رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الدور «الأمريكي - الإسرائيلي» في إشعال الفتنة بين العرب لإتمام «صفقة القرن»

ترامب والسيسي ونتنياهو
ترامب والسيسي ونتنياهو


موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي من الأزمة الحالية بين قطر وبعض دول الخليج، يشير إلى وقوف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وراء هذا التوتر، وإشعال الفتنة بين العرب من أجل اتمام ما يسمى بـ«صفقة القرن» التي تم الحديث عنها الفترة الماضية.

ترامب

كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من الغريدات على حسابه على "تويتر" قال فيها: لعلها بداية النهاية لفظائع الإرهاب،  خلال زيارتي الأخيرة إلى الشرق الأوسط أعلنت بأنه لم يعد ممكنا استمرار تمويل الفكر المتطرف وحينها أشار الزعماء إلى قطر، من الجيد أن زيارتي إلى الرياض واللقاء مع العاهل السعودي وزعماء 50 دولة قد آتت أكلها، المشاركون في قمة الرياض قالوا إنهم سيتخذون موقفا حازمًا في مواجهة تمويل الإرهاب وكانت أصابع الاتهام موجهة إلى قطر.


نتنياهو

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقال "هناك تغييرات حقيقية تحدث في المنطقة جعلت بعض الدول تنظر إلى إسرائيل باعتبارها شريكًا وليست عدوًا وتقدر جهود "تل أبيب" في محاربة "الإسلام المتطرف" الذي يهدد حياة الشعب الإسرائيلي!


ليبرمان

أما وزير الدفاع الصهيوني أفيجدور ليبرمان فقال، إن "قرار عدد من الدول العربية بقطع العلاقات مع قطر، وهي عمود فقري قوي للإرهاب في الشرق الأوسط، فتح عالما من الفرص للتعاون".


وقال "ليبرمان"، في الكنيست الإسرائيلي، تعليقا على قرار قطع العلاقات الدبلوماسية من ناحية مصر والسعودية والإمارات والبحرين وليبيا واليمن مع قطر، "إنه بمثابة فرصة كبيرة لإسرائيل للتعاون مع جيرانها في المعركة ضد الإرهاب".


وأضاف ليبرمان: "حتى الدول العربية تدرك أن الخطر على هذه المنطقة ليس إسرائيل، بل بالأحرى الإرهاب، وهذه فرصة للتعاون".


وتابع: "أن البلدان التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب الخوف من "الإرهاب الإسلامي المتطرف" تمكن فعلا إسرائيل من التواصل معها في مجال مكافحة الإرهاب".


واستطرد: "أعتقد أن إسرائيل مستعدة للتعاون، الكرة الآن في ملعب الآخرين"، مشيرا إلى أن إسرائيل سوف تنتظر أن تتواصل معها دول عربية أخرى في أعقاب قرارها المفاجئ.


معاريف      

أما صحيفة "معاريف" العبرية، فقالت في تقرير لها "إنه كان مفاجئا من السعودية والإمارات ومصر، خطوة قطع العلاقات مع قطر".


وقالت "معاريف"، إن هذه القطيعة فرصة غير مسبوقة لإسرائيل، موضحة أن هناك خمسة تأثيرات سوف تنتج عن هذه الأزمة هي:


التاثير الأول: إلحاق الضرر بحركة حماس عن طريق قطع الدعم المالي والدبلوماسي لها، وطرد الجزء الأكبر من قادتها من قطر.


التأثير الثاني: هو تقوّية المحور المصري الإسرائيلي مع السعودية، بحيث سيتم السماح للصحافة في السعودية ودول الخليج للكتابة بعدوانية أكثر تجاه حماس بينما تجاه إسرائيل، بصورة أكثر إيجابية.


التأثير الثالث: كما ذكرت الصحيفة العبرية، هو دليل عودة  سيطرة الولايات المتحدة في المنطقة.


التأثير الرابع: هو قطع لخط دعم الإرهاب في المنطقة، وهذه القطيعة الجديدة قد تدفع لقطع  دعم هذه المنظمات، وبالتالي استقرارا للمنطقة حول إسرائيل.


التأثير الخامس: هو تقوية يد حكومة نتنياهو وإسرائيل في المنطقة، وهي فرصة للحكومة الإسرائيلية لم تحز عليها منذ زمن، حيث أملت سابقا في إقامة علاقات إقليمية خارج مصر والأردن إلى دول الخليج لمواجهة التهديد الإيراني الذي يستمر منذ أكثر من عقدين، حيث إن الدول العربية أصبحت منشغلة فيما يتعلق بإيران وقطر أكثر من انشغالها بالقضية الفلسطينية.


وزير الخارجية الألماني

أما وزير الخارجية الالماني  سيغمار غابرييل فقد اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتأجيج النزاعات في الشرق الاوسط بالمجازفة بسباق جديد على التسلح بعد مقاطعة قطر من الدول المجاورة لها.


وقال سيغمار غابرييل إن "تسبب ترامب بتوتير العلاقات في منطقة يشهد أصلا أزمات خطيرة جدا".


وأكد وزير الخارجية الألماني على ان "العقود العسكرية الضخمة الأخيرة التي أبرمها الرئيس الأميركي مع دول الخليج تزيد مخاطر سباق جديد على التسلح".


برناركوشينر

أما وزير الخارجية الفرنسي السابق برناركوشينر فقال، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب له دور أساسي وراء قطع عدد من الدول العربية علاقتها بقطر.


وعلق "برناركوشيز" على قيام كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع علاقاتها مع قطر بالقول: "فتش عن ترامب".


عادل الجبير

أما وزير الخارجية السعوديى عادل الجبير فقد طالب الدوحة بالتوقف عن دعم حماس، قائلًا: "فاض الكيل ويجب على قطر التوقف عن دعم جماعات مثل حماس والإخوان المسلمين".

 

عن هذا الموضوع يقول السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ما يحدث بين الدول العربية هو أول الثمار الفاسدة من قمة الرياض العربية الإسلامية الأمريكية، مشيرا إلى أن هناك ترتيبات يمكن أن نطلق عليها "سايكس بيكو الجديدة"، لوضع نظام جديد للمنطقة، يشبه تماما ما تم بعد الحرب العالمية الأولى، عندما تم تقسيم المنطقة ورسم حدودها وتوزيع حكامها، وهذا الواقع الجديد يتم برعاية الصهيونية العالمية دون أن تظهر نفسها هذه المرة، ولكنها تركت للوكلاء المحليين القيام بهذا الدور.


وأضاف "مرزوق" في تصريحات لـ"النبأ"، على أن هذا المشروع الجديد سينتج عنه تلاشى بعض أنظمة الحكم القائمة حاليا ومن أنظمة حكم خليجية، ونشوب بعض الحروب الدينية والطائفية والعرقية الصغيرة في المنطقة، والتي تكون أشبه بالحروب الأهلية، مشيرا إلى أن ما يحدث هو مجرد ستارة دخان كثيفة لحجب هذا المخطط الأوسع، الذي أطلق عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي "صفقة القرن"، والذي سيتضمن تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي وبشروط إسرائيلية، واعادة رسم حدود هذه المنطقة التي سخر منها ترامب عدة مرات، ورغم ذلك تم استقباله استقبال الفاتحين في الرياض.


وعن تباين الموقف الأمريكي بين البنتاجون والخارجية والرئاسة قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هذا التباين مجرد تقسيم للأدوار أو اختلاف في التكتيك، ولكن ليس هناك خلاف إستراتيجي بالنسبة لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.


أما سعد الزنط مدير مركز الدراسات الإستراتيجية وأخلاقيات الاتصال فقال في تصريحات لـ"النبأ"، إن ما يحدث هو نتاج مؤتمر الرياض الذي عقد بين ترامب وزعماء العالم العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن مؤتمر الرياض كان محطة فارقة في تاريخ العالم العربي، والتي من أهم نتائجه الاستقرار على أن العدو البديل لإسرائيل هو إيران، وهذا معناه أن إسرائيل أصبحت هي الصديق، وشريك في القوى العسكرية الإقليمية التي تم الاتفاق على تشكيلها في قمة الرياض لمحاربة الإرهاب، وهذا يعنى وضع القضية الفلسطينية في مهب الريح، لافتا إلى أنه من أهم نتائج مؤتمر الرياض هو تسليم إرادة العرب السياسية للغرب، مشددا على أن الموضوع أكبر بكثير مما يحدث مع قطر.