رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

داعش جريمة الغرب الكبرى «8»

أحمد عز العرب - أرشيفية
أحمد عز العرب - أرشيفية


يستأنف التقرير الاستعماي المشبوه عرضه قائلا:

إن هولاء الذين يرون أنهم أصبحوا رعايا الدولة الإسلامية الوليدة، عليهم أن يطيعوا حكم الشريعة أو يواجهوا عقوبات قاسية، إن الضرب والجلد عقوبات شائعة وفي مدينة الموصل قتلت المجموعة طبيبة لأنها رفضت وضع حجاب على رأسها.

وبعد حوالي أسبوعين قتلوا طبيبتين آخريين لأنهما رفضتا الترفيه عن محاربي الدولة الإسلامية في حملة تطهير ضد العناصر المشكوك في ولائها.
إن جرائم الاغتصاب تمارس بطريقة روتينية كسلاح الحرب وكوسيلة لامتهان الشعب المقهور الذي هزموه، ويستخدم كذلك المكافأة محاربو الدولة على خدماتهم. وتقدم فتيات صغيرات لا تتجاوز الرابعة عشرة من العمر كهدية لقادة داعش. بينما تباع الأخريات كرقيق في السوق. وليس معلوما عدد النساء اللاتي وقعهن في الأسر لدى داعش ولكن عددهن تحجاوز الآلاف، ويتم ضربهن وتعذيبهن واغتصابهن وكثيرا ما يتم ذلك عدة مرات في اليوم الواحد.

وإلى هنا ينتهي التقرير البشع الذي نشرته كلاريون عن دولة داعش المتأسلمة المبنية على الجريمة والغوص في بحور من الدماء بهدف تدمير الدول العربية بالذات والمحيطة منها بإسرائيل على وجه الخصوص، ويتم تحويلها إلى كيانات متنافرة على أساسا عرقي، وديني وطائفي متحاربة فيما بينهما، تزودها المخابرات الغربية بالمرتزقة والمال والسلاح الذي تحارب به هذه الكيانات وتدفع من عرقها ومواردها غالبا ثمن السلاح الذي يقتل به بعضها البعض، وعندما ننظر للصورة البشغة المأساوية الدائرة حاليا في العالم العربي، خاصة دول محيطة بإسرائيل مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا، ونرى كيف تقوم هذه الدول بإفناء نفسها بيديها يذهل المرء هل هذه شعوب حقا أم قطيع من البشر المنقرضة الذي يسوق جزاروة إلى سلة مهملات التاريخ ضمن الشعوب المنقرضة مثل الهنود الحمر والأستراليين البدائيين الذين نجح الرجل الأبيض أوكاد في إفنائهم.

الواقع أن الصورة أبشع من ذلك بكثير، ومؤامرة الرجل الأبيض على شعوب المنطقة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، ولن تستطيع فهم الصورة بكل أبعادها دون التطرق سريعا لجذورها التاريخية ثم التركيز على العصور الحديثة.

وبعد أنم عرضنا تقرير كلاريون الاستعماري الذي يوضع جريمة الاستعمار الغربي الحالية نعود سريعا إلى الوراء في التاريخ ليفهم الإنسان العربي حقيقة عداء الرجل الغربي وتسلسل هذا العداء حتى نصل إلى العصر الحديث، ويعلم الله أن هذا هدفنا الأوحد هو دق ناقوس الخطر للشعب العربي أساسا الذي هو همنا الأول أمام حقائق العالم البشعة التي يعيشها، حتى لا تكون هناك فرصة في نقص سريع على بدايات العداء الاستعمار الغربي لشعوبنا.

كانت الهجمة الاستعمارية الغربية الأولى على عالمنا العرب هي ما يعرف بالحروب الصليبية، التي بدأت في نهاية القرن الثاني عشر الميلادي عندما تجمعت جيوش غرب أوربا تحت راية زائفة من الدين وقامت بغزو الشام تحت مسمى إنقاذ الأرض المقدسة والمسيح عليه السلام من أيدى الكفرة الذين هم مسلمو ومسيحيو أرض الشام. وباختصار وعلى مدى قرنين من الزمان استطاع الصليبيون إقامة عدة ممالك في الشام وفلسطين ذبحوا في سبيل إقامتها مئات الأولوف من الضحايا ودمروا ما لا يصدقه العقل من البلدان. وفي النهاية استطاع أهل هذه البلاد القضاء على خطرهم وطردهم نهائيا من بلاد العرب عندما سقطت عكا أخر معاقلهم في يد المماليك الذين كانوا يحكمون مصر والشام سنة 1491 ميلادية، وانحسر مؤقتا خطر الزحف الاستعماري الغربي على بلادنا.

وكان هناك خطر داهم آخر على بلادنا يأتي من الشرق هذه المرة في صورة جحافل القبائل المتبربرة من التتار والمغول التي بدأت من أقصى شرق آسيا بقيادة السفاح الشهير جنكيز خان سنة 1225، واجتاحت الدول الإسلامية والعربية في طريقها حتى أسقطت الخلافة الإسلامية فى بغداد واستمرت تدمر بلادنا فى طريقها إلى أن تصدى جيش المماليك لها وهزم هولاكو خليفة جنكيز خان في إحدى معارك التاريخ الفاصلة في معركة عين جالوت في جنوب فلسطين وانقذ بذلك مصر وكل إفريقيا من طوفان المغول الزاحف.

ونقف عند هذه الفقرة لنستأنف عرض تاريخ منطقتنا بعد زوال خطر كل من الصليبيين والمغول.