رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

5 خطوط حمراء عند السيسي «ممنوع الاقتراب منها»

السيسي - أرشيفية
السيسي - أرشيفية


وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي، 5 خطوط حمراء، خلال الفترة الماضية، تتعلق بالأمن القومي المصري والعربي والخليجي، والأمن المائي لمصر، وتقسيم سوريا.

كما أكد الرئيس، أن أمن مصر المائي «خط أحمر» لا يقبل المساومة، وأنه لا يمكن لأحد أن يعبث بمياه النيل؛ لأن المياه بالنسبة للمصريين «قضية حياة أو موت».


وأكد السيسي، أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، كما شدد الرئيس على أن تقسيم سوريا خط أحمر.


فكيف يرى الخبراء هذه الخطوط الحمراء، في ظل ما يحدث في الدول العربية من حروب أهلية طاحنة، وتدخل القوى الأجنبية في الشئون العربية، آخرها إنشاء قاعدة عسكرية تركية في قطر، والخلافات العميقة بين الدول العربية الآن، والحديث عن تقسيم سوريا، والتدخل الإيراني في المنطقة، وكذلك في ظل الحديث عن أن مصر في طريقها إلى الدخول في مرحلة الفقر المائي؟.


في البداية يقول السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الأمن القومي العربي مخترق ومنتهك من عدة جبهات، حيث لم تعد إسرائيل وحدها هي التهديد الأساسي للدول العربية، بل هناك التهديد الإيراني والتركي، مشيرا إلى أن التنظيم الإقليمي المتمثل في جامعة الدول العربية منهار ولم يعد له أي فائدة على الإطلاق، كما أن مصر أصبحت تواجه تهديدا لأمنها المائي، لافتا إلى أن التهديد الأكبر للأمن القومي المصري والعربي يأتي من الأجيال الجديدة، التي تتطلع إلى أوضاع أفضل في ظل الضعف الذي تعاني منه أنظمة الحكم في المنطقة.


وأكد «مرزوق»، أن الأمن القومي العربي يمر بمرحلة انهيار وضعف غير مسبوقة، مشيرا إلى أن الفترة القادمة سوف تشهد بداية نظام عربي جديد، واختفاء أنظمة حكم بالكامل، مشيرا إلى أن أمن الخليج يعاني من ضعف شديد في ظل وجود الكثير من المخاطر التي تهدد وجود الدول الخليجية والأنظمة الحاكمة فيها، وهناك اختراقات عديدة جدا للمنظومة الخليجية، جعلت مجلس التعاون الخليجي مفككا ومتصارعًا وضعيفا.


وعن تقسيم سوريا قال مساعد وزير الخارجية السابق، إن تقسيم سوريا أصبح أمرا واقعا لنفس الأسباب السابق ذكرها، مؤكدا أن سوريا أصبحت مقسمة بالفعل على أرض الواقع، مشيرا إلى أن الأمن القومي المصري لا يمكن فصله عن الأمن القومي العربي، رغم خصوصية الوضع المصري، باعتبار أن مصر كانت رمانة الميزان للأمن الإقليمي كله، وبالتالي عدم استقرار الأوضاع الداخلية لمصر جعل الأمن القومي المصري والعربي مهددًا.


وشدد «مرزوق»، على أن كل الخطوط الحمراء التي تحدث عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي تحولت إلى خطوط خضراء يتم اختراقها في أي وقت، ومن أي دولة، سواء تركيا أو إيران أو إسرائيل، وبالتالي كل الألوان انمحت من هذه الخطوط، وأصبحت كلها خطوطا خضراء تسمح لمن يريد أن يمر بالمرور.


من جانبه يقول الدكتور نادر نور الدين، أستاذ المياه بجامعة القاهرة، إنه التقى وزير الري وأكد له بنسبة 95%، أن إثيوبيا لن تبدأ في ملء سد النهضة هذا العام، وأن هناك أعمالًا لم تنته في السد تجبرها على عدم البدء في الملء الأول هذا العام، بالإضافة إلى أن الجفاف ما زال يضرب إثيوبيا وحتى الآن لا يوجد موسم مبشر للفيضان، والأمطار ضئيلة للغاية وهذا يجبر إثيوبيا على تأجيل الملء الأول للسد للعام القادم بالإضافة لعدم اجتماع المسئولين في الدول الثلاث كما ينص إعلان الخرطوم لتحديد عدد سنوات الملء الأول، وهل هي ثلاث سنوات، أم ست سنوات كما تصر إثيوبيا.


وأضاف "نور الدين" أنه سأل وزير الري عن ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام عن قيام مصر بالسحب من الاحتياطي الاستراتيجي للمياه، فأكد له الوزير على أن هذا الكلام عار تماما عن الصحة، وأن هناك مخزونًا من المياه مطمئن في بحيرة ناصر، وأن مصر بعيدة تماما حتى الآن عن المخزون الإستراتيجي، وبالتالي لا يوجد أي خوف على المياه بشكل عام في مصر هذا العام او العام القادم، لكن الأمور بعد سد النهضة سوف تختلف، حيث سيتم البدء في البحث عن موارد مياه جديدة لتعويض الشح المائي الذي تعيشه مصر، مشيرا إلى أن مصر تعاني حاليا من عجز مائي سنوى قدره 31 مليار متر مكعب، ومن الحلول المقترحة لتعويض هذا النقص الدخول في موضوع تحلية مياه البحر من أجل توفير 5 مليارات متر مكعب، ومعالجة مياه الصرف الزراعي والصحي لتوفير حوالى 15 مليار متر مكعب من أجل سد جزء من العجز، لافتا إلى أن هناك حاجة في المستقبل للبحث عن موارد مائية جديدة، وزيادة اكتشاف المياه الجوفية مع زيادة عدد السكان.


وأكد «نور الدين»، أن الأمن المائي للمنطقة العربية كلها في خطر، لأن 68% من الموارد المائية للدول العربية تأتي من خارج حدودها، وغالبا تأتي من دول غير عربية، فمياه نهري دجلة والفرات التي تصب في سوريا والعراق تأتي من تركيا وإيران، ونهر النيل يأتي من إثيوبيا ومن منابع النيل الأبيض، كما أن تغيرات المناخ مع ندرة المياه تؤدي إلى زيادة التبخير من المياه وزيادة التلوث، وبالتالي سوف يحدث عجز في الموارد المائية للدول العربية في الفترة القادمة، وقبل 2018-2030 سيكون هناك حوالى 18 دولة عربية تعاني بشدة من ندرة المياه وسوف يصل نصيب الفرد في هذه الدول إلى 500 متر مكعب سنويا بدلا من 1000 متر مكعب، وبالتالي كل المنطقة العربية تعاني من شح الأمطار ولا يوجد بها مياه جوفية، ولا يوجد أنهار سوى في مصر وسوريا والعراق، وبالتالي الكل يعاني من تراجع حصة المواطنين من المياه.


وعن حروب المياه قال " نور الدين "، إن هذا المصطلح أطلقه الرئيس محمد أنور السادات عام 1978، عندما قال بعد اتفاقية كامب ديفيد إن الحروب القادمة في المنطقة ستكون على المياه، وبالتالى حجز إثيوبيا للمياه سيجر مصر والأجيال القادمة إلى حروب المياه، كما أن حروب المياه قادمة في أفريقيا والشرق الأوسط سواء عن طريق أعمال مخابراتية أو بسبب أطماع بعض الدول، وهذه الحروب أصبحت واردة بشدة في خلال العشرين سنة القادمة


وعن تقييمه لتعامل الدولة مع أزمة سد النهضة قال أستاذ المياه بجامعة القاهرة، إن وزير الري السابق حسام مغازى قدم تنازلات كثيرة جدا إلى الجانب الإثيوبي، أوصلت البلاد إلى هذا المستوى السيئ، مشيرا إلى أن الإثيوبيين استغلوا بغير نزاهة قيام ثورة 25 يناير، وانشغال مصر في شئونها الداخلية للبدء في إنشاء السد، وبدون اتفاق مع مصر والسودان والإسراع في تنفيذه قبل أن يعود الاستقرار إلى مصر، وبالتالي أصبح هم مصر الآن التوصل إلى اتفاق، تتعهد فيه إثيوبيا عبر اتفاقية مكتوبة وموقعة أن تحافظ على تدفقات مياه النيل الأزرق عند نفس مستوياته قبل بناء سد النهضة، لكنها ترفض، وبالتالي في نيتها إلحاق الضرر بمصر.


وأكد " نور الدين "، على أن حروب المياه قادمة، لاسيما وأن إثيوبيا لم تعط خيارا لمصر، ووضعتها في ركن بحيث يكون خيارها الوحيد هو الحرب، وهذا نوع من عدم تقدير المسئولية وانعدام الحس الدبلوماسي أو السياسي لدى الإثيوبيين الذين يجب أن يعلموا أنه بدون مياه لا يوجد بديل إلا الحرب.


من جانبه يقول اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري، أن الأمن القومي العربي يعيش أسوأ حالاته، مشيرا إلى أنه رغم وجود استعمار في السابق إلا أن العلاقة بين هذه الدول والشعوب العربية كانت جيدة، لكن أغلب الدول العربية تعاني من اقتتال داخلى ومن صراعات داخلية، وهناك خلافات وصراعات بين الدول العربية وبعضها البعض، كما أن القوى الأجنبية أصبحت هي المتحكم الأول في الأمور في أغلب الدول العربية، وهذا يمثل انكشافًا للأمن القومي العربي، مشيرا إلى أن الدول العربية فشلت حتى في إنشاء قوة عربية مشتركة.


وشدد «مسلم»، على أن الأمن القومي العربي في أسوأ حالاته، وأصبح منكشفا أكثر من أي وقت مضى، مؤكدًا على أن وضع مصير الدول العربية في يد القوى الأجنبية يشكل أكبر تهديد مستتر للأمن القومي العربي، كما أن سوريا والعراق مهددتان بالتقسيم، وبالتالي على العرب الانتباه والحفاظ على عروبة ووحدة الدول العربية، مشيرا إلى أن استقواء الدول العربية على بعضها بالولايات المتحدة الأمريكية والقوى الأجنبية سيعطى فرصة لهذه القوى الأجنبية للحصول على المزيد من المزايا من الدول العربية، لكنه استبعد حدوث عدوان مباشر على الدول العربية في الوقت الحالي، والاكتفاء بنهب ثروات بعض الدول النفطية ووضعها في يد القوى الأجنبية.