ضريبة الكلاب

 تنتشر في مصر وبخاصة في أحيائها الراقية ظاهرة اقتناء الكلاب ، ويتباهون بأسعارها الغالية ، لدرجة أن الكلب قد يصل سعره إلى ثلاثين ألفا أوأربعين ، والكلب يأكل في الشهر بما بين ثلاثة إلى خمسة آلاف جنية وطعامه مستورد بالدولار ، ناهيك عن تطعيماته وعلاجاته في مستشفيات خاصة تفوق في إمكاناتها أي مستشفى خاص لبني البشر ، كما يلقى من الرعاية الخاصة من الأهل والأصحاب ما لم يلقه أعز الأبناء ، ولهم في كل يوم وقت محدد يخرجون فيه لفسحة إلى أقرب حديقة عامة ليقضي فيها الكلب المحترم حاجته . 

ومع ذلك فإن هذا الكلب وصاحبه يعيشان في رغد من العيش وهناءة الحياة دون أن تفرض عليهما الدولة ضريبة رفاهية بينما المواطن البائس الفقير يعيش بؤسه مع الضرائب التي تقطع من راتبه ومع فواتير الكهرباء والمياه وأسعار المواصلات والبنزين والخضروات والفاكهة واللحم والدجاج ..  الخ . 

إن ما ينفق على كلب واحد من كلاب المترفين في الشهر الواحد يكفي للإنفاق على خمس أسر معدمة فقيرة . إن فرض ضريبة على الكلاب ضرورة يجب أن تسن لها القوانين والعقوبات رحمة بهذا المواطن المطحون.

  أ.د. غانم السعيد 

 أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر