رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قبل انتخابات 2018.. «الأحزاب» ترفع شعار: السيسي رئيسًا بـ«شيك على بياض»

السيسي وحزب المصريين
السيسي وحزب المصريين الأحرار


في 17 أبريل 2014، أطلق الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، «والذى توفي في 17 فبراير 2016»، جملته الشهيرة: «المشير عبد الفتاح السيسي مرشح الضرورة»، ويبدو أن هذه الجملة أصبحت حاليًا شعارًا مهمًا ومُقدسًا ترفعه غالبية الأحزاب، التي هي في الحقيقة مجرد «بوق وأذرع سياسية» لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يبدو أنه يضيق ذرعًا بـ«المعارضة»، ولن يعطيها الفرصة «مستقبلًا» لممارسة مهامها قبل الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى بعد أقل من عام من الآن.

بدا الأمر السابق واضحًا في إعلان عدد من الأحزاب، تأييدها المُطلق لترشح «السيسي» في انتخابات 2018؛ للفوز بولاية ثانية، واستكمال المشروعات القومية التي يُنفذها، ومواصلة حربه «الناجحة» على الإرهاب، وفقًا لوجهة نظر هذه الأحزاب، ولكن الحقيقة تقول إن السيسي سيكون رئيسًا للمرة الثانية، «لو ترشح»، ولكن بـ«شيك على بياض».


من أهم الأحزاب التي أعلنت تأييدها لترشح السيسي بصورة «فجة»، حزب «مُستقبل وطن»، الذي أُسس في المخابرات الحربية، وفقًا لـ«حازم عبد العظيم»، الذي كان مؤيدًا لـ«السيسي»، وجزء من حملته الانتخابية، قبل أن «ينقلب» عليه فيما بعد.


وفيما يُعد تسابقًا للأحداث، وطلبًا علنيًا لـ«إرضاء السيسي»، قال المهندس أشرف رشاد، رئيس حزب «مستقبل وطن»، إنه سيكون أول المتطوعين ومعه شباب الحزب بمحاصرة قصر الاتحادية في حال قرر السيسي، عدم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، في انتخابات الرئاسة 2018.


وأكد «رشاد»، أن «السيسي» هو مشروع «مستقبل وطن»، منذ البداية؛ وأن الحزب لا يرى سواه.


أمام حزب «المؤتمر»، الذي وُلد من رحم الحملة الانتخابية لـ«عمرو موسى»، المرشح الرئاسي الأسبق، فسار على نهج «مُستقبل وطن»، وأعلن تأييده لترشح السيسي في الانتخابات القادمة، زاعمًا أن هذا الأمر يُعد ترسيخًا لـ«الثوابت الوطنية».


ومن الأحزاب الأخرى التي أعلنت دعمهًا لترشح السيسي «المصريين الأحرار»، «الوفد»، و«حماة الوطن»، الذي يعد من أحزاب العسكريين، ويُسيطر عليه لواءات «الجيش والداخلية».


أما حزب «التجمع»، بيت اليسار المصري، فقد أعلن رسميًا دعمه للسيسي، لتولي رئاسة البلاد لفترة ثانية، موضحًا أن دعم الحزب للرئيس مرتبط باستكمال الخطة التنموية من جانب، واستمرار محاربة الإرهاب فكرًا وحركة من جانب آخر، مضيفًا أنه من الخطأ الاعتقاد بأن الأوضاع فى مصر مستقرة؛ فالدولة مازالت فى مرحلة انتقالية خطيرة، وقد تتراجع إذا لم نحافظ على ما يتم إنجازه، وقال إن بيانات داعش الأخيرة بعد العمليات الإرهابية فى مصر، توضح مدى الأخطار التي تواجهها البلاد.


حالة «الانبطاح» التام في تأييد السيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة، فسرها الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق، بقوله: «إن الأحزاب السياسية ليس لديها مرشحين للرئاسة».


وأضاف في تصريحات صحفية، أنه في حال تصدر وجوه من الأحزاب المدنية والسياسية مشهد الانتخابات الرئاسية مع السيسي، سوف ينجح السيسي، مشيرًا إلى أن من حق الجميع الترشح طالما يخضعون لشروط الانتخابات، ولكن السيسي رغم أخطاء وزرائه، إلا أنه يمتلك «كاريزما» تمكنه من الفوز على أي مرشحين آخرين.


هذا الأمر يطرح سؤالًا مهمًا: هل أصبحت هذه الأحزاب السياسية «أذرعًا» للسيسي بالرغم أنه من المفروض أن تكون لها رؤية، وأن يكون الوصول للسلطة، هو الهدف الوحيد الذي تسعى لتحقيقه.


وعن تأييد هذه الأحزاب السياسية لانتخاب السيسي لولاية ثانية في الرئاسة، قال  أسعد هيكل، الناشط الحقوقي، إنه لا يوجد في مصر حياة سياسية، وأن الأحزاب الموجودة حاليًا ليست لها شعبية في الشارع السياسي، ولا تملك «قواعد تأثير».


وأضاف «هيكل» أن هذه الأحزاب السياسية تعاني من الانقسامات الداخلية، فتجد للحزب الواحد «رئيسين»، الأمر الذي يؤكد عدم وجود تأثير لهذه الأحزاب في الشارع.


وأكد «هيكل» أن تأييد هذه الأحزاب للسيسي يأتي من باب «التملق للسلطة.. والسعي للتقرب من النظام»، مشيرًا إلى أن نظامي «مبارك والإخوان»، كانا بالفعل يستخدمان الرؤساء أو الشخصيات النافذة في هذه الأحزاب لتمرير سياسات مُعينة، مقابل التعيين في البرلمان، ولكن هذا الأمر لا يوجد حاليًا.


وبشأن تأثير الأجهزة الأمنية على هذه الأحزاب، وتوجيهها لتأييد مرشح معين في الانتخابات الرئاسية، قال أسعد هيكل، إنه لا يمكن نفي تأثير الحالة الأمنية على هذه الأحزاب السياسية التي لا يمكن اعتبارها بأي حال من الأحوال من «مراكز قوى السيسي».


في نفس السياق، قال مسعد حسن، عضو حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي»، إن تأييد الأحزاب السياسية لتولي السيسي لفترة رئاسية ثانية، «مجرد توجيهات»، خاصة أن فترته الأولى لم تنته بعد، ولم يقدم كشف حساب عما حققه في الاقتصاد، أو على مستوى الحرب على الإرهاب، مشيرًا إلى أن الأوضاع الاقتصادية صعبة، والطبقة الوسطى «تستحق زكاة الفطر».


وقال «حسن»، إن الفترة الحالية هي الفترة المثالية لعمل الأجهزة الأمنية التي توجه الأحزاب السياسية والحركات لدعم السيسي.


وتابع: «المفروض أن يكون للأحزاب السياسية موقف مغاير لما يتبعه النظام.. أما أن تقوم كل الأحزاب السياسية بتأييد شخص واحد، فهذا يعني أن التجربة الحزبية في مصر لم تكتمل بعد، وأن الحزب الواحد هو السائد».

 

وبشأن اعتبار هذه الأحزاب السياسية «مراكز قوى للسيسي»، قال مسعد حسن، بالطبع هذه الأحزاب مراكز قوى للرئيس، خاصة الأحزاب الكبيرة التي تسيطر على كتلة برلمانية في مجلس النواب مثل «مستقبل وطن»، و«المصريين الأحرار».