رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بِلُوك يعنى block

حمدي رزق
حمدي رزق


بِلُوك؛ حاجِز؛ حائِل؛ سَدّ؛ ساتِر؛ عائِق؛ بلوك لكل من اتهم السيسى أو لسّن أو تسفّل من السفالة تم تبليكه، الغضب جائز ومحتمل، الفسفسة تعبيراً عن الألم طبيعية ومن طبائع الأمور ومنتجات الغلاء، ولكن الحريق، والتوليع، والتسفيل على الرئيس من الإخوان والتابعين، رفضه المصريون، فعلاً شعب محترم ويستأهل الاحترام.

عقلاً، هل يتصور عاقل أن يغامر السيسى بشعبيته؟ بالعقل، هل هناك طامح لولاية رئاسية جديدة يقرر فى نهاية عامه الثالث هذه القرارات المؤلمة، ولم يتبق سوى عام واحد على طرح الثقة فى شخصه وخططه وبرامجه الاقتصادية؟.

مثلاً، لماذا لم يؤجلها الرئيس مدة عام يتحصل خلاله على تجديد الثقة، وينفذ حزمة القرارات المؤلمة؟ ولماذا يغامر الرئيس بهذه الإجراءات التى اهتبلتها جماعة الإخوان والتابعون، مستحلة ألم الشعب، وشيرتها بضاعة تلسين، وتفشيل، وتخوين، ولوم الشعب أن قام بثورته التى أطاحت بمرشدهم، وتوج السيسى رئيساً.

وهل يتقبل العقل أن تصدر الزيادة الجديدة فى أسعار الوقود فى عيد ثورة 30 يونيو الرابع، دون خشية على تأثير هذه الزيادات على أصحاب الثورة الحقيقيين، فيتألمون، ويكفرون بثورتهم المجيدة؟!.

ألم يخش الرئيس درس يناير 77 الذى ظل معلماً فى جسد الحكومات المصرية، فلم يجرؤ رئيس على المساس بالأسعار، وارتفع شعار «لا مساس» طيلة 40 عاماً ظل الجمود فيها سيد الموقف، رغم تغير الرئاسات والحكومات حتى فى سنة الإخوان السودة.

يقيناً مرغم أخاك لا بطل، والسيسى وإن كان مرغماً، فهو بطل حقيقى أن يستبطن كل هذه التخوفات والاحترازات التى تصاحب مثل هذه القرارات المؤلمة، ويقرر ليس هيّاباً، ولا خائفاً، ولا مرتعشاً، بثقة متناهية فى شعبه، ومتوقعاً أن الشعب الصابر لم يفقد ولن يفقد الثقة فى رئيسه، وأن آلام المخاض الاقتصادى وإن كانت مؤلمة وصعبة إلا أن عزيمة الشعب وثقته فى الرئيس فى محلها، وآماله فى المستقبل تدفعه دفعاً للإمساك بفرصة سانحة للنهوض بعد قعود.

ولسان حالهم، إيه اللى رماه- أى الرئيس- إلا اللى أمرّ منه، أى رهانات على غضب البحر كما كان يستشرفها العاملون عليها، أو من يوقدها ناراً من تحت مرجل الغلابة الذى يغلى كى يفور، كلها كلها رهانات خاسرة، فالشعب مستعد يجوع ويتعرى ولا يحطم ما بناه مجدداً، أو يستبدل الأمن والأمان بفوضى لن تبقى ولن تذر.

هل يتخيل عاقل أن يضع المصرى الأصيل يديه مجدداً فى يد من باعوه بدل المرة ألف مرة، باعوه للأمريكان، وأكلوا الزيتون، وللإخوان وعصروا الليمون؟ الشعب يتألم نعم ولكنه لا يبيع من اشتراه يوم الثلاثين من يونيو، ووقف موقفاً سجله التاريخ لجيش مصر العظيم.

السيسى انحاز للإرادة الشعبية، للناس، لذا الناس الطيبة فى قعور البيوت تبلع للسيسى الزلط، ولا تغفر للإخوان والتابعين الغلط فى حق الشعب، السيسى قدم للشعب روحه فداء يوم 3 يوليو، ولم يهادن الإخوان، ولم يخش الأمريكان، ووقف مع الشعب والعالم ضده، ولم يقرر إلا ما قرره الشعب، وفرض إرادة الشعب على العالم بأسره.

الناس فى بلادى لا تنسى الفضل لأصحاب الفضل لأنهم من أصحاب الفضل، ولا ينسون لهذا الرجل حُسن صنيعه، ويعلمون علم اليقين أن من يقول على الهواء دون خشية «لو ينفع اتباع أبيع نفسى من أجلكم»، لن يبيعهم أبداً ولو بملايين الدنيا، وإلا لكان قد باع قبلاً، تربية جيش مصر العظيم لا يبيع ولا يشترى بل يهب مصر روحه شهيداً.

نقلًا عن "المصري اليوم"