رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حقيقة «الحرب الخفية» بين الإمام ومستشار «السيسي»

السيسي والطيب - أرشيفية
السيسي والطيب - أرشيفية


خلال الفترة الماضية، تحدثت وسائل الإعلام، عن وجود صراع بين الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور أسامة الأزهري، مستشار الرئيس عبد الفتاح السيسي لـ«الشئون الدينية» على كرسي مشيخة الأزهر، وأنه يجهز «الأزهري» ليكون خليفة للشيخ أحمد الطيب بدعوى فشله في تجديد الخطاب الديني، وأغلب هذه التقارير كانت نقلا عن مصادر مجهلة من داخل مشيخة الأزهر.


وقالت إحدى الصحف نقلًا عن مصادر، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يُحضر الشيخ أسامة الأزهرى، لتولي مهام شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، وأن الرئيس قام بتعديل مهمة «الأزهري» من تطوير الخطاب الديني إلى خطة لمواجهة التكفير والتطرف والإلحاد بين الشباب، منوهة إلى أنه يعاون أسامة الأزهري في هذه المهمة، أسامة العبد، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، رئيس جامعة الأزهر الأسبق.


وزعمت الصحيفة أنه في إطار سحب الاختصاصات من الأزهر، أنشأ أسامة الأزهري صفحة خاصة باسم الأزهر الشريف على «فيس بوك» بخلاف الصفحة الرسمية لمشيخة الأزهر، ينشر عبرها خطبه وأحاديثه، وبرامجه الفضائية.


ونقلت إحدى الصحف اليومية عن مصادر مطلعة بمشيخة الأزهر، قولها إن الدكتور أحمد الطيب، الإمام الأكبر، أصدر قرارًا بمنع التعامل مع جميع المشروعات الخاصة بالدكتور أسامة الأزهري، بعد إعلان الأخير إطلاقه مشروع «رؤى».


وقالت الصحيفة، إن المصادر كشفت لها أن مشروع «رؤى» الذى أعلن عنه أسامة الأزهري لاقى غضبا شديدًا من قبل «الطيب»، فى ظل توتر العلاقة بينهما خلال الفترة الماضية؛ بسبب إسناد مؤسسة الرئاسة بعض القوانين والأمور الخاصة بقضايا الدعوة وتجديد الخطاب الديني لـ«أسامة الأزهري».


بينما ذكرت صحيفة أسبوعية أخرى، أن «أروقة» مشيخة الأزهر تشهد حالة من الخلافات والصراعات بين الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور أسامة الأزهري، منذ أن أسند إليه الرئيس مهمة تجديد الخطاب الدينى، وهو ما اعتبره البعض إشارة إلى تأكيد الرئاسة على فشل «المشيخة» فى إجراء التجديد.


ونقلت الصحيفة عن مصدر داخل المشيخة قوله: «أعتقد أن الأزهرى ممنوع من دخول المشيخة، وذلك بعد الاجتماع الذي عقده الإمام الأكبر بأعضاء مكتبه الفنى، كما أن شيخ الأزهر أعطى تعليمات بعدم كتابة اسم الأزهرى متبوعًا بصفة المستشار الدينى لرئيس الجمهورية فى مجلة الأزهر، وجريدة صوت الأزهر، فضلًا عن عدم الاستعانة به فى أى مؤتمر أو ندوة أو أى محاضرة تثقيفية فى أي من كليات الأزهر خاصة كلية الدعوة الإسلامية التى يعمل دكتورًا بها».


وكشف المصدر – حسب الصحيفة -  أن أحد قيادات المشيخة وجه خطابًا شديد اللهجة لنائب رئيس الرابطة العالمية لخريجى الأزهر الدكتور أسامة ياسين، بسبب استعانة الرابطة بـ«الأزهري» فى ندوة عقدتها تحمل عنوان «كيف تكون عالمًا» منذ أكثر من شهر.


وأضاف المصدر للصحيفة: «منذ قيام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتعيين الدكتور أسامة الأزهرى عضوًا بالمجلس الاستشارى لرئاسة الجمهورية ونال لقب المستشار الدينى للرئيس بعد تزكية الدكتور على جمعة المفتى السابق، الذى يحتفظ بعلاقة خاصة مع الرئيس وتعيينه عضوًا بمجلس النواب وانتخابه وكيلًا للجنة الدينية، ساءت العلاقة بينه وبين قيادات الأزهر».


كما نشرت إحدى وسائل الإعلام موضوعا عن الخلاف بين شيخ الأزهر وأسامة الأزهري، زعمت فيه أن أسامة الأزهري سيكون بديلا لشيخ الأزهر، وأنه يمثل رأس حربة للرئيس عبد الفتاح السيسي في تجديد الخطاب الديني، وأن الصعود السياسي السريع للدكتور «أسامة الأزهري»، دفع به إلى إلقاء خطبة العيد أمام «السيسي» في حضور شيخ الأزهر الدكتور «أحمد الطيب»، ووزير الأوقاف «محمد مختار جمعة»، ومفتي الديار المصرية الدكتور «شوقي علام»، العام قبل الماضي، وأن الأزهري بات يلعب دورا سياسيا في البلاد.


كما أسندت إليه وزارة الداخلية مهمة القيام بمراجعات فقهية وفكرية للمعتقلين من أبناء التيارات الإسلامية، وألقى بالفعل محاضرات على نزلاء سجن «العقرب2» المخصص للسجناء غير الجنائيين، وتم تكليفه بإدارة ملف «تجديد الخطاب الديني»، ما اعتبره مراقبون تمهيدا لخلافة «الأزهري» لـ«الطيب»، والذي يتعرض لحملة انتقادات شرسة، بزعم أن بعض مناهج الأزهر تدعو إلى التطرف، ويجب إعادة صياغتها بما تتوافق مع رؤية النظام السياسي، الأمر الذي اعتبره مراقبون اعتداء على حرية الأزهر في تفسير النصوص الشرعية للدين الإسلامي.


والسؤال المطروح: هل الخلاف بين الشيخ أحمد الطيب والدكتور أسامة الأزهري صحيح، وهل هناك مخطط من الرئاسة لتنصيب الأزهري شيخا للأزهر بدلا من الشيخ أحمد الطيب؟

 

من جانبه نفي الدكتور أحمد كريمة، الأستاذ بجامعة الأزهر، وجود أي خلاف بين الدكتور أحمد الطيب، والشيخ أسامة الأزهري، قائلًا: «هذا الكلام هو من خيال المروجين، الدكتور أسامة الأزهري تلميذ من تلاميذ الإمام أحمد الطيب، والأزهر على قلب رجل واحد، الأزهر كله وراء إمامه».


وعن حقيقة قيام «الطيب» بمنع الدكتور أسامة الأزهري من دخول الأزهر قال كريمة: «هؤلاء لا يعرفون أخلاق هذا الرجل الصوفي الصعيدي، بعض الناس لا يعلمون أن والد الإمام الأكبر كان من أولياء الله الصالحين، بشهادة أكابر الصوفية، وهذا الرجل من إقليم يعرف الحقوق والضيافة والواجبات، باب الإمام الأكبر مفتوح للصغير قبل الكبير».


وأضاف «كريمة»، أن الإمام الأكبر خط أحمر، الأزهريون جميعا بدون استثناء يرفضون أي مساس بالإمام «حاضرا أو مستقبلا»، هذا الرجل يبذل أقصى ما في جهده، وذو أعمال متشعبة تنوء بها الجبال، فهو يتولى مسئولية، المجلس الأعلى للأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية، وجامعة الأزهر، والمعاهد الأزهرية، ووعظ الأزهر، وكل هيئة تمثل وزارة مستقلة.