رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

داعش جريمة الغرب الكبرى «7»

أحمد عز العرب
أحمد عز العرب


يستأنف التقرير الاستعمارى المشبوه عرضه، قائلًا: إن كثيرًا من القادة الإسلاميين حول العالم ومنهم إسلاميون مشاهير؛ بل وبعض قادة العصابات الإرهابية الإسلامية يرفضون دولة داعش الإسلامية وخلافتها زاعمين أنها لا تحظى بالشروط الدينية المطلوبة في دولة خلافة شرعية.
الاعتداء على حقوق الناس الإنسانية:

"إن دولة داعش الإسلامية ترتكب جرائم منحطة، وقد حولت بعض المناطق الريفية في سنغار إلى حقول غارقة في دماء القتلى الأبرياء من خلال حملتها المرعبة لمحو آثار كل ما هو ليس عربيًَا وليس شيئا مسلما"، كان هذا هو تصريح دوناتللا روفيرا المستشارة الرئيسية لمؤسسة أفنستي إنترناشيونال.

إن سمعة دولة داعش الإسلامية في القسوة ثابتة تماما، فهي لم تظهر أي تعردد في القتل الفوري لأي شخص يختلف معها، ويعتنق عقيدة الطائفة الخطأ في رأيها أو يقبل آراء من يختلف معها. وإلى حانب الأعداء الذين تواجههم داعش في المعركة فإن عداءها الأساسي موجه إلى من تعتبرهم من الكفار، وهم من وجهة نظرها كل الشيعة والعلويين وغيرهم من الطوائف التي تحيد عن الإسلام السني والتي قررت داعش أن هذه الطوائف لا تتبع الإسلام الصحيح.

عقب سقوط الموصل في يد داعش واجتياح قوات داعش للجنوب في اتجاه بغداد، نشرت أجهزة الإعلام التابعة لداعش أفلام فيديو تفخر فيها بالمذابح التي قامت بها. وقد أعلنت جمعيات حقوق الإنسان أن عددا يتراوح بين 560 و770 شخصا ذبحوا في تكريت خلال فترة ثلاثة أيام، ولكن داعش تفتخر بأن الرقم الذي قتلته كان 1700 شخص، وكان القتلى الذين أعدمتهم داعش جنودًا شيعيين حديثي التجنيد في الجيش العراقي، والذين لم يكونوا قد انتهوا من التدريب المبدئي عند الانضمام للجيش العراقي، وقد قامت جريدة نيويورك تايمز بإجراء أحاديث صحفية مع الوحيد الذي بقى على قيد الحياة بعد المذبحة الشيعة وهو علي حسين كادم.

وبعد ذلك بقليل استهدفت داعش مجموعات أخرى من الأقليات وكانت كلها مجموعات مسيحية منحدرة من الشعب الآشوري الذي سكن العراق لأكثر من ثلاثة آلاف سنة، وقد تم دفعهم خارج الموصل، وكانت منازلهم قد وضع عليها "nun"، بالعربية وهي اختصار لمدينة الناصرة ومسيحييها. وقد سارت في شوارع الموصل سيارات عليها ميكروفونات تدعو المسيحيين إلى أحد الخيارات الثلاث.

فإما أن يدفعوا الجزية وكانت ضريبة على المسيحيين لم يكن معظمهم يستطيع دفعها وقيمتها 470 دولارًا أمريكيًا، وإما أن يدخلوا في الإسلام وإما أن يقتلوا ويعتقد أن الجماعة الآشورية كلها قد هربت من الموصل.

أما المسيحيون في أماكن أخرى كانت داعش نشطة بها فقد تم ذبحهم، وقد نشرت دولة داعش الإسلامية في ليبيا أفلام فيديو تصور ذبح ثلاثين مسيحيا مصريا وثلاثين مسيحيا إثيوبيا في مناسبات متفرقة.

وفي أغسطس 2014 تم ذبح اليزيديين، وهم طائفة قديمة في شمال العراق، على يد المقاتلين الزاحفين إلى داعش، وتم طرد عشرات الألوف من منازلهم وحصارهم على جبل سنغار بلا ماء ولا طعام، وأغلقت كل الطرق المؤدية للجبل بمعرفة الميليشيات الجهادية التي لم تترك لهم أي طريق للهرب.

ثم قامت قوات كردية تساندها أمريكا بغارات جوية أمريكية بإنقاذ معظم المحاصرين على جبل سنغار، ولكن بعد أن مات المئات منهم جوعا وعطشا وقتلا برصاص داعش.

وقد زارت دوناتللا روفيرا مستشارة منطقة أمنستي إنتر ناشنال بزيارة شمال العراق، وقالت في تقريرها إن المذابح وعمليات الاختطاف التي قامت بها قوات داعش كانت الأخبار المرعبة والأدلة الدافعة على أن موجة التطهير العرقي التي قامت بها قوات داعش ضد الأقليات العراقية قد اجتاحت شمال العراق.

وقد نشرت أمنستي إنتر ناشنال تقريرًا كاملا عن الفظائع التي ارتكبتها قوات داعش في أوائل سبتمبر 2014.

ونقف عند هذه الفقرة حتى المقال القادم، حيث نستكمل عرض جرائم داعش المنسوبة لدولة تقول إنها خلافة إسلامية.