رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

محمود ريحان: كل قرارات المنطقة يتم اتخاذها في واشنطن.. والجامعة العربية تحولت «سبوبة»

محرر «النبأ» مع السفير
محرر «النبأ» مع السفير محمود ريحان


أكد السفير محمود ريحان، مساعد وزير الخارجية السابق، وسفير مصر السابق في كل من العراق وأفغانستان، أن كل قرارات المنطقة العربية يتم اتخاذها في واشنطن، مشيرا في حواره مع «النبأ» إلى أن الجامعة العربية تحولت «سبوبة» وملتقى لطيف لتبادل الابتسامات.


وأضاف «ريحان»، أن غزو قطر والانقلاب على الشيخ «تميم» سيكون بضوء أخضر من أمريكا وإسرائيل، وإلى تفاصيل الحوار.


كيف ترى النزاع الحالي بين الدول العربية؟

كل القرارات الخاصة بالمنطقة العربية يتم اتخاذها في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم يتم تنفيذها بواسطة بعض الحكام العرب، هناك ضوء أخضر من الولايات الأمريكية بـ«حصار قطر»، تمهيدًا لإعادة رسم خريطة المنطقة، وإدخالها في مشاكل داخلية فرعية، لصالح تحقيق المصالح الإسرائيلية، وقضية تيران وصنافير جزء من هذا المخطط الجديد، فلأول مرة يتم حصار دولة خليجية عضو في مجلس التعاون الخليجي، والحصار يعنى تدمير هذه الدولة بكل مقدراتها، ورغم تحفظنا على بعض ما تقوم به قطر، إلا أن ما يحدث معها ليس في صالح العرب.


لكن بما تفسر قيام دول مثل موريشيوس والنيجر وموريتانيا بقطع العلاقات مع قطر؟

هذه دول فقيرة تعيش على المساعدات، وبالتالي هي رضخت للمملكة العربية السعودية، وهذا يدل على أن العرب يعيشون أسوأ فترة في تاريخهم، حتى على المستوى الأخلاقي والإنساني.


أغلب الدول العربية ترى أن إيران هي العدو الرئيسي للعرب بدلًا من إسرائيل.. كيف ترى هذه الإستراتيجية الجديدة؟

الغرب نجح خلال السنوات الماضية في الوقيعة بين السنة والشيعة، وهو يريد الآن أن يصل الأمر بين العرب وإيران إلى حد «الصدام العسكري»، بعد أن أصبحت إسرائيل هي الحليف والصديق والجار، وتحولت إيران وتركيا وقطر إلى عدو، وكل الخلافات العربية مصطنعة وتصب في النهاية في مصلحة إسرائيل، وربما تتحول إسرائيل إلى قائد للمنطقة.


ما علاقة ما يحدث في المنطقة بصفقة القرن التي تم الحديث عنها الفترة الماضية؟

كل ما يحدث الآن في المنطقة، يدخل في إطار صفقة القرن، التي تهدف إلى حل مشكلة إسرائيل وسيطرتها بالكامل على المنطقة.


لأول مرة تعتبر المملكة العربية السعودية حركة حماس منظمة إرهابية وتطالب بطرد قادتها من قطر.. كيف ترى هذا التغيير في العقيدة السعودية؟

هذا جزء من تفاصيل صفقة القرن، وهي التخلص من غزة وتسليمها لإسرائيل.


البعض يتخوف من ارتماء قطر في أحضان إيران.. رأيك؟

أمريكا هي التي سلمت العراق لإيران التي دائما تصف أمريكا بـ«الشيطان الأكبر»، ودول الخليج لها علاقات مع إيران، وخاصة دولة الإمارات التي تحتل إيران ثلاثة من جزرها، وبالتالي من حق قطر اللجوء إلى إيران في ظل الحصار المفروض عليها من دول عربية شقيقة، وهذا وضع طبيعي جدا، إضافة إلى أن إيران دولة كبرى وليست في حاجة إلى دولة صغيرة مثل قطر.


هل القاعدة الأمريكية في قطر عامل أمان لها أم عامل تهديد؟

هي سلاح ذو حدين، ممكن تكون عامل أمان، وممكن تكون عامل تهديد.


هل يمكن أن يقوم ترامب المعروف بسياساته الطائشة باحتلال قطر مثلا عن طريق القاعدة الأمريكية هناك؟

كل شيء جائز، لكن أمريكا دولة مؤسسات، والقرار فيها ليس للرئيس الأمريكي فقط، وليس مطلق اليد، فمثلا أمريكا استغرقت سنوات حتى تغزو العراق، وتجد المبررات لاحتلاله، حيث قامت بتهييج الرأي العام الأمريكي ضد العراق، أما موضوع قطر، فمختلف تماما، لأن الرئيس الأمريكي يمكن أن يغير موقفه من قطر ويعتبرها شريكًا استراتيجيًا لمكافحة الإرهاب غدا إذا ما حصل على أموال من الدوحة، فهو رجل ذو عقلية اقتصادية أكثر منها عقلية سياسية.


كيف ترى إرسال قوات تركية إلى قطر؟

تركيا دولة كبيرة، وهي تمسك العصا من المنتصف، بسبب علاقتها الجيدة مع كل الأطراف المتنازعة، لكن إرسال قوات تركية إلى قطر عليه علامات استفهام كثيرة، لاسيما في ظل وجود قاعدة أمريكية في قطر، وبالتالي هذه القوات لن تستطيع في ظل وجود القاعدة الأمريكية حماية قطر أو إحداث نوع من التوازن في الخريطة العسكرية في المنطقة، لكن الأمر سيكون مختلفا في حال نشوب حرب في المنطقة بسبب هذه الأزمة، وهذا مستبعد في الوقت الحالي.


هناك حديث عن وجود مخطط لغزو قطر وتغيير النظام هناك كما حدث مع صدام حسين عندما قام بغزو الكويت.. إلى أي مدى يمكن حدوث هذا السيناريو؟

المؤامرة موجودة في كل زمان ومكان، لكن الانقلاب على نظام الحكم في قطر، لن يحدث إلا بضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.


كيف ترى رهان العرب على ترامب؟

القوة تفرض نفسها، وأمريكا الآن هي أقوى دولة في العالم، فالقرار الأمريكي اليوم يحكم العالم بشكل عام، ويحكم المنطقة العربية بشكل خاص، وهذه هي الحقيقة المرة، وأغلب الحكام العرب لا يستطيعون الخروج من فلك السياسة الأمريكية الآن، وليس أمام هؤلاء الحكام سوى خيارين، إما الانصياع للسياسة الأمريكية، وإما  الانقلاب عليهم، وأوراق اللعبة الآن في يد الصهيونية العالمية التي تستخدم أمريكا بكل إمكانياتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية في تنفيذ  أجندتها الخاصة.


 هل ترامب يقوم بإثارة الفتنة بين العرب ثم يبتزهم لنهب ثرواتهم؟

لعبة الفتنة المذهبية والدينية والطائفية في المنطقة بدأت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي من أجل تدمير الإسلام، واللعب على وتر السنة والشيعة في العراق وبين السعودية وإيران خير دليل على ذلك.


لماذا لا يوجد دور لجامعة الدول العربية فيما يحدث في العالم العربي الآن؟

جامعة الدول العربية عبارة عن ملتقى لطيف لتبادل الرأي والابتسامات والمجاملات والتنفيس، وعبارة عن سبوبة ووظائف، لكن وجودها أفضل من لا شيء مثل الأمم المتحدة، التي لم تستطع في يوم من الأيام أن تتخذ موقفا حاسما ضد القوى العظمى، والتي يسود فيها منطق القوة، وبعض الحكام العرب يدفعون إتاوات للبلطجى الأمريكي من أجل حمايتهم.


في السابق كانت مصر هي التي تقود الجامعة العربية.. هل الأمر تغير الآن؟

في عهد عبد الناصر، كانت مصر تقود العالم العربي شكليا بحكم أنها أكبر دولة عربية وتمتلك الكوادر البشرية والقوة الناعمة، وكانت الدول العربية مازالت دولا صغيرة، وكانت تحتاج لمصر لإحداث نهضة تنموية وعلمية، وكان الرئيس عبد الناصر يرفع شعار القومية العربية، وهذا خلق أملا لدى الشعوب العربية في مستقبل عربي أفضل، لكن كل هذه الأحلام انهارت مع نكسة 1967، وبدأت مصر تنغمس في مشاكلها، ثم جاءت حرب 1973 التي كان للعرب فيها موقف مشرف، لكن بعد اتفاقية كامب ديفيد توقف الدعم العربي لمصر، وتحولت القيادة إلى دول أخرى.


لكن المملكة العربية السعودية هي القائد الحقيقي للعالم العربي اليوم؟

المملكة العربية السعودية هي القائد بأموالها فقط، وما تم في القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض، خير دليل على ذلك، حيث قامت المملكة بدفع أكثر من نصف تريليون دولار للبلطجى الأمريكي.


ما تعليقك على عقد الجامعة العربية مؤتمرًا بعنوان «التصدي للتغلغل الإسرائيلي في القارة الإفريقية» في الوقت الذي تدق فيه طبول الحرب بالمنطقة؟

ضحك ضحكة طويلة ثم قال: «تهريج، العرب هم الذين ساعدوا إسرائيل في التغلغل في إفريقيا».