رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مجلس الشباب للتنمية المستدامة

مصطفى أبو زيد
مصطفى أبو زيد

 

فى إطار الاهتمام بمفهوم التنمية المستدامة التى بات يلح وبقوة على جميع دول العالم فى التطوير والاستخدام الأمثل لمواردها والعمل باستمرار على تدعيم قوة اقتصادياتها، ففى السابق مفهوم التنمية المستدامة كان منحصر على المحافظة على البيئة من شتى أنواع التلوث نتيجة للثورة الصناعية فى بداية القرن الماضى، والانبعاثات الحرارية الناتجة عن الصناعات الكثيفة الطاقة، والتى أدت بالأضرار بطبقة الأوزون وكذلك استنزاف الموارد الطبيعية المتمثلة فى البترول والغاز الطبيعي .

 

أما اليوم توسع مفهوم التنمية المستدامة ليشمل جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ولذلك اتجهت كل دولة لوضع استراتيجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الشاملة، والتى وضعتها الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال اللجنة العالمية للتنمية والبيئة عام 1987 ووضعت سبعة عشر هدفًا لتحقيق تلك الأهداف وبالطبع وضعت كل دولة رؤية واستراتيجية محددة الملامح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقا لمواردها، وأمكانياتها باختلاف الموقع والجغرافيا، ومن بين تلك الدول مصر فقد وضعت استراتيجية وطنية لتحقيق التنمية المستدامة فى عام 2030 .

 

وهنا نجد الدولة المصرية من الدول الفاعلة فى هذا النطاق على المستوى الدولى حيث تقع مسئولية متابعة تنفيذ تلك الاستراتيجية على عاتق وزارة الاستثمار والتعاون الدولى والتى تبذل جهودا ملحوظة فى هذا الإطار بالتعاون مع باقى الوزارات المعنية من وزارة الإسكان والتجارة والصناعة والبيئة .

 

وبما أن الدولة وخاصة القيادة السياسية تهتم بالشباب وتعلم أنهم وقود التقدم للوطن فهمى تعمل وبكل قوة على مد جسور الثقة ما بين الشباب والدولة والاستماع الى أفكارهم ومقترحاتهم ومشاكلهم وهذا ما شاهدناه عبر مؤتمرات الشباب الدورية بحضور السيد رئيس الجمهورية التى نراه فيها حريص على كل كلمة يعرضها الشباب فى تلك المؤتمرات .

 

ومع كل تلك الجهود المبذولة فى جميع القطاعات، إلا أن هناك حلقة مفقودة مابين الدولة والأفراد من حيث عدم وجود آلية واضحة لمتابعة كل ماتقوم به الدولة من مجهودات ومشروعات تنفذ فى إطار تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة.

 

ولذلك يجب أن يكون هناك كيان مؤسسى يجمع كل فئات الشباب، والذى يمثل الشريحة الأكبر من المجتمع المصرى والعمود الفقرى فى عملية دفع سفينة الوطن للمستقبل وسيكون هذا الكيان هو حلقة الوصل المباشرة ما بين القيادة السياسية والشعب بكل فئاته بحيث يكون هذا الكيان أداة من أدوات مساعدة الدولة فى جميع القطاعات على تنفيذ خطط التنمية الشاملة، كما سيكون أداة من أدوات رفع الوعى السياسى والثقافى والمعرفى بأهمية أن يكون كل فرد من المجتمع عامل مساعد بل منفذ عن اقتناع بأن استراتيجية مصر للتنمية 2030 ستصب أولا وأخيرا فى مصلحته هو وأسرته.

 

حيث أن دور هذا الكيان والذى اقترح أن يكون مجلس الشباب للتنمية المستدامة ينقسم الى دوران أساسيان، الدور الأول مع الدولة المصرية ويتمثل فى تقديم الدعم والنصح والمشورة بمواطن القصور فى جميع القطاعات والعمل على التركيز عليها من خلال تقديم أوراق عمل وحلول وأفكار من شأنها المساعدة فى تلاقى هذا القصور عن طريق اختيار العديد من الشباب ذو الكفاءة والخبرة فى جميع المجالات ليكونوا نواة حقيقية لقادة المستقبل تستفيد منهم الدولة فيما بعد فى قطاعات الدولة،  كما سيعمل هذا المجلس على الإلتحام المباشر مع الشباب فى الفكر والعمل التكاملى بما يهدف الى توحيد الرؤى والأهداف وتضييع الفرصة على من يحاولن بث الفرقة والانقسام من الداخل .

 

أما الدور الثانى مع المجتمع نفسه من خلال إقامة برامج توعوية وثقافية لتوضيع مفهوم التنمية المستدامة وخطط التنمية ومالها من أثار إيجابية على حياة المواطنيين بشكل مبسط وسهل حتى يمكن للمواطنيين تلقى المعلومات بكل يسر من خلال توضيح ما تقوم به كل وزارة من أعمال ومجهودات، واستثمارات ومشروعات تهدف الى دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية،  وكذلك نقل جميع الشكاوى والمطالبات من على أرض الواقع للحكومة لبحث كيفية حل تلك المشاكل أو وضع خطط تنفيذ عاجلة لحل تلك المشاكل للتيسير على المواطنيين

 

وبالتالى مجلس الشباب للتنمية المستدامة سيعمل على مساعدة الحكومة والشعب فى أن واحد كما سيكون أحد الأدوات للآعلام المباشر من خلال احتكاكه بالمواطنيين بكل ما ينفذ على أرض الواقع مما يضيع الفرصة على أى جهة من الجهات التى لها أجندات خاصة لبث الأفكار والشائعات المغرضة تجاه ما تقوم به الدولة فى مصلحة الوطن.