رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حلول «إسلامية» تقضى على الفقر والبطالة بين الشباب بعد «تعويم الجنيه»

البطالة بين الشباب
البطالة بين الشباب


يُعاني المجتمع المصري من «تفشي» ظاهرة انتشار الفقر والبطالة بين الشباب، وخاصة عقب قرار الحكومة بـ«تعويم الجنيه»، وبالرجوع إلى بدايات الدولة الإسلامية، نجد أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، وضع حلولًا عملية ومنطقية للفقر والبطالة؛ لعل ذلك يكون نموذجًا ودرسًا للحكومة والمجموعة الاقتصادية للتعلم.

وعن هذا الأمر، يقول الدكتور أحمد علي عثمان، أستاذ «سيكولوجية الأديان»، إن النبي الكريم، لجأ لوضع حلول عملية للفقر والبطالة لإدراكه مدى تأثيرهما على الشباب وتحويلهم إلى أشخاص يدمرون المجتمع، ويقومون بارتكاب المعاصي والكبائر مثل شرب الخمر، فكان الحل النبوي لهذه المشكلة حلًاّ عمليًا متدرجًا مبنيًا على تعاليم الإسلام وأحكامه؛ حيث بدأ رسول الله بتشجيع الناس على مزاولة الأعمال، وبعض المهن والصناعات، كما كان يفعل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، الذين أَعطَوا القدوة والمثل الأعلى في العمل والكسب الحلال، فقال رسول الله، عن نبي الله داود: "مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ" وكان رسول الله القدوة والمَثَل الذي يحتذى به في هذا المجال؛ حيث كان يرعى الغنم، ويُزَاول التجارة بأموال خديجة -رضي الله عنها- قبل بعثته؛ فعن أبي هريرة عن النبيِّ، أنه قال: "مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلاَّ رَعَى الْغَنَمَ". فقال أصحابه: وأنتَ؟ فقال: "نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ".

وأشار «عثمان»، إلى أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، شجع المشاريع الاقتصادية بين المسلمين، وحثَّهم على المزارعة كما فعل الأنصار مع إخوانهم المهاجرين الفقراء، الذين قَدِموا على المدينة بلا أدنى مال، وحرم رسول الله، الربا لما له من مضار على فقراء المجتمع؛ فهو يعوق التنمية، ويُسَبِّب التخلُّف، ويَزِيد الفقير فقرًا؛ مَّا يؤدِّي إلى الهلاك.

وأوضح «عثمان»، أن النبي أعطى نموذجًا حيًا لكيفية الرزق من الحل، فعن أنس بن مالك أن رجلًا من الأنصار أتى النبي يسأله، فقال له النبي: "أَما فِي بيتك شيء؟ فقال الرجل: بلى، ثوب؛ نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه من الماء، قال له النبي: "أتيني بهما، قال: فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله بيده، وقال لأصحابه:"من يشتري هذين؟"، قال رجل: أنا آخذهما بدرهم، قال: "من يزيد على درهم" مرتين أو ثلاثة، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إيَّاه وأخذ الدرهمين، فأعطاهما الأنصاري، وقال:"اشتر بأحدهما طعاما، واشتري بالآخر قدوما فأتني به، فأتاه به، فشدَ فيه رسول الله عودا بيده، ثم قال له: "اذهب فاحتطب وبع، وَلا أرينك خمسة عشر يوما، فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا، وببعضها طعامًا، فقال رسول الله: "هذا خيرا لك من أن تجئ لمسائلة الناس، فكانت معالجته معالجة عمليَّة؛ استخدم فيها رسول الله كل الطاقات والإمكانات المتوفِرة لدى الشخص الفقير، وإن تضاءلت؛ حيث علَّمه رسول الله كيف يجلب الرزق الحلال من خلال عمل شريف.

وفيما يخص سوء الأحوال، وفضل الشخص في العمل، وأصبح فقيرًا محتاجًا، قال «عثمان»، إن علاج الإسلام حينئذ لهذه المشكلة هو أن يكفل الأغنياء أقاربهم الفقراء، وذلك لما بينهم من الرَحِمِ والقرابة، وقد وصفه الله بأنه حق من الحقوق الواجبة بين الأقارب، فقال تعالى: {فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} وإذا عجز الأقارب الأغنياء عن سدِّ حاجة الفقراء جاء دور المجتمع؛ متمثلًا في الزكاة التي فرضها الله للفقراء من أموال الأغنياء، ولكن رسول الله جعلها مقصورة على الفقير الذي لا يستطيع العمل والكسب؛ لذلك قال رسول الله: "لا تحل الصدقة لغني ولا لكسول"، أمَّا إذا عجزت الزكاة فإن الخزانة العامَّة للدولة المسلمة بكافَة مواردها تكون هي الحلَّ لمعالجة مشكلة الفقر والبطالة، وإذا بقي في المجتمع فقيرٌ لا يستطيع العمل؛ وجب على المجتمع كله أن يُخْرِج الصدقات ابتغاء مرضاة الله وثوابه.