رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

"فرعون ذو الأوتاد" وأهرامات السودان بين الحقائق والتزييف

مصطفى أبو زيد
مصطفى أبو زيد


كلنا يعلم تمام العلم بل إلى حد اليقين قصة فرعون مع نبى الله موسى -عليه السلام- فى تجبره وطغيانه والتى ذكرت بالقرآن الكريم والتى وضحت كيف تعامل فرعون مع قوم موسى -عليه السلام- فى قتلهم وتعذيبهم، وعندما أرسل الله سيدنا موسى ليدعو قومه لعبادة الله الواحد الأحد علم فرعون بأمر تلك الدعوة، وعندما قال أنا ربكم الأعلى وما علمت لكم من إلهًا غيرى وأننى لى ملك مصر والأنهار تجرى من تحتى وإلى نهاية القصة بغرق فرعون فى البحر بجنوده.

وكما نعلم جميعا أن فرعون ملك مصرى، والأهرامات التى بناها المصريون القدماء أنفسهم، ولكن هناك الكثير من الجهات بل بعض الدول تحاول بشكل مستمر فى تزييف الحقائق كما حدث ومازال يحدث من جانب اليهود، الذين يحاولون بشتى الطرق محاولة تغيير التاريخ ليتماشى مع ما يتناسب مع أطماعهم التوسعية والاستعمارية والادعاء كذبا وبهتانا بأن من بنى الأهرامات هم اليهود وليس المصريون القدماء على أساس أن بعضهم كان يعيش فى مصر خلال الحقب الماضية، وتلك الادعاءات ليست جديدة وإنما هى من قديم الأزل وحتى قبل اغتصاب فلسطين المحتلة وإعلان دولتهم إسرائيل.

واليوم نجد تزييفًا آخر بل تطاولًا آخر يظهر على الساحة من جديد ولكن تلك المرة لايأتى من اليهود وإنما من دولة كانت فيما مضى جزءًا من الأراضى المصرية وجاء هذا التزييف على لسان المتحدث الرسمى للدولة ووزير إعلامها الذى يعد حديثه نابعًا من توجه النظام الحاكم نفسه فى هذا الشأن، فإن السودان تعلن أن فرعون ملك مصر هو سودانى وليس مصرى هذه واحدة، والثانية أن الأهرامات السودانية أقدم من الأهرامات المصرية بألفى عام وهذا تحد سافر وتزييف واضح المعالم حتى أنه أشار إلى أن هناك فريقًا من أستاذة التاريخ السودانيين يعكفون على توضيح كل الأدلة التى تثبت صدق ادعاءاتهم.

وبالمصادفة وجدت كتابا عنوانه "فرعون ذو الأوتاد" هذا ليس مجرد كتاب وإنما موسوعة تاريخية تقلب كل موازين الحقائق التاريخية بالأدلة والأسانيد وعندما دققت فى تاريخ كاتب الكتاب وجدت أن تلك الموسوعة أخذت منه سبعة عشر عاما ليظهر هذا الكتاب إلى النور ليقدمه للعالم أجمع لما يحتوى من معلومات دقيقة على قدر كبير من الدهشة والتشويق فى نفس الوقت، ويثبت أن فرعون ملك مصرى وأن الحضارة المصرية هى ملك المصريين القدماء وليس لأحد فضل على تلك الحضارة التى أنارت الطريق للعالم أجمع فى الوقت الذى كان يعيش فيه العالم القديم عيش الهائمين على وجوههم دون هدف. 

إن هذا الكتاب ليس مجرد كتاب يتحدث عن التاريخ إنما هو كتاب قانون يحتوى على الأدلة والأسانيد والبراهين التى تخرس جميع الألسنة فيما يدعون من تزييف منظم لمصر وحضارتها.