رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

داعش جريمة الغرب الكبرى «18»

أحمد عز العرب - أرشيفية
أحمد عز العرب - أرشيفية


وقفنا فى الحلقة السابقة عند إرسال حسن البنا لزوج ابنته سرًا إلى ميونخ مركز الحرب النازي لعرض تعاونه لخدمة هتلر الذي بدأ نفوذه يتصاعد فى ظل تراجع تدريججي لعدويه الرئيسين بريطانيا وفرنسا.

وظل نفوذ ألمانيا النازية يتصاعد منذ اعتلى هتلر الحكم فى يناير 1933 وضرب هتلر عرض الحائط بكل القيود التى فرضتها ماهدة فرساي سنة 1919 عقب الحرب العالمية الأولى على ألمانيا وقامت القوات الألمانية بدخول المناطق التى حظرتها عليها معاهدة الصلح، وبدأت تسليحا على نطاق يؤكد أن حربا عالمية جديدة تلوح فى الأفق ثم ضم هتلر النمسا لأمانيا فى وحدة جرى الاستفتاء عليها سنة 1938 ثم أجبر دولة تشيكو سلوفيكيا على التنازل على كل أراضيها التى تسكنها أقليات ألمانية وتقلصت الدولة إلى دويلة صغيرة حول العاصمة براج فى ربيع سنة 1939 على يد تشمبرلين رئيس وزراء بريطانيا بأمل أن يكون ذلك هو التراجع الأخير.

ازداد حسن البنا إيمانا بأن مستقبل ألمانيا النازية واتفق مندوبه مع الحزب النازي على أنه بمجرد اقتراب جيةش ألمانيا من مصر فى الحرب المتوقع وقوعها فى أي لحظة يجند حسن البنا جمعيته فى خدمة هتلر وبدأت الشائعات تتردد بان هتر مسلم وأسمه محمد هتلر وسينتظر وصول جيشه لمصر ليعلن من شرفة قصر عابدين إسلامه على العالم، وفى نفس الوقت كانت دوائر الحكم فى قصر فاروق تنادي دون تردد بصداقتها مع إيطاليا الفاشية تحت رئاسة موسوليني التى كانت ما زالت لم تعلن الحرب على دول الغرب بعد، وتعود العلاقة الوثيقة بين إيطاليا وعرش مصر.

إلى أن الملك فؤاد أبو فاروق غادر مصر إلى ايطاليا سنة 1879 وسنه 3 سنوات بصحبة الخديوي إسماعيل إلى منفاه وعاش فؤاد فى إيطاليا ضيفا على أسرة سافوى الملكية وتعلم بها ودخل الخدمة فى الجيش الإيطالى حتى وصل إلى رتبة رائد عندما تم استدعاؤه فى سنة 1927 لتولى عرش مصر عقب وفاة شقيقه الأكبر السلطان حسينوكانت مخابرات بريطانيا تعرف كل صغيرة وكبيرة فى مصر وترصد خلال الثلاثينات والحرب العالمية الثانية كل اتصالات فاروق بعد أن أصبح ملكا بإيطاليا؟

ثار البريطانيون على تشمبرلين عقب تنازله فى ميونخ وأسقطوه من رئاسة الوزراء التى خلفه فيها ونستون تشرشل وسارع الاتحاد السوفيتي تحت قيادة ستالين بتوقيع معاهدة عدم اعتداء مع هتلر فى أغسطس 1939 تضمنت بنودها اقتسام بولندا بين هتلر وروسيا وأدركت بريطانيا وفرنسا أن الحرب واقعة لا محالة وبعدها بأسبوع واحد غزت جيوش ألمانيا بولندا من الغرب وجيوش ستالين من الشرق أول سبتمبر وأعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا وبقيت عدة أشهر خارجها إلى أن انضمت لألمانيا.

ازداد البنا ثقة أن المستقبل أصبح لألمانيا وأن قراره بالانضمام لها كان عين الصواب وخلال بضعة أشهر كانت قوات النازية اجتاحت النرويج والدنمارك وسقطت باريس في 1940 وانسحبت فرنسا من الحرب بمعاهدة مع هتلر تسمح له باستمرار احتلال الجزء الشمالي وضمنه باريس مع السماح للحكومة الفرنسية باستمرار احتلال الجزء الشمالي وضمنه باريس مع السماح للحكومة الفرنسية التى استسلمت بقيادة المارشال بيتان بحكم جنوب فرنسا.

وقفت بريطانيا وحيدة تواجه المصير المجهول وإن كانت أمريكا التى لاتزال على الحياد تساعدها بالسلاح وبقوافل الإمدادات رغم عدم وجود دوائر يمينة شديدة التحمس داخل أمريكا بوجوب التحالف مع ألمانيا وإيقاف مساعدة بريطانيا.

وتطورت الحرب سريعا بعد سقوط فرنسا واقتربت القوات الألمانية والإيطالية من مصر من الناحية الغربية ودارات معارك كر وفر هائلة طوال سنة 1941 واخترق الجيش حدود مصر من ناحية ليبيا عدة مرات فى هذه الأثناء تولت قوات هتلر مسئولية الجبهة وزحفت إلى مصر بقيادة روميل وتدهور وضع الجيش البريطاني وأشيع أن قائده الجنرال ريتشي كانت له عشيقة مصرية جاسوسة لألمانيا وأنه ترك الميدان معظم الوقت ليبقى بجانبها فى القاهرةوحضر تشرشل إلى مصر وطرد ريتشي وعين مكانه الجنرال مونتجومري الذي بدأ الاستعداد لمعركة العلمين وفى وقتها كان الخطر الشديد يحدق ببريطانيا داخل مصر نتيجة نشاط عملاء حسن البنا فى خدمة ألمانيا وعملاء إيطاليا بمساندة من قصر فاروق اجتاحت المظاهرات المعادية من مصر تهتف يحيا هتلر إلى الأمام يا روميل، وبلغت الجرأة ببعض عملاء إيطاليا أن وضعوا العلم الإيطالي على شرفات منازلهم.