رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«الهروب الكبير».. أسرار اختفاء حبيب العادلي من الشرطة

النبأ


لاشك أن خبر هروب اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، كان سببًا في حالة من الجدل التي «هزت» الرأي العام؛ لاسيما مع وجود حراسات أمنية معينة عليه، ما يطرح التساؤلات عن كيفية هروبه، ومن الذي يقف وراء اختفائه، وأين يتواجد الآن؟.



ونكشف عبر السطور التالية الأسرار عن عمليات الهروب.


أسرار الهروب من الشرطة

البداية كانت مع مقربين من وزير الداخلية الأسبق، والذين أكدوا أن "العادلي"، يعيش حاليًا فترة من أسوأ الفترات التي مرت عليه، وأنه لا يريد العودة إلى السجن مرة أخرى، بعد خروجه إلى الحرية، فعلى الرغم من المعاملة الحسنة التي وجدها «العادلي»؛ إلا أنه لا يتصور عودته إلى السجن مرة أخرى؛ لاسيما أن حالته الصحية تدهورت، بعد زيادة أزمات القلب، ما جعله يوضع تحت الملاحظة الطبية الدورية، وأن حالته تدهورت كثيرًا بعد سماع خبر حبسه.



وأوضحت المصادر، أنه بعد صدور الحكم بحبسه، علم أنه سوف يكون مطلوب القبض عليه، ونظرًا لأنه لا يريد دخول السجن مرة أخرى، قرر البحث عن مكان آخر يختبئ فيه، لافتة إلى أن الجميع فوجئوا بخبر اختفائه بدون مقدمات، وأنه هرب من منزله بمدينة الشيخ زايد في الليل دون أن يشاهده أحد من الحرس، مع شخصين فقط، مؤكدة أن ما ذكره محاميه محمد الجندى عن احتمال أن يكون «العادلي» مختبئًا في مدينة 6 أكتوبر، جاء بقصد التمويه على رجال المباحث، والرأي العام، حتى يشتت جهود البحث عن الوزير السابق «الهارب».



وكشفت المصادر، أن الوزير الأسبق متواجد داخل مصر، ولم يسافر إلى خارج البلاد، أو أي دولة عربية مثلما يقال، منوهة إلى أنه كان يتواجد بمدينة الإسكندرية في البداية؛ والتي بها عدد كبير من ممتلكاته، مشيرة إلى أنه انتقل بعد ذلك إلى مدينة ساحلية أخرى، وأنه ينتظر أن يجد حلا للقضية المتورط فيها بأي طريق قانوني حتى يسلم نفسه، فضلا عن أنه على تواصل مع محاميه «فريد الديب»، الذي نصحه بالهروب إلى خارج القاهرة حتى لا يتم القبض عليه، وأكد له أنه من الممكن أن يستعين بـ«وضع قانوني» يجعله موضوعًا تحت الحراسة في مستشفى خاص، إذا فشلت كل محاولات حصوله على البراءة.



وأشارت المصادر إلى أن «الديب»، وعد حبيب العادلي أنه سوف يلجأ إلى حل آخر وهو التصالح مع الدولة، لافتة إلى أن المحامي الشهير قدم طلبًا للتصالح بدفع مبلغ 200 مليون جنيه، للتصالح في قضية الاستيلاء على أموال وزارة الداخلية، محاولا بذلك إنهاء تلك القضية، حتى لا يزج بوزير الداخلية الأسبق داخل السجن.



علاقات حبيب العادلي القوية تساعده على الهروب

لكن هناك أمر آخر خفي يساعد حبيب العادلي على الهروب من الأجهزة الأمنية، ومنع الشرطة من القبض عليه، وهو شبكة علاقاته القوية سواء مع مسئولين كبار بالدولة المصرية حتى الآن، أو قيادات أمنية لا تزال تعمل داخل وزارة الداخلية، أو حتى رجال أعمال معروفون.



هذه الشبكة من العلاقات القوية، جعلت وزير الداخلية الأسبق، يصعب الوصول إليه خلال الفترة المُقبلة، وترددت أنباء عن وجوده في «فندق الفورسيزون» المطل على الكورنيش بمنطقة «سان ستيفانو» بالإسكندرية، والتي يقع تحت الحراسة المشددة من قبل حراسات الأمن التابعة لرجل الأعمال المعروف طلعت مصطفى، والتي كانت تربطه علاقة معرفة بـ«العادلي» حتى القبض عليه في قضية مقتل الفنانة سوزان تميم.



كما أن هناك علاقات قوية تربط «العادلي» بعدد من رجال الأعمال المقربين منه، منهم رجل أعمال شهير في الإسكندرية يمتلك عددا من الفيلات في شواطئ المعمورة، وكان قبل ثورة يناير يتباهى بأنه أحد أصدقاء وزير الداخلية الأسبق.



ويتمتع "العادلي" بعلاقات قوية مع برلماني سابق كان أحد أبرز الأعضاء في الحزب الوطني المنحل، وكان قريبًا من صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور، بالإضافة إلى رجل أعمال يمتلك قرية سياحية في مدينة الغردقة، والذي سافر إليها "العادلي"، منذ شهور، بالإضافة إلى رجل أعمال آخر في القاهرة.



أما عن المسئولين، فيمتلك وزير الداخلية الأسبق علاقات قوية، بقيادة أمنية حالية، ومسئول كبير بالحكومة، بالإضافة إلى علاقات بعدد من قياداته الأمنية السابقين الذين كانوا يعملون تحت قيادته في الوزارة، منهم من خرج من الخدمة معه، ومنهم من خرج في السنوات الأخيرة، كان أبرزهم لواء سابق في جهاز أمن الدولة، حضر "العادلي" فرح نجلته في أحد الفنادق الشهيرة في القاهرة.



ثروة حبيب العادلي تصعب مهمة البحث عنه

كما أن ثروة وزير الداخلية الأسبق، وعائلته، تجعل من الصعب الوصول والقبض عليه في وقت قصير، حيث يمتلك «فلتين» في مدينة أكتوبر، إحداهما التي كان يقيم بها بالشيخ زايد، وأخرى في كمبوند فاخر، بالإضافة إلى شقة أخرى في القاهرة، ويمتلك كذلك منزلا في منطقة «كينج مريوط».



وهذه المنطقة، يمتلك فيها رجال الأعمال، والمسئولون الكبار، منازل بها، وتوضع عليها حراسة مشددة تمنع دخول أي شخص غير معروف لها، ومن ممتلكات «العادلي» أيضًا:  شقة في الـ«فورسيزونز» مطلة على البحر في منطقة «سان ستيفانو»، و«شاليهات» في مارينا 5 و7،  و«فيلا» تطل على شواطئ المعمورة، بالإضافة إلى «شاليه» في شرم الشيخ، ومزرعة في وادي النطرون، وممتلكات أخرى في العين السخنة والساحل الشمالي ومدينة أكتوبر.



الداخلية تشكل فريقا للبحث عنه

وكشف مصدر، أن اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، شكل فريقًا للبحث عن حبيب العادلي، بعد هجوم الرأي العام على رجال الشرطة، مشيرًا إلى أن الفريق ضم قطاعات الأمن العام، والأمن الوطنى، وأمن القاهرة والجيزة، وشرطة تنفيذ الأحكام، والعمليات الخاصة؛ لجمع معلومات مكثفة عن مكان اختباء «العادلي»، والقبض عليه.



وأضاف المصدر، أنه على الرغم من أن وزير الداخلية الأسبق يتمتع بعلاقات قوية داخل الوزارة، إلا أنه لا يمكن التصور، أن يضحي أحد الضباط أو القيادات الأمنية بمستقبله الوظيفي للتستر على شخص مطلوب ضبطه وإحضاره وعليه حكم قضائي بالسجن 7 سنوات، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية تعمل على قدم وساق؛ لتمشيط الأماكن التي ربما يكون موجودًا بها على مستوى الجمهورية، وليس في القاهرة والجيزة.