رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الأقصى يضيع وسط الزحام

مصطفى أبوزيد- أرشيفية
مصطفى أبوزيد- أرشيفية



فى ظل انشغال العديد من الدول العربية فى كفاحها ومحاربة الإرهاب فى بلدانها التى تجعلها تدخل فى صراعات واقتتال والذى أدى هذا إلى تدمير الكثير من البنية الأساسية وتحتاج إلى إعادة إعمار تحتاج إلى سنوات وسنوات عديدة حتى تنهض تلك الدول من جديد، تستغل دولة الكيان الصيهونى ذلك فى تطبيق المزيد من العقوبات والتشديد الأمنى حتى وصل الأمر إلى إغلاق أولى القبلتين المسجد الأقصى فى وجه المصلين بحجة الدواعى الأمنية التى تعلق عليها دولة الاحتلال كل أفعالها القمعية والوحشية ضد الفلسطينين.

إن تلك الفعلة لم تفعلها منذ ستون عامًا عندما هاجمت إسرائيل مصر وسوريا عام 1967 وأن تكرار تلك الفعلة بعد تلك السنوات يدل فى رأيى على ضعف ووهن الدول العربية لما وصل حالها من تفكك وتخريب جراء ثورات الربيع العبرى التى أجتاحت الوطن العربى من سبع سنوات مضت. إن القضية الفلسطينية برمتها تتهاوى بسبب الخلاف الدائم بين حركة فتح وحركة حماس وتلك الأخيرة تحولت فى السنوات الأخيرة بعيدة عن الدرب التى قامت من أجله وهو مقاومة الإحتلال الصيهونى وإنما الأن تحولت الى أداة من أدوات الإرهاب الذى يحاول النيل من الأمن القومى المصرى من خلال مساعدة ودعم العناصر الإرهابية فى سيناء من خلال الأموال التى يمدها لهم بعض الدول المارقة مثل قطر وإيران وتركيا التى لهم أجندات خاصة لجعل منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن وفى وسط هذا الزحام السياسى يعانى الأقصى من ويلات القمع والتعنت والعنصرية من قبل جيش الاحتلال الصيهونى حتى وصل الأمر الى منتهاه حين يصرح وزير داخلية الكيان الصيهونى بأنهم قاموا بتركيب أسوارًا إلكترونيا لمنع تواجد المواطنين الفلسطينين للصلاة بداخل المسجد الأقصى أو حتى التواجد بمحيطه.

ولكن المثير للجدل حين يضيف فى تصريحه أنه تم التنسيق مع الدول العربية فى تركيب تلك الأسوار مما يجعل الأمر أم الشعب العربى بأن قياداتهم وحكامهم قد قاموا بخيانة القضية الفلسطينية فحسب، ولكن بذلك إن صح هذا التصريح فأنه يعد التنازل عن ما يربط العرب بقدسية وتاريخ المسجد الأقصى فى الدفاع عنه والتصدى لمحاولات اغتصابه على مرور العصور وتكون كل جهود قادة الأسلام العظام ذهبت دون جدوى وكل الشهداء ودمائهم الطاهرة سفكت دون مقابل.

فهل هناك من العرب وجامعة الدول العربية من يظهر وينفى هذا الإدعاء الخطير والكارثى والذى أعتقد أنه ليس بصحيح كما تعودنا من دولة الكيان الصيهونى على نشر الشائعات المغرضة التى تحدث حالة من البلبلة واللغط لدى الشارع العربى، فإن الواجب العربى يقضى بأن يكون هناك رد فعل قوى وحاسم وسريع يرد على هذا الإدعاء وليقف فى وجه الظلم والطغيان ومخططات الصيهونية لتهويد المسجد الأقصى المستمرة فى ظل الانحصار العربى على نفسه فى مشاكله وحروبه مع الإرهاب وإلا فإن الأقصى بحق سيضيع وسط الزحام.