رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حا أصلى مهما حصلى..

حمدي رزق
حمدي رزق



تلقيت رسالة من دكتور كميل صديق ساويرس يقول فيها: مع كل شكرنا وتقديرنا لتوجيهات الرئيس السيسى والتى لولاها (وبناءً عليها) أتيحت الفرصة مرة أخرى لأهالى قريتين بالمنيا لمعاودة الصلاة وعبادة ربهم.. ولعلها تكون رسالة لهؤلاء شاغلى بعض المناصب أن يمارسوا بعض صلاحياتهم دون انتظار لتوجيهات عليا. ومع كل شكرنا وتقديرنا هذا لا نمنع أنفسنا من مخاطبة هؤلاء على الجانب الآخر نتساءل: ماذا يراد من الأقباط: كنايس واتحرقت.. منازل واتنهبت.. أبناء واتذبحت.. عقيدة واتشتمت.. مناصب واتحجبت.. أسر وهاجرت.. بنات قصر وأطفال واتخطفت.. زروع وانقلعت.

وبعد.. أصبح السؤال الذى يطرح نفسه ويصرخ فى وجوهنا جميعاً ولابد أن كل مصرى يحترم مصريته ويعرف قيمتها يطرح بينه وبين نفسه (ليه الناس دى بتتعامل بالشكل ده؟؟؟!!) وقالها لى شقيق مصرى يختلف معى فى العقيدة مواسياً فى أعقاب مذبحة الأقباط فى ليبيا: (كفاية.. إنتم استحملتم كتير أوى).. كلماتى تلك تعقيباً على المسلسل الحزين الذى لا تنتهى حلقاته إطلاقاً وكان آخرها ما يحدث فى المنيا من منع المسؤولين أقباط القرية من الصلاة (مراعاة لمشاعر إخوتهم المسلمين)!!!

وللمرة الأولى أعلم- وأعتذر عن جهلى- أن ممارسة الصلاة يمكن أن تؤدى إلى جرح مشاعر المختلف معى فى العقيدة!! وكم كانت الصورة معبرة وقالت الكثير عن هؤلاء الذين حيل بينهم وبين الصلاة فى أن يمارسوا طقوسهم كاملة على قارعة الطريق.. تذكرت يومها العبارة التى نطق بها المصرى الأصيل البابا شنودة الثالث فى موقف مشابه حين قال: (حا أصلى مهما حصلى)!

والسؤال هو: من أعطى هؤلاء حق التدخل فيما لا يعنيهم؟ والجواب هو: مسؤولون أدمنوا (قعدة المصاطب إياها) فى كل ما يخص الأقباط من حقوق مهدرة انطلاقاً من قناعة باتت لديه (بأنهم ناس طيبين ونقدر عليهم ولا يمكن يلجأوا للعنف)!!

والآن هل يملك أحد الشجاعة أمامنا جميعاً ومن قبلها أمام ضميره ويقول لنا بصراحة: ما هو المطوب من القبطى حتى يستطيع أن يتمتع بحقوق فى وطنه وعلى أرضه ويتساوى مع الآخر؟ قل لى يا أخى يا من تفعل ذلك مع أخيك القبطى (وأنا هنا أدعوك بأخى رغم كل شىء لأن عقيدتى الفاسدة التى تحدث عنها صاحبنا إياه تلزمنى بذلك)!!.

قل لى بربك ما هو الذى تقدمه أكثر مما أقدمه حتى أستطيع أن أتساوى معك فى الحقوق وأمارس المواطنة كما تمارسها أنت؟ ولا نستطيع أن ننكر أن الدولة من قبل ساهمت فى وجود تلك الحالة وذلك من خلال ممارسات تمت عن طريق التمييز السلبى تجاه الأقباط، وكان راعى هذا النهج رئيسا سابقا كان يفتقد الشعبية وحاول تحقيقها عن طريق مغازلة تيار معين واعترف فى نهاية أيامه بهذا الخطأ.

كنا نعتقد- واكتشفنا أننا كنا نحلم- بعد ما حدث بعد فض رابعة من اعتداء على الكنائس ومنشآت الأقباط والتى قيل لنا بعدها إنها كانت بسبب مشاركة البابا فى يوم 7/3. لقد كنا نعتقد بعد كل ما حدث أن يحدث تغيير فى تلك العقول الداعشية المتحجرة والتى تعودت على رفض الآخر وحرمانه من حقوقه والتعامل معه بدونية- وكأن القبطى أصبح (فرزا ثانيا)، وفى النهاية أردد مع السيدة إقبال بركة ما جاء بجريدة الأهرام: (لماذا فى كل مرة يحاول الأقباط إقامة كنيسة يعبدون فيها ربهم تقوم الدنيا ولا تقعد)؟!. ومع المبدع الجميل أمل دنقل نردد: (أنت إن تكلمت مت وإن سكت مت.. قلها ومت).