لم أعلن ذلك لثقة المشير فى ذلك التوقيت، ولقوة علاقتي به.


هل تنقل للرئيس نبض الشارع؟

تواصلي مع الرئيس ليس بالشكل الذي تتوقعه، ولكني أنقل «نبض الشارع» لمجموعة العمل الخاصة به فى الرئاسة، لكي تكون الصورة واضحة أمامهم دون «تطبيل»، مثل غياب الرقابة الحكومية، ولكن الرئيس والمجموعة التى تعمل معه لديهم ثقة فى المهندس شريف إسماعيل، فهو وطني ولكن عمله يحمل في طياته الأداء الروتيني، فرئيس الحكومة يجب أن يكون عقلًا بجانب «عقل الرئيس»، ويجب أن يبحث عن حلول لتطبيق أفكار الرئيس بشكل سريع، فمثلا هل يعقل أنه حتى هذه اللحظة أن مشروع المليون ونصف المليون فدان لم يطبق على أرض الواقع؛ بسبب مشاكل وزارتي الزراعة والري؟ أين دور شريف إسماعيل؟، وأيضا عندما تكون الحكومة عاجزة، يأمر السيسي القوات المسلحة بأن تمد الشارع بـ«السلع الغذائية»، فالقوات المسلحة هي وما زالت العمود التي يتم الاتكاء إليه فى كثير من المشاكل، فإذا كان الرئيس يعتمد بهذا الشكل الكبير على الجيش، فهذا يدل على أن الحكومة حتى الآن ليست قوية، وليست بنفس رؤية الرئيس.


ولكن السيسي يتحمل مسئولية اختياره للحكومة؟

الرئيس هو المسئول عن هذه الحكومة، وبالتالي يتحمل أخطاءها، ولكن لدى الرئيس معلومات تجعله مقتنعا بـ«شريف إسماعيل»، ومن الممكن أننا لا نرى هذا، ولكن الفترة التي تواجدت فيها مع الحكومة لم يكن «إسماعيل» هو الوزير الأبرز والعبقري الذي نقبل وزارته، فكل ما قام به أشياء «روتينية» يقوم بها أى شخص، وكنت أتمنى استمرار «محلب» في الحكومة، لأنه كان أفضل رئيس وزراء، ويمتلك الخبرة الكبرى، وله رؤية اقتصادية، فهذه الحكومة يطلق عليها «حكومة تلبيس الطواقي» تستلف من مكان؛ لتسديد مكان آخر، فيظهر للمواطن أنها تسير الأمور، فحجم الدين الخارجي لهذه الحكومة وصل إلى 85 مليار دولار، وهذا لم يحدث فى تاريخ مصر،  وكذلك حجم الدين الداخلي تجاوز الـ 3 تريليونات جنيه.


وماذا عن شعبية الرئيس وتأثرها بسياسات الحكومة؟

لاشك أن أى رئيس يتولى الحكم، شعبيته قبل الحكم، تتغير بعده، وتقل، لأنه يتحمل قرارات مصيرية تغضب كثيرًا من فئات الشعب، مثل القرارات الاقتصادية الأخيرة، رغم أنها صحيحة، ولكن كان يجب أن يصاحبها قرارات أخرى لحماية المواطنين، رغم أن الرئيس أخذ بعض القرارات المتعلقة بالدعم، ولكنها ليست كافية، فالشعب يوافق على رفع الدعم، وأن تعطيه الأشياء بقيمتها الحقيقية، مقابل أن يتم توفير حياة كريمة له، وهذا لن يحدث إلا عن طريق فتح مصانع جديدة، واستثمارات كبرى، ولكن حتى الآن لم يخرج قانون الاستثمار إلى النور، وما زال داخل مجلس الدولة لمراجعته، وكذلك قانون «البناء المخالف»، وأيضا قانون الصناعة، وهذا معناه أن كل القوانين داخل الدولة «عامله زى البيت الوقف»، وكل ما تتحدث عنه الحكومة من الإنجازات «أونطة»، كما أن التقارير التي توضع أمام الرئيس من الحكومة ليست صادقة 100%، ومبالغ فيها، والدليل على ذلك تعطل المشاريع والقوانين وعدم خروجها للنور، مثل المليون ونصف المليون فدان، والريف المصري الذي لم يسلم لكل الناس، فالروتين هو الذي يقتل الحكومة ويعطل تنفيذ أفكار الرئيس، ويجب على الإدارة المصرية المتمثلة في السيسي، ألا تغضب من النقد.


هل الفترة القادمة ستشهد تغيير حكومة شريف إسماعيل؟

الفترة القادمة ستشهد إقالة الحكومة لأسباب صحية خاصة بـ«رئيس الوزراء»، وعندي معلومات غير مؤكدة مفادها أن شريف إسماعيل طلب إعفاءه من منصبه منذ فترة طويلة؛ لظروفه الصحية.


هل السيسي سيترشح في الانتخابات الرئاسية؟

طبعًا.. لأن السيسي بدأ مشروعات ستنتهي في الأعوام المقبلة، ولابد أن يكملها، وأتوقع أن الرئيس يفكر فى الترشح لهذه الانتخابات بنسبة تتعدى الـ 95%.


هل سيكون لك دور فى الحملة الرئاسية للسيسي فى حالة ترشحه؟

هذه حرية كاملة للرئيس فى اختيار من يكون معه فى  حملته، وليس معنى أنني كنت متحدثًا رسميًا لحملة الرئيس من قبل، أن أكون متحدثًا فى الحملة الجديدة، أو عضوًا بها، والحملة السابقة للرئيس كان يوجد بها أعضاء ينتقدون المجلس العسكري، ورغم ذلك أخذهم فى الحملة، فالرئيس ليس من النوع الذي ينزعج من الانتقاد، ولكنه يفضل أن يكون الانتقاد بـ«أدب وذوق»، وأتشرف كل الشرف إذا تم اختياري في الحملة الرئاسية الجديدة للرئيس، وإذا لم يتم اختيارى، فأنا من المؤمنين بالرئيس، وبرؤيته، وسأساند الحملة حتى لو لم أكن عضوًا فيها.


في رأيك من يستطيع منافسة الرئيس فى الانتخابات؟

لم يعلن أى أحد حتى الآن ترشحه للرئاسة، وكل الأسماء المطروحة مجرد «تكهنات» سواء الفريق سامى عنان، أو الفريق أحمد شفيق، أو المستشار يحيى الدكرورى، فالأخير يعمل في السلك القضائي، أما عنان، وشفيق، فيوجد أشخاص يقتنعون بهما، ومن حقهما الترشح، وهذا حق مكتسب لأى شخص، فالفريق شفيق كان منافسًا شرسًا للإخوان فى عز مجدها وقوتها، وأعتقد أنه فى حالة ترشح عنان أو شفيق، سيكونان منافسين جيدين للسيسي، وهذا سيثري العملية الانتخابية.


وكيف ترى الانتقادات ضد من يطرح اسمه للمنافسة في الانتخابات؟

هذا خطأ و«غلط» كبير نقع فيه، وسيؤثر على الحياة السياسية في مصر بالسلب، ولابد من احترام الجميع، وعدم تشويه صورة أحد، فمن يمتلك أي دليل ضد أى شخص فليتوجه به إلى النائب العام، فـ«شفيق» اتهم فى قضايا، وحصل على البراءة فيها، ولا يجوز توجيه اتهامات لأحد، وتشويه صورته، لأن ده «عيب»، وفي هذه الانتخابات سأعطي صوتي للسيسي، لإيماني القوي به، وبرؤيته، وأتمنى مع ولايته الجديدة أن يختار رئيس حكومة، يكون عقلًا بجانب عقله، ليس شخصًا ينفذ فقط ما يراه الرئيس، من أجل الإسراع في تنفيذ المشروعات الاقتصادية.


هل الإمارات ستدعم شفيق لو ترشح للرئاسة؟

لا أعتقد ذلك، وهذا لن يحدث نهائيًا؛ لأن الإمارات تنظر في حماية الفريق شفيق من ناحية النخوة العربية، بمعنى أن الإمارات أعطت كلمة له أنه في حمايتهم ورعايتهم، و«شفيق» لو حاول أن يعلن ترشحه لن يعلنها في الإمارات، وسيذهب إلى دولة أخرى، لرفع الحرج عن الإمارات التي تعلن قيادتها جميعا دعمها الكامل للسيسي، وثانيًا أن الفريق شفيق ابن من أبناء مصر اتفقنا أو اختلفنا عليه فهو شخص وطني محترم، وإعلانه للترشح، حقه الطبيعي، والسيسي صدره يتسع لترشح شفيق، وسيرحب به.


هل تعتقد أن الجبهة التي يدشنها ممدوح حمزة سيكون لها دور فى توحيد المعارضة للمشاركة في الانتخابات؟

لا أريد أن أحكم على شىء لم يعلن عنه حتى الآن، ولم يظهر على أرض الواقع، وأعتقد أنها ستضم شخصيات سياسية لها توجهات متنوعة، ولها ثقل سياسي، وتشكيل ممدوح حمزة لهذه الجبهة حق مكتسب له، ويجب فى مصر أن نحترم المعارضة الوطنية التي تعارض من الداخل، ولابد أن يكون لدينا هذا الأفق المتسع، وأن نسمع النقد، فنحن فى مرحلة التحول الديمقراطي، وإذا كان هذا يزعج ويغضب بشدة، «يبقى فيه حاجه غلط».


وكيف تنظر لوضع الحريات في مصر؟

الحريات في مصر حاليا ليست على ما يرام، من بينها حرية الإعلام، وأرى أننا بدأنا نتجه إلى الصوت الواحد، فكثير من القنوات الإعلامية أصبحت صيغة واحدة، وكل هذا خطر على الدولة، لأن هذا سيدفع المواطن إلى سماع قنوات الإخوان، ولذلك  يجب على المسئولين أن يسمحوا للأصوات المعارضة فى الداخل أن تدلي بآرائها، ولا ينفع أن أمنعها من الظهور، فسمعت من البعض أن هناك أوامر بعدم السماح لبعض الشخصيات المعارضة بالظهور في الإعلام والصحف، وهناك صحف كانت معارضة، وفجأة تحولت إلى ما يشبه صحفا حكومية، وكل هذه الممارسات خطر على الدولة ويجب أن يسمع جميع الآراء وأن يرد عليها، بدلا من أن يلجأ الصوت المعارض لقنوات غير مشروعة للتعبير عن رأيه، كما أن التقارير الأمنية والرقابية لها دور في التضييق على مجال الحريات، وأرى أن الدولة حاليا لا تتحمل النقد، وتعتبر أنه صورة من صور إعاقة مسيرة التقدم والنهوض للوطن، وأن هذا «يشوش» عقول الناس، وهذا الكلام غير صحيح ويضر بالدولة كثيرًا.


وما تقييمك لتقارير هيومن رايتس التي تنتقد النظام فى مصر؟

معظم التقارير التي صدرت عن «ھیومن رایتس» لا شك أنها «مسيسة»، للضغط على مصر لتنفيذ سياسات معينة، ولكن هناك جزءا بسيطا من هذه التقارير، يكون صحيحًا، ويجب على الحكومات أن تأخذ تقارير هذه المنظمات بعين الاعتبار لتطوير ملف حقوق الإنسان بها، وأن يكون لدينا سجون تراعى آدمية الإنسان، وأن يكون لدينا أقسام شرطة تتفق مع المعايير الإنسانية، وأن نلغي كلمة «كله تمام».


وكيف ترى تقدم مصر في محاربة الإرهاب؟

نحن الآن نعيش في إرهاب صعب، وهناك تضحيات تقدم من رجال الشرطة، وأتمنى أن يكون هناك استراتيجية جديدة لدى الدولة لمحاربة الإرهاب، تعتمد على استخدام تكنولوجيا قوية لمساعدة أبنائنا فى سيناء، والتنبؤ بالعمليات، وأن يتم إنشاء قمر صناعي أمني عسكري فقط، ويتم تركيزه على شمال سيناء، أو زرع كاميرات حتى لو كلفت الدولة 10 مليارات جنيه، وهذا أمر ليس صعبا.


وكيف تنظر إلى التقارب بين مصر وحماس بعد اتهامها بدعم الإرهاب؟

أولًا.. القضية الفلسطينية ما زالت ولا تزال قضية مصرية قبل أن تكون عربية؛ لأن مصر أكثر من دفع تكلفة فاتورة هذه القضية، وليس كل الدول العربية، ومن القليلين وبكثرة دفعنا ضريبة الدم، والتقارب مع حماس وإحداث مصالحة في البيت الفلسطيني بينها وبين فتح، يحسب للسيسي والمخابرات العامة والحربية، ونجاح سيكون له انعكاسات إيجابية، وحماس ستكون أكثر التزاما مع مصر وستساندها في القضاء على الإرهاب، كما أنني لا أستطيع أن أوجه أية اتهامات لحماس بأنها مسئولة عن الإرهاب؛ لأنني لا أمتلك دليلا على ذلك، ومعنى أن الإدارة المصرية تمد يدها لحماس، فهذا يؤكد أنها تجد فيها الجدية وستكون عونا للقضية الفلسطينية والعلاقات المصرية، وأتمنى أن نستغل هذا التقارب ويكون هناك في القريب العاجل عام 2019 أن تعلن دولة فلسطينية حقيقية، وأعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لديهم فرصة تاريخية لإزالة التوتر؛ لأن بؤرة التوتر في منطقة الشرق الأوسط من الأساس الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.


هل التقارب مع حماس سيفتح الباب إلى التفاوض مع الإخوان للتصالح معها؟

جماعة الإخوان في بعض الأوقات تلجأ إلى مبدأ «التقية»، وتعمل وفقًا لمصالحها الشخصية؛ فهي تصالحت مع «السادات»، رغم أنها لم تؤمن به، وإذا أعلن الإخوان تخليهم عن فكرة الجهاد والسلاح، فالشعب والإدارة المصرية هما اللذان يقرران فكرة المصالحة معها، وأتمنى أن نكون كلنا جماعة وطنية واحدة في مصر بدلا من التفرقة والدخول في جماعات تمزق جسد الوطن، وأن يمارس الشخص شعائره الدينية بكل حرية، أما الصعود للمناصب السياسية على سلم الدين فهذا «عار».


هل ستسهم زيارة الملك سلمان لروسيا في حل الأزمة السورية؟

السعودية ترى أن روسيا هي اللاعب الرئيسي وبقوة في منطقة الشرق الأوسط، وأنها القادرة على حل الأزمة، ونتائج هذه الزيارة ستظهر فى الفترة المقبلة، على غير أمريكا التي تلعب بسياسة «القط والفأر»، وتبحث عن مصالحها فقط، وأعتقد أن أمريكا صنعت ما يسمى بالابتزاز السياسي مع دول الخليج، واتخذت مصطلح «ادفع لتنال البركة»، وهذا حدث بالفعل عندما وقعت أمريكا اتفاقيات مع قطر في ظل مقاطعتها من الدول العربية الأربع.


هل تتوقع أن تتخلى قطر عن دعمها للإخوان للتصالح مع الدول الأربع؟

أولًا.. ما يمارس ضد قطر مقاطعة، وليس حصارًا كما تروج قطر، فهناك مبالغة كبرى من قبل القيادة السياسية القطرية بأن هناك حصارًا مفروضًا عليها لجذب تعاطف الدول الكبرى معها، وما حدث من الدول الأربع حق سياسي مكتسب، نتيجة تدخل «الدوحة» في الشئون الداخلية لهذه الدول الأربع، وقطر لن تستجيب إلى أية ضغوط تمارس عليها للتخلي عن الإخوان؛ لأن الآباء الأولين لقطر تعلموا على يد الآباء الأولين لـ«الجماعة»، فالأمر تحول إلى عقيدة لدى الحكام القطريين، وأصبحت هذه القيادات جزءًا من «الجماعة»، وأتمنى أن تعود للصف العربى من جديد، والتوقف عن دعم الإرهاب فى بعض الدول العربية، وهذا ما أعلنه «ترامب» بأن قطر ترعى وتمول الإرهاب، وكل دول أوروبا تعرف ذلك، ولكن «المصالح تتصالح»، لوجود أموال قطر فى بنوك الغرب.