رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هالة البناي: مصر تحولت لـ«كتيبة عسكرية».. والسيسي استخدم 30 يونيو لـ«الاستحواذ على السلطة».. (حوار)

هالة البناي
هالة البناي


الرئيس يرى فى «ترامب» مثله الأعلى.. وهذه أسباب خروجى من مبادرة «الفريق الرئاسى».


الذين يهاجمون عصام حجى «جهلة».. وأدعو لـ«مقاطعة» الانتخابات الرئاسية.


الاقتصاد المصرى يمر بحالة انهيار غير مسبوقة.. والدولة لم تعمل مع «مرسى».


قيادات الجيش يقودون البلد ويتحكمون في كل شيء.. والنظام يخشى «خالد علي».


الرئيس يخاف من طفل صغير يرتدي «تي شيرت» كتب عليه: «وطن بلا تعذيب».


النظام لم يعد يحتمل معارضة إبراهيم عيسى أوعبد الله السناوى.


قالت «هالة البناي»، عضو الجمعية الوطنية للتغيير «سابقًا»، إن الشعب المصري يتحمل كثيرًا من الأعباء والضغوط الحياتية، منوهة إلى أنه سيكون هناك انفجار وفوضى من قبل غالبية الشعب، مشيرة إلى أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي يخشى كل من يعارضه.


وأكدت «البناي»، في حوارها لـ«النبأ»، أن السيسي «انقلب» على ثورة يناير كلها، منوهة إلى أنه عندما غضب الشعب، وخرج للميادين في إحدى موجات ثورة يناير، وبالتحديد يوم «30 يونيو»؛ للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، استغل «السيسي»، هذا الغضب لصالحه، و«استحوذ» على السلطة.


ما رؤيتك للمشهد السياسي حاليًا؟

لا توجد سياسة في مصر الآن، وأي تقييم مبني على أسس علمية في مشهد عبثي سيكون تقييمًا خاطئًا، بكل بساطة الدولة العسكرية الجديدة أنهت العمل السياسي في مصر تمامًا، لدرجة أنها تحتجز أمين تنظيم في حزب سياسي مدني كبير، هو «المصري الديمقراطي»، بتهمة الانضمام لـ«جماعة محظورة»، هذا يعني أن العمل الحزبي عند الدولة أصبح «محظورًا».


لكن إن كنت تقصد المشهد العام في مصر، فهو أبسط بكثير من أن تكون له رؤية، فهذا المشهد عبارة عن دولة تحولت لـ«كتيبة عسكرية»، وشعب تحول لـ«جنود»، وسلطة تحولت لـ«قيادة عسكرية».


‏‎ما أسباب خروجك من مبادرة الفريق الرئاسي 2018؟

‏‎عندما أسست مبادرة «الفريق الرئاسي» مع زميلي محمد بركات، وقبل حتى التحدث مع الدكتور عصام حجي، كان لنا هدفان؛ الأول: تكوين فريق من القوى المدنية من المتخصصين في جميع المجالات، والعمل على برنامج وطني حقيقي يساعد على النهوض بمصر للأمام. الهدف الثاني: ترشيح شخص من هذا الفريق ليكون مرشحًا في الانتخابات الرئاسية، وليكون منافسًا للسيسي، وما يمثله من نظام عسكري.


حققت مع زملائي الهدف الأول من أهداف المبادرة، والحمدلله ساعدت في عمل حراك في المياه السياسية الراكدة في مصر، وبدأ الجميع يتحدث عن إمكانية تقديم فكرة «البديل الثالث»، بعيدًا عن معسكر الإخوان والعسكر، بل وذهب البعض لتقديم أسماء مثل خالد على وهشام جنينة ومعصوم مرزوق، وغيرهم، وفِي الحقيقة هذا الحراك أسعدني كثيرًا، واعتبرت أنه نجاح كبير للهدف الأول من المبادرة.


إذًا طالما نجحت المبادرة.. ما السر في عدم تحقيق الهدف الثاني لها ثم خروجك منها؟

صعوبة تحقيق الهدف الثاني للمبادرة، وهو إيجاد منافس للسيسي، يكمن في القوانين التي يصدرها النظام كل يوم، ويصدق عليها ما يطلق عليه بـ«البرلمان»، هذه القوانين تجعل من الترشح للرئاسة «عملًا مستحيلًا»، فمن سيترشح للرئاسة في ظل قوانين مثل: قانون الطوارئ، أو إهانة الرئيس، أو قانون «خدش الرونق»، وغيرها من القوانين المجحفة، وغير الدستورية، لذلك تناقشت مع زملائي، ودعوت لتغيير الهدف الثاني من المبادرة، ورفض دخول انتخابات وهمية، ولكنهم تمسكوا بهذا الهدف؛ لذلك انسحبت من المبادرة، وسأنتظر زملائي ليتأكدوا بأنفسهم أنني كنت على صواب، وأنه لابد من إجراء تغيير استراتيجي مختلف إذا أردنا «تغيير  النظام».


‏‎سبق لك العمل مع البرادعي.. هل تدور بينكما حوارات عن الشأن السياسي في مصر؟

لا أتحدث كثيرًا مع الدكتور محمد البرادعي، وعندما أكلمه في بعض الأحايين يكون ذلك بداعي تهنئته بمناسبة سعيدة، مثل الأعياد أو رمضان، ولا نتطرق للحديث عن الشأن المصري على الإطلاق أو عن السياسة.


‏‎هل تخشين من القبض عليكِ في حالة القدوم لمصر والعمل بالسياسة؟

بالتأكيد لا أخاف، لكن القلق موجود؛ فهذا النظام يفتقد للعقلانية والصواب، ولا يطيق أي كلمة معارضة له، ولكن هذا لن يمنعني من الاهتمام بقضايا بلدي، سواء كنت في مصر، أو خارجها.


هل تتلقين اتصالات من جهات أو دول أو شخصيات سياسية لدعمك في معارضة ضد السيسي؟

نعم.. تلقيت اتصالات من شخصيات سياسية دولية تدعمنا معنويًا مثل الرباعي التونسي الحاصل على جائزة نوبل للسلام، وشخصيات من دول المغرب والجزائر وإفريقيا. ‎


‏‎البعض يراكِ السيدة التي تتحدى السيسي.. ما ردك؟

كل الذين شاركوا في ثورة يناير يتحدون نظام السيسي، إن كان لديه ثمة نظام؛ فهو يمثل الثورة المضادة، وكل ما يريده هو القضاء على ثورة يناير، وإفشال أهدافها، والتخلص من كل رموزها، ولكن من يقرأ تاريخ الثورات يعلم أن الثورة ستنتصر في النهاية.


ما رأيك في الهجوم على عصام حجي ومطالبته بالتركيز على أبحاثه وعدم العمل بالسياسة؟

الذي يهاجمون عصام حجي «جهلة»، ولا يعرفون أن دور العلماء هو مساعدة مجتمعاتهم على التطور والنهوض على أسس علمية؛ لذلك وجدنا إيمانه العظيم  بالتعليم؛ لأنه أصل وأساس أي تطور في أي مجتمع؛ لذلك هاجمه نظام يرى أن «لا فائدة في التعليم.. وأنه لا ينفع البلد الضايع»، على حسب قول السيسي.


‏‎كيف تقيمين الجيش.. وهل بالفعل هو الذي يسيطر على الاقتصاد؟

أرجو الفصل بين الجيش المصري الوطني الذي يتكون من أخي وجاري وابن خالي، وبين قيادات الجيش الذين يقودون البلد، ويتحكمون في كل شيء، وليس فقط في  الاقتصاد.


‏‎ماذا عن العلاقة بين السيسي وترامب؟

العلاقة بين السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، علاقة «مصلحة شخصية» فقط، ترامب يريد السيطرة على الخليج من أجل الأموال، ويعتبر السيسي هو مفتاح تلك الدول، لكن ترامب لا تعنيه مصر في شيء، وما يريده الرئيس الأمريكي من السيسي فيما يتعلق بمصر هو وضع مستقر في المنطقة على المستوى العسكري، والسيسي ينظر لترامب على أنه المثل الأعلى.


‏‎هل من الممكن أن يتم تزوير الانتخابات الرئاسية لصالح السيسي؟

التزوير الذي يحدث في مصر منذ ٢٠١١، هو «تزوير إرادة لا أوراق»، بمعنى إيهام الناس بخرافات دينية أو أمنية تصنع الخوف الذي يتملك من إرادة الناس.


‏‎وما رأيك في الحالة الاقتصادية للدولة؟

مصر في الوقت الحالي تحتاج إلى تشجيع الاستثمار سواء كان استثمارًا محليًا، أو خارجيًا، فالاقتصاد المصري يمر بحالة انهيار غير مسبوقة في تاريخ الدولة؛ نتيجة للتخبط والتسرع في اتخاذ العديد من القرارات الخاطئة مثل تعويم العملة، وارتفاع سعر الفائدة في البنوك، والاعتماد على القروض، وتوجيه الاستثمارات إلى مشاريع إنشائية مثل العاصمة الإدارية، وتفريعة قناة السويس، وغيرها من المشاريع التي لا جدوى منها، ولابد من العمل على وجود امتيازات وإعفاءات ضريبية للمشروعات كثيفة العمالة، أو الخاصة بالتصدير.


‏‎هل انقلب السيسي على الإخوان؟

السيسي «انقلب» على ثورة يناير كلها، وعندما غضب الشعب، وخرج للميادين في إحدى موجات ثورة يناير، وبالتحديد يوم «30 يونيو»؛ للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، استغل هذا الغضب لصالحه، واستحوذ على السلطة.


وماذا عن الرئيس الأسبق محمد مرسي؟

في رأيي محمد مرسي، كان يفتقد للخبرة السياسية، ولم يكن يستشير أحدًا خارج تيار «الإخوان المسلمين»، حتى رفقاء الثورة، ما جعله يتخذ كثيرًا من القرارات «الكارثية»، مثل إصداره إعلانًا دستوريًا «فاشيًا»، والذي أثار غضب العاملين بالسياسة، وغضب جزء عريض من المصريين، ونعم أنا أعتقد أن الدولة لم تعمل معه.


‏‎كيف تقيمين حكومة شريف إسماعيل؟

هي ليست حكومة بمفهوم الكلمة، وإنما سكرتارية تم اختيار أعضائها عبر أجهزة «أمنية وسيادية»، هم وأعضاء البرلمان، ومهمتهم فقط، تنفيذ الأوامر، واقتراح المشروعات، وتقديمها للسلطة التشريعية، وتنفيذ أوامر السلطة التنفيذية عبر اتخاذ قرارات بفرض ضرائب ورفع الدعم، والموافقة على قروض لن تكون في صالح المواطن بكل تأكيد، والنتيجة أن المصريين يعيشون في «وضع كارثي».


ما رأيك في تنازل السيسي عن تيران وصنافير؟

حضرتك قلت «تنازل»، وأنا أعتبرها جريمة مكتملة الأركان تستوجب تقديم كل من شارك فيها للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى، السيسي، رئيس البرلمان علي عبد العال، شريف إسماعيل، رئيس الحكومة، إضافة إلى أنه عمل يتنافى مع شرف العسكرية الوطنية التي طالما تغنوا به.


‏‎كيف تنظرين للأحزاب السياسية الحالية؟

ضعيفة جدًا، وليس لديها أي تأثير حقيقي، وهذا طبيعي في بلد يحكمه نظام ديكتاتوري لا يُؤْمِن بالتعددية، وسماع أصوات معارضة، أو مخالفة لصوته.


‏‎لماذا يهتم نظام السيسي بالسيطرة على الإعلام؟

السيسي يريد السيطرة على الإعلام بطريقة «جوزيف جوبلز» في عهد هتلر، ويعي تمامًا أن معظم الشعب المصري، يستقي معلوماته من شاشة التليفزيون، فيما عدا فئة لا تمثل من المصريين إلا نسبة قليلة، وبالتالي هو يريد توصيل ما يريد للمصريين من خلال شاشاته مثل «dmc»، أو قنوات لرجال أعمال مقربين من النظام، والرسائل المعتادة التي يريد السيسي إيصالها للمصريين، هي محاربة الإرهاب، وترهيب المصريين من مصير دول كسوريا والعراق.


‏‎كيف ترين حجب المواقع الصحفية ومراقبة مواقع التواصل الاجتماعي؟

حجب المواقع الصحفية هو إجراء غير دستوري، الحجب هو استمرار لسياسات المنع والمصادرة، واعتداء سافر على حرية الصحافة، لابد من مواجهته والتصدي له بكل الطرق القانونية الممكنة، وعبر وسائل التضامن من أجل صحافة حرة للجميع تحمي الحقوق وتدافع عن الحريات، فالنظام أصبح لا يحتمل مجرد رأي معارض حتى لو كان «معارضة مستأنسة»، أو من خلال من كانوا في نفس مربعه كـ«إبراهيم عيسى وعبد الله السناوي»، إضافة إلى أن حجب المواقع يحدث في دول قليلة كالصين وإيران وباكستان والسعودية وكوريا الشمالية وتركيا، وهي دول تعد من أكثر الدول عداءً للإنترنت، أما مراقبة الإنترنت، فقد وصلت في مصر لمستوى غير مسبوق، النظام يمنع التظاهر بقانون باطل دستوريًا يحبس عشرات الآلاف، فالنظام أصبح لا يحتمل مجرد التعبير عن الرأي عبر مواقع التواصل، وأصبح لدينا معتقل «اللايك»، ومعتقل «الكومنت»، وتوسعت الدولة في مراقبة ملايين الحسابات، بل والقبض عليهم من منازلهم كما حدث مع رافضي «بيع الأرض».


‏‎لماذا يقبض النظام على شباب الأحزاب؟

النظام يخشى الشباب، وكل من يعارضه.


‏‎هل النظام يخشى من صعود خالد علي؟

السيسي يخشى طفلًا صغيرًا يرتدي «تي شيرت» كتب عليه عبارة: «وطن بلا تعذيب»، ويخشى أي معارض له، وبالتأكيد يخشى خالد علي؛ لأن له شعبية كبيرة ومصداقية بين الجماعة الوطنية، إضافة إلى تبنيه قضية الدفاع عن الأرض والتي أكسبته احترامًا شعبيًا وكتلة تصويتية جديدة لم تكن موجودة  في المعادلة حين رشح نفسه في انتخابات 2012.


‏‎ما خطايا الإخوان من وجهة نظرك؟

حب الانفراد بالعمل السياسي.


‏‎هل ستحدث مصالحة بينهم وبين النظام؟

ستحدث بينهم وبين الدولة، لكن ليس مع هذا النظام.


‏‎من الشخصيات التي ترشحينها لمنافسة الرئيس؟

لا أرشح أحدًا.. أنا أدعو لـ«مقاطعة الانتخابات».


‏‎هل أحمد شفيق من الممكن أن يعود لمصر وينافس السيسي؟

لا أعتقد.. وإذا كان يستطيع العودة.. فلماذا لم يعد حتى الآن؟!


‏‎وماذا عن سامي عنان؟

إذا استطاع منافسة السيسي، فلن يفوز في الانتخابات، وإذا فاز، وهذا احتمال ضئيل جدًا، سيكون امتدادً لـ«حكم السيسي والعسكر».


‏‎ما نصائحك للمعارضة لمواجهة السيسي؟

تنسيق الجهود، وتوحيد الصفوف حتى مع من نختلف معهم «أيدولوجيًا»، فعدونا واحد، ووجوده أصبح  يهدد الدولة المصرية.


رأيك فيمن يرون ثورة يناير مؤامرة؟

الذين يعتبرون ٢٥ يناير «مؤامرة»، هم ضد العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، هم القوى المضادة للثورة، والمنتفعين من النظام الحالي.


كيف ترين التضييق على عمل الجمعيات الأهلية؟

أمر طبيعي في كل النظم الفاشية.


‏‎هل ترين أن هناك وجودا للدولة العميقة؟

كان هناك وجود لها حتى ٢٠١٤ ثم أصبحت الدولة عسكرية تماما.


‏‎30 يونيو.. ثورة ولا انقلاب؟

موجة من موجات ثورة يناير، نزل الشعب يطالب فيها بانتخابات رئاسية مبكرة واستكمال أهداف ثورة يناير، لكن بكل أسف استغل العسكر والدولة العميقة غضب الشعب ليستعيدوا السلطة التي افتقدوها في أول انتخابات حقيقية بعد الثورة.


هل الشعب المصري سيثور على السيسي؟

الشعب المصري يتحمل كثيرًا من الأعباء والمصاعب والضغوطات الحياتية، وبالتأكيد سيكون هناك انفجار وفوضى من قبل الغالبية من الشعب، وهذا الأمر نتيجة طبيعية لـ«الضغوط المتراكمة» عليه من قبل النظام الذي يعول كثيرًا على صبر الشعب، وتحمله للظروف مهمًا كانت قاسية.


ما الرسالة التي توجهينها للسيسي؟

هل تستطيع النوم بعد أن تنازلت عن الأرض، وقتلت آلاف المصريين، واعتقلت الأبرياء، وألقيت بهم في السجون بلا رحمة؟


بعد خروجك من مبادرة الفريق الرئاسي.. ما خططك للمستقبل؟

سأواصل عملي كـ«معارضة للنظام»، وسأعمل على تغييره مع كل القوى المدنية

داخل وخارج مصر.