رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سر صمود «مراسي الرومان» أمام موجات البحر منذ آلاف السنين

مراسي الرومان - أرشيفية
مراسي الرومان - أرشيفية


على الرغم من إنشائها قبل 2000 عام من الآن، إلا أن المراسي الرومانية القدمية، التي تم بناؤها في عهد الدولة الرومانية، لا تزال أقوى وأشد رسوخًا، من المراسي الخرسانية التي بنتها الدولة الإيطالية مؤخرًا، بل تعد هي الأقوى في أوروبا على الإطلاق، رغم وجودها في الماء المالح لفترة زمنية طويلة جدًا.

وأثار هذا الأمر حيرة واستغراب العلماء، الذين قاموا بالبحث لحل هذا اللغز، بما يمكنهم من جعل المباني الحديثة أكثر ملائمة للبيئة، وتغيرات المناخ.

وتم تصنيع الخرسانة المستخدمة في الجدران البحرية القديمة عن طريق خلط الجير ومياه البحر والرماد البركاني والصخور، حيث نتج عن هذا الخليط، مادة "بوسولانيا"، وهو اسم عرفه الرومان منذ قديم الأزل، وتم إطلاقه على إحدى مدن مقاطعة نابولي الإيطالية.

وقام الرومان بصناعة المراسي التي كانت تستخدم لربط السفن العملاقة، والتي كانت تستخدم في أغراض الصيد أو الحرب قديمًا.

واكتشف الباحثون أن العناصر المستخدمة في هذا الخليط تتفاعل مع مياه البحر، بما يعزز قوتها، على عكس الخرسانة الحديثة التي تأكلها الأمواج المالحة.

وقال ماري جاكسون، العالم جيولوجي من جامعة يوتا "خلافا لمبادئ الخرسانة الحديثة القائمة على الأسمنت، أنشأ الرومان خرسانة صخرية تصبح أقوى مع الاختلاط بمياه البحر المالحة".

كما اكتشف الباحثون أن الخرسانة الرومانية تحتوي على مادة الألمنيوم توبيرموريت، وهو معدن نادر يضيف قوة إضافية، وعندما تتعرض الخرسانة الرومانية لمياه البحر، تتبلور تلك المادة وتنتشر.

وقال الباحثون إن التعرض طويل الأجل لمياه البحر ساعد هذه البلورات على مواصلة النمو، وتعزيز الخرسانة ومنع الشقوق من النمو.

ويؤدي التحول إلى نوع مماثل من الخرسانة إلى جعل بعض المباني المعاصرة أقل ضررا بالبيئة، حيث إن إنتاج الإسمنت الحديث يستخدم أفران ذات درجة حرارة عالية تسهم إسهاما كبيرا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصناعية.

بالإضافة إلى أن استخدام تلك المواد في البناء خاصة في المدن الساحلية، يجعل من الصعب تآكلها أو تهالكها بسبب الرطوبة القادمة من البحر أو حتى بسبب المد البحري.