رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

شورت الوليد بن طلال..

حمدي رزق- أرشيفية
حمدي رزق- أرشيفية


جماعتنا على الفيس بوك محموقين قوى، كيف يقابل الملياردير الوليد بن طلال وزيرة الاستثمار المصرية، الدكتورة سحر نصر، بالشورت، وكيف تقبلت منه الوزيرة المصرية هذا التصرف، وكيف قبلت أصلا أن تلتقيه خلوا من البروتوكولات المرعية فى هذه المقابلات الاستثمارية، لماذا لم تشترط المقابلة بالملابس الرسمية؟!


الصورة المنشورة للقاء الوزيرة والوليد بالشورت على متن يخت خاص يمتلكه «الوليد» فى منتجع «شرم الشيخ» السياحى أشاعت جوا من المرح على قدر عتامة بعض التعليقات الإخوانية العقورة، وهناك أسئلة غيورة جديرة بالتوقف، لماذا قبلت الوزيرة لقاء الوليد بالشورت، لماذا لم يتدخل مسؤولو البروتوكول لترتيب وضع أكثر رسمية؟!

وحرّكت الصورة نوازع مصرية محببة، المصريون عندهم كرامة ترفعهم فوق قمم الجبال، فعلاً ياكلوها بدُقَّة ولا سؤال الأمير، يزعق أحدهم رافضا الصورة، لماذا تذهب الوزيرة إليه فى اليخت، لماذا لم يذهب هو إليها فى مكتبها، كيف يحدث هذا؟! إنها وزيرة مصرية يا جماعة، وتحمل اسم الحكومة المصرية يا بشر، كيف جرى هذا ولماذا؟!

وأسئلة تحوم كالبوم تلوم الوزيرة، التى صمتت عن الكلام المباح استغراباً ودهشة، من عينة هل كانت تعرف بلباس الأمير قبل اللقاء، وهل بلغها أنه سيقابلها بالشورت، ولو كانت تعلم فلِمَ لم تُبْدِ تحفظا؟! أخشى أنها تساهلت، وإذا فوجئت يبقى الغلط على مسؤولى البروتوكول، فى الحالتين هناك حالة دهشة مصحوبة بالغضب الحميمى تلون التعليقات على صورة اللقاء.

ما تمخض عنه اللقاء من وعود استثمارية تقارب 800 مليون دولار، عند البعض يَجُبّ ما سبق، وفريق براجماتى يرى أن المهم الاستثمارات وليس البروتوكولات، والملابس الرسمية لا تُغنى عن الاستثمارات شيئا، وأن الوزيرة لم تخطئ التصرف، بل ذهبت إلى الاستثمارات مباشرة، ولم تقف عند حدود البروتوكولات فى مثل هذه اللقاءات، ولو أنها تمسكت بالبروتوكول لربما خنقت اللقاء قبل أن يبدأ، وضيّعت فرصة استثمارية طيبة لاحت فى الأفق.

ويذهب أصحاب مدرسة «من أين تؤكل الكتف» إلى القول بأن الوزيرة عليها أن تستحث الخطى إلى الاستثمار، لا تجلس فى مكتبها تنتظر الفرج، والاستثمار يحب الخفية، ولا يفرق فى هذا السبيل أكان اللقاء فى الوزارة أم فى يخت فى شرم الشيخ، ولا يهم أكان الملياردير بشورت أو ببرنيطة، ليس مهما ماذا كان يرتدى الوليد، وكان لباسه صيفيا، المهم ماذا يدخر الوليد من فرص استثمارية فى مصر، وليس على الوزيرة إلا ما سَعَتْ، وهل تملك الوزيرة رفضا لصفقة استثمارية هائلة فقط لأن الوليد- وفريقه الاستثمارى السعودى- قابل الفريق الوزارى المصرى بالشورت؟!

إحقاقا للحق، الوزيرة فى الصورة على عادتها فى ملابسها البسيطة الأنيقة، وجلستها غاية فى الاحترام، وتوسطت كبار مساعديها فى مواجهة فريق الأمير فى جلسة عمل مثمرة، ربما لو كانت المقابلة فى الديوان الأميرى لكان الأمير قد ارتدى ملابسه العربية، ولو قابلته فى الوزارة لارتدى ملابسه الأفرنجية، ولكن المقابلة فى يخت، ولليخت ملابسه، التى لم نعتد عليها نحن سكان الوادى، للأمراء طقوس وملابس وبروتوكولات حسب المكان والزمان.

رفقا بالوزيرة، لم ترتكب إثما، بعض المتهوسين يطالب برقبتها، أقصد باستقالتها، وإذا كانت قد فاتت عليها هذه المرة، فليس كل مرة تسلم الجَرَّة، المصريون لا يهضمون المقابلات بالشورت على اليخوت، فلْتَتَحَسَّب فى مرات مقبلة، ولتعذر جهلنا بالبروتوكول، ولكن كونها وزيرة مصرية نغار على صورتها، نغار على وزيرتنا، سلو بلدنا وينسحب على وزيرات بلدنا!.

نقلًا عن "المصري اليوم"