رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالفيديو.. لماذا غضب المعلمون من قصيدة أمير الشعراء "قم للمعلم"؟

أمير الشعراء أحمد
أمير الشعراء أحمد شوقي

قبل 100 عام تقريبًا نظم أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدته الرائعة عن المعلم، والتي أسهب فيها في ذكر فضل المعلمين على الناس ودورهم في بناء الأمم، وكيف أنهم ورثة الأنبياء في الأرض مطالبا بتبجيلهم واحترامهم وإعطائهم قدرهم الذي يستحقونه، وكان مطلع قصيدة أحمد شوقي، "قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا".

ورغم احتفاء الجميع بالقصيدة، إلا أنه كان الغريب هو رد المعلمين على القصيدة والذي مثّله الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، الذي كان يعمل معلمًا، وشاعرا في الوقت نفسه، وكتب قصيدة يعارض فيها قصيدة شوقي، ويصف له معاناة المعلمين على نفس وزن وقافية قصيدة أمير الشعراء وكان مطلعها، "شوقي يقول وما درى بمصيبتي قم للمعلم وفه التبجيلا".
 
وقال أحمد شوقي في قصيدته الخالدة:
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا 

سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى 

أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ وهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا 

وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تـارةً صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا 

أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشداً وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا 

وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمّداً فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا 

علَّمْـتَ يوناناً ومصر فزالـتا عن كلّ شـمسٍ ما تريد أفولا 

ورد الشاعر المعلم إبراهيم طوقان على شوقي بقوله: 

شوقي يقول وما درى بمصيبتي قم للمعلم وفه التبجيلا 

اقعد فديتك هل يكون مبجلاً من كان للنشء الصغار خليلا 

ويكاد يفلقني الأّمير بقوله كاد المعلم أن يكون رسولا 

لو جرّب التعليم شوقي ساعة لقضى الحياة شقاوة وخمولا 

حسب المعلم غمَّة وكآبة مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا 

مئة على مئة إذا هي صلِّحت وجد العمى نحو العيون سبيلا 

ولو أنّ في التصليح نفعاً يرتجى وأبيك لم أكُ بالعيون بخيلا 

لكنْ أصلّح غلطةً نحويةً مثلاً واتخذ الكتاب دليلا 

مستشهداً بالغرّ من آياته أو بالحديث مفصلاً تفصيلا 

وأغوص في الشعر القديم فأنتقي ما ليس ملتبساً ولا مبذولا 

وأكاد أبعث سيبويه من البلى وذويه من أهل القرون الأُولى 

فأرى تلميذا بعد ذلك كلّه رفَعَ المضاف إليه والمفعولا 

لا تعجبوا إن صحتُ يوماً صيحة ووقعت ما بين البنوك قتيلا 

يا من يريد الانتحار وجدته إنَّ المعلم لا يعيش طويلا