رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

محمد بسيوني: السيسي يسير على سياسات جمال مبارك.. و«إحنا معندناش حكومة»

محررتا «النبأ» أثناء
محررتا «النبأ» أثناء الحوار مع محمد بسيوني


قال الدكتور محمد بسيوني، الأمين العام لـ«تيار الكرامة»، إن السياسات التي يتبعها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإعلامه وقوانينه، تمنع وجود أى مكان للمعارضة، لافتًا إلى أن الأغلبية التي انتخبت الرئيس، فقدت الأمل، واعترفت بـ«شراء الوهم».


وأضاف «بسيوني»، في حوار لـ«النبأ»، أن القطاع الخاص في الدولة أصبح «سداح مداح»، والرأسمالية تحكم البلاد، وإلى تفاصيل الحوار:


كيف ترى الوضع الحالي في مصر؟

الوضع الحالي، هو امتداد لسياسات النظام القديم، فقد تعرض الشعب المصري لاختطاف ثورته مرتين، الأولى على يد المجلس العسكري، والثانية على يد رجال الأعمال الذين تسببوا في جعل الدولة «أسوأ» مما كانت عليه في عهد «مبارك».


من هم رجال الأعمال الذين تقصدهم؟

هم المستفيدون من خير البلد منذ عصر «مبارك»، رجال العلاقات العامة الذين لهم علاقات مع الأمريكان، أو الكيان الصهيوني، أو حتى السعودية والإمارات، إضافة إلى بعض كبار الموظفين في الدولة والوزارات والهيئات السيادية.


ولكن أين دور الرئيس السيسي في تصحيح المسار؟

الرئيس يعبر عن هذه السياسيات، بل هو تطور لكل هذه السياسيات التى كان يريد وضعها جمال مبارك.


كيف ذلك؟

لم يحدث في تاريخ مصر، أن تتم مناقشة قانون خاص بـ«بيع الجنسية»، وكذلك التنازل عن «تيران وصنافير»، وعرض المستشفيات للبيع، فهذه السياسات موروثة من أيام «السادات»، وأصبح القطاع الخاص «سداح مداح»، والرأسمالية تحكم البلاد، بجانب استيلاء مجموعة من رجال أعمال على أراضي ملك للدولة، وبيع مصانع لحسابهم بثمن بخس جدا، وإعادة بيعها مرة ثانية بثمن ضخم.


كيف ترى دعوات مد فترة رئاسة السيسي أو إعادة انتخابه؟

نحن ضد هذه المطالبات، كما أنه يعد إخلالًا ببنود الدستور الذى أقره الشعب بأغلبية ساحقة، الذي ينص على أن أى محاولة لتعديل المواد الخاصة بانتخابات رئيس الدولة، تلزمها موافقة ثلثي المجلس أو أكثر بشريطة أن هذه التعديلات تتضمن ضمانات أكبر لصالح الشعب والديمقراطية، وهو ما يشير إلى أن هذه الفكرة منعدمة دستوريًا.


ولكن هناك دعوات لإعادة انتخاب السيسي؟

«كفاية عليه 3 سنين»، وصلنا لما نحن فيه الآن، بالعكس أنا أرى أن الأغلبية التى انتخبت الرئيس، فقدت الأمل، واعترفوا بأنهم «اشتروا الوهم».


كيف ترى توقيت فرض الطوارئ؟

التوقيت خاطئ جدًا، لأن سيؤثر على مصر بالسلب على مستوى الاقتصاد والسياسة.


ماذا عن العمليات الإرهابية الأخيرة؟

الشعب وضع أمله في الرئيس السيسي باعتباره سيحقق لمصر أمرين، أولهما الحفاظ على التراب الوطني، وحماية سيناء، الأمر الثاني هو مقاومة الإرهاب، وعلى مدار 3 سنوات فشل الرئيس في تحقيق الهدفين، وانتشر الإرهاب بصورة أكبر مما كان عليه قبل وصوله للسلطة، بل على العكس سياسته الحالية التي تعتمد على المقاومة المسلحة، تصب في صالح الإرهاب، خاصة أن الإرهابيين يجندون الفقراء و«المحبطين» من الوضع الحالى.


ولكن أين دور المعارضة؟

نحن موجودون في كل القضايا، نبذل ما نستطيع من جهد، ولكن هناك مناخا عاما يؤثر على العمل السياسي، وإعلاما تابعا للنظام يهاجم "ليل ونهار"، بهدف القضاء على المعارضة فى البلد، فكل ما يريدونه هو السمع والطاعة، و"تمام يافندم على حسب تربيتهم، وما تعودوا عليه"، وهذا يضر بالبلاد والمناخ العام، فهناك تضييق شديد على المناخ السياسى فى مصر، وعلى الفعاليات السياسية خلاف عصر مرسى ومبارك كنا نظم مظاهرات كل يوم، و"لكن في هذه الفترة مش عارفين ننظم مظاهرة لما عملناها في تيران وصنافير، قوات مكافحة الإرهاب حاصرت الحزب وحاولت اقتحامه في واقعة لم تحدث في تاريخ مصر، ولا نحصل على موافقات بـ«التظاهر» على عكس المؤيدين الذين تحميهم الدولة، والكبت يولد الانفجار.


ماذا تقصد بالسمع والطاعة؟

سياسات الرئيس بإعلامه وقواعده والقوانين، تمنع وجود أى مكان للمعارضة، فالأحزاب بـ«تتكون بفلوسهم»، مثل مستقبل وطن والمصريين الأحرار، وهما حزبان ليس لهما أي وجود في الواقع، ولا أي دور سوى تأييد سياسات النظام.



كيف ترى أداء مجلس النواب؟

مجلس مصنع لأصحاب رؤوس الأموال ومن لهم علاقة بالأجهزة الأمنية التي اختارتهم باستثناء نواب «25- 30»، فالمجلس لا يعبر عن الشارع المصري، أغلبية المجلس مؤيدة للسياسات الحالية، وتنفذ تعليمات الأجهزة.. «المجلس مفيهوش أمل».


أين ذهبت مبادرة لنصنع البديل؟

المبادرة مستمرة وهي لا تقصد البديل كشخص، فنحن نواجه نفس السياسات على الرغم من تغير الوجوه، البديل منظومة كاملة، تضم برامج لحل مشاكل مصر من خلال رموز الكرامة والتيار الشعبي وأحزاب التيار الديمقراطي ومفكرين، حيث تم وضع مجموعة من البدائل والحلول السياسية والاقتصادية وصياغتها في كتاب يتضمن حلولًا لكل مشاكل البلد، و«يخدم» الطبقات الفقيرة.



لمن يتم توجيه حلولكم ومقترحاتكم؟

نحن نضعها أمام الشعب كبديل، بالإضافة إلى تقديمها لرئيس الوزراء والحكومة، ولكن السياسات الحكومية «انحيازات» للرأسمالية واقتصاد السوق.


هل يعني هذا أن التواصل مع الرئاسة انقطع؟

كان فى فترة من الفترات تتم دعوتنا لحضور الاحتفالات أيام المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، وبدايات عهد السيسي، ولكن منذ حوالى سنتين ليست هناك دعوات لأي شيء وانقطع التواصل، هم يكتفون بـ«رجالتهم والشباب» الذين تجمعهم الأجهزة الأمنية.



هل ينوى حمدين الترشح لرئاسة الجمهورية؟

هو أعلن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية؛ لأنه في ظل الأوضاع القائمة نحن نرى أن الانتخابات الرئاسية عبث، وإذ ظل النظام كما عليه، «هنعمل انتخابات ازاى»؟!.


هل ترى أن هناك أشخاصًا يصلحون لرئاسة الجمهورية؟

مصر ولادة وبها آلاف الأشخاص، ليصبحوا رؤساء جمهورية، وهم أصلح من السيسى، ولكن الأهم الاتفاق على الرؤية والسياسات البديلة.


ماذا عن وضع الأحزاب؟

نحن مع التيار الديمقراطي والقوى المدنية نحاول أن يكون هناك بديل اقتصادي وسياسي عبارة عن جماعات يكون لها رؤى وسياسات وأحزاب وشبكة قوية تضم جميع العناصر التي شاركت في معركة تيران وصنافير، بدأنا هذه الشبكة بدمج الكرامة والتيار الشعبي في تحالف استراتيجي واحد تحت مسمى «تيار الكرامة».


لماذا اقتصر الاندماج على الكرامة والتيار الشعبي؟

هى خطوة في الاتجاه الصحيح، وفي توقيت مناسب، خاصة في ظل الصراعات التي تشهدها الأحزاب الضعيفة.


لماذا يبتعد حمدين صباحى عن الإعلام؟

لم يغب حمدين صباحى عن أى فعاليات نظمها التيار الديمقراطي؛ فقد كان أول المشاركين في فعالية «تيران وصنافير»، ولكن «صباحي» لا يسعى للظهور في الإعلام، فهو يهدف للعمل على أرض الواقع.


هل أزمة تيران وصنافير دخلت في نفق مظلم؟

لا..، ونحن نخوض معركة مستمرة نجحنا في جولة من الجولات، بحكم محكمة وهم يحاولون الالتفاف على ذلك، عن طريق البرلمان، وسنخوض المعركة مع البرلمان، عن طريق عمل حركة شعبية للمراكز والقرى، الناس تتضامن وتحاصر النواب في دوائرهم لإعلان موقفنا، ومن سيقبل بسعودية تيران وصنافير، سيسقط شعبيا، فهذه المعركة لن تنتهي إلا بعودة الأرض لمصر.



ولكن ولي ولي عهد السعودية يؤكد سعودية الجزيرتين؟

«يقول زى ما يقول».. تيران وصنافير مصريتان، فمن قبل نشأة المملكة العربية السعودية، جنودنا حاربوا فيها واستشهدوا فيها فى 56 و57 و58 و73 ولم نتركها أبدًا.



هل ترى أن قانون السلطة القضائية الذي تم إقراره مؤخرا له علاقة بتيران وصنافير؟

نعم له علاقة؛ لأن المستشار يحيى الدكروري، الذي أصدر أول حكم يقضي بمصرية تيران وصنافير، كان من المفترض طبقا للأقدمية أن يتم اختياره في شهر 6 ليصبح رئيس مجلس الدولة طبقا للقواعد التى كان يتم من خلالها الاختيار.


كيف ترى مشروع قانون محمد أبو حامد بشأن اختيار شيخ الأزهر؟

هذه معركة الحرية عمومًا، الحكومة ستخسر لأنهم يريدون تكميم الأفواه، نحن مع الأزهر وحقه في أن يختار شيخه، ولا تمتلك السلطة التنفيذية تحديد من يمثل الأزهر وسنقاوم أى محاولات للعب بالدستور.


كيف ترى الوضع الاقتصادي الحالي؟

وصلنا من سيئ إلى أسوأ، فهم ينادون منذ أكثر من 43 سنة بحوافز جديدة للمستثمرين، وفتح المجال للاستثمار، ولا شيء يتم، في النهاية رجال الأعمال هم الذين يضعون السياسات طبقًا لمصالحهم، حتى ولو كانت على حساب البلد، وهذه «سياسة خاطئة»، مثل قرار التعويم الأخير، كان خطوة كبيرة فى الاتجاه الخاطئ.


ماذا عن اتفاقية صندوق النقد الدولي والإصلاحات الاقتصادية؟

الدول التي تتحكم في صندوق النقد الدولى هي الدول الرأسمالية "أمريكا وإنجلترا وفرنسا"، وتعد سياسات هذه الدول ضد السياسيات الوطنية في مصر، حيث إن مصلحتهم أن تصبح مصر سوقًا لهم بالإضافة إلى هدف القضاء على الصناعة المحلية، لزيادة الاستيراد من تلك الدول.


هل صندوق النقد الدولي يدمر الاقتصاد عن طريق رفع الدعم عن السلع والخدمات؟

نعم.. فسياسة صندوق النقد الدولي، تتمثل في الخصخصة والتعويم، والتي ستؤدي إلى انهيار مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.


إذا.. هل تعتقد أن مصر على أعتاب ثورة جياع بعد خطة الحكومة لرفع الدعم؟

إذا ظل الوضع كما هو عليه بالتأكيد ستحدث ثورة، "فالفجر يقترب مع زيادة الظلام"، ولكن نحن لا نتمنى ذلك.. لأن قيام ثورة بهذا الشكل سيقضي على الأخضر واليابس، وستخسر فيها الدولة الكثير، ومن هنا تأتي مهمة قوى الأحزاب المعارضة عبر تحويل الغضب الشعبى، لمطالب محددة مثلما حدث خلال ثورة يناير.



ما السياسات الحكومية المطلوبة لتحسين الوضع الاقتصادي والسياسي؟

"إحنا معندناش حكومة.. إحنا عندنا مكتب سكرتارية للسيد الرئيس".. وإذا أردنا تحسين الوضع الاقتصادي والسياسي، على الحكومة والرئيس تقديم استقالتهما.