رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أفرجوا عن الإخوان نفرجها عليكم!

حمدي رزق
حمدي رزق


لا حقوق إنسان ولا بَاتِنجَان، خلاصته الإخوان، ما كان سرا من ضغوط أمريكية لإعادة الإخوان إلى المشهد صار علنيا، واشنطن تخفض من مكونات الشق الاقتصادى من برنامج المعونة الأمريكية ضغطاً، وتؤجل صرف بعض مكونات الشق العسكرى، لعل وعسى يُثمر الضغط عن حلحلة فى الموقف المصرى الرافض للإخوان.

الأسف فى بيان الخارجية المصرية دال على مكنون الأزمة المكتومة، تعبيرات سوء تقدير، وافتقار إلى المنهج السليم، الواردة فى البيان لهجة دبلوماسية حذرة فى مواجهة صلف أمريكى مستهجن، ليس كل ما يُعرف يذاع، وراء الأكمة ما وراءها، «جاريد كوشنير» كبير مستشارى الرئيس الأمريكى سيلقى رفضاً خلال وجوده فى القاهرة.

القرار الأمريكى الوقح سياسياً ليس مفاجئا، كتبت هنا (فى 9 إبريل الماضى) مستشرفا موقف الكونجرس الأمريكى من استحقاق مصر للمعونة الأمريكية كاملة، وقلت «الحداية الأمريكية مبتحدفش كتاكيت»، ولتستحق مصر ديمومة المعونات الأمريكية، عليها عاجلا القيام بتسوية ملف الإخوان قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.. مثلُ هذا وإلا فلا!

يضغطون السيسى، مطلوب أمريكياً رفع الحظر عن الإخوان، ومراجعة تصنيفهم كجماعة إرهابية، وحبذا لو عاد الإخوان إلى العمل السياسى سريعاً، وقناعتهم لا يستحق المعونة نظام يحظر الإخوان حبايب الأمريكان، المعونة مربوطة فى قدم مرشد الإخوان، هل تُقبّلون القدم؟!

تستحقون المعونة إذا أفرجتم عن مرشد الإخوان والذين معه، وأسقطتم أحكام الإعدام، شرط واجب، الدولارات مرهونة بالإفراجات، إذا تصالحتم استحققتم، وإن رفضتم جنت على نفسها، استمرارية المعونة جائزة الإفراج عن الإخوان، مربوطة ومشروطة بالإخوان!.

.. وزيادة، تستحقون المعونة إذا قبلتم بوجود خبراء أمريكان على الأرض فى سيناء، وكيف ترفضون اقتراحاً بنشر خبرائنا على الحدود، مجرد وفد للتحرى، لماذا ترفضون؟ المساعدات الأمريكية راكبها خبراء أمريكان، تنازلوا قليلاً عن السيادة الوطنية مقابل المعونات الأمريكية.

أتتسلحون مجدداً، ألا تكفون عن التسليح، وتنوّعون مصادر السلاح؟ ويحكم: أتبنون جيشاً قوياً على حدود إسرائيل، أليس بينكم وبين إسرائيل معاهدة سلام، ما لكم تتسلحون هكذا، أتشترون بالمساعدات العربية سلاحاً؟ حسناً، سنوصى بقطعها، المساعدات للطعام لا للسلاح.. أفهمتم؟!

أنتم لا تستحقون المعونة، لأنكم لا ترضخون لأوامر الأمريكان بربط إرادتكم بمخططات الأمريكان فى سوريا وليبيا والعراق، كيف تعلنون ما يرفضه الأمريكان، لماذا تواجهون مخطط التفكيك بالرفض والتشديد على وحدة الأراضى السورية، لماذا تدعمون الجيش الوطنى فى ليبيا، لماذا لا تسمعون ما يقال لكم فى واشنطن، لتكونوا مؤثرين اسمعوا كلام الأمريكان، حدود التأثير والدور مرتهن بمشيئة الأمريكان، كيف يتسنى لكم لعب دور وطنى إقليمى، ممنوع عليكم الدور، لا يلعبه إلا الحلفاء وفى طاعة عمياء.

عجباً، أتطلبون مساعدة ومنابركم تحرض على الأمريكان، انظروا التحريض، امنعوا هذا الحديث المؤذى للمصالح الأمريكية، الإخوان مصلحة أمريكية، أولوية أمريكية، الأمريكان حلوين وطعمين لا يتآمرون عليكم ألبتة، فقط نضغطكم من أجل الإفراج عن الإخوان، كل قضيتنا الإخوان والتابعون، فاهمين، «أفرجوا عنهم نفرجها عليكم»!.

نقلًا عن "المصري اليوم"