رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الاحتفال بـ«عيد الأم» يجدد الخلاف بين الأزهر و«الدعوة السلفية»

الاحتفال بعيد الأم
الاحتفال بعيد الأم


اعتاد المصريون في كل مناسبة اجتماعية أو دينية، سماع الفتاوى الدينية المتشددة التي تخرج من مشايخ الدعوة السلفية بمعقلها فى محافظة الإسكندرية، ومؤخرا أطلق السلفيون حملات لمنع الاحتفال بعيد الأم، وذكر أحاديث تدل على تحريم الاحتفال به.


ووزعت الدعوة السلفية «منشورات» تحذر من الاحتفال بعيد الأم، مؤكدة أنه بدعة، وأن تقديم الهدايا وتبادل الزيارات وما أشبه ذلك من مظاهر الاحتفال فهو إحياء لهذه البدعة، وعلى المسلم أن يتجنب ذلك اليوم، وألا يكون مع الذين أشركوا ويتبعوا أهواء الغرب وغير مسلمين.


ولم تكتف الدعوة السلفية بذلك بل أصدرت فتاوى لتحريم الاحتفال بعيد الأم منها فتوى أصدرها أبو يحيى الحويني وهى "عن كل الأعياد التى تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة، لم تكن معروفة فى عهد السلف الصالح، وربما يكون منشئوها من غير المسلمين أيضا، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى".


وفي نفس السياق، فقد أكد الشيخ تامر صلاح، الداعية السلفى، أن الاحتفال بعيد الأم بدعة، لم يقرها النبي صلى الله عليه وسلم –فهي عادة غربية تحولت إلى وسيلة للبذخ للمال في هدايا لا تفيد الأمهات في شيئا.


وأضاف أن الأم أعظم من أن نجعل لها يومًا فى السنة، فالاهتمام بها يكون فى كل لحظة؛ حتى بعد مماتها لا ننساها؛ بل ندعو لها ونتصدق عنها وننفذ وصيتها ونتواصل مع أقاربها وصديقاتها. 


وأشار الداعية السلفي إلى أن الأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام، وهى عيد الفطر، وعيد الأضحى، ويوم الجمعة، ، وباقي الأعيادٍ باطلة فى شريعة الله سبحانه وتعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أي مردود عليه غير مقبول عند الله.


الرد على تحريم الاحتفال بعيد الأم من قبل مشايخ السلفية، جاء عبر دار الإفتاء، حيث أكدت في فتوى صادرة عنها، أن تكريم الأم بهذا اليوم أمر تنظيمي عادي لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية التي تؤكد على معاني الوفاء والامتنان والشكر للوالدين في كل وقت وزمان.


وقالت إن تكريم الأمهات في يوم الأم، ليس من باب التشبه المحظور؛ بل هو من الحكمة العامة.


وحول الحديث النبوي الشريف (لتتبعن سنن من كان قبلكم) أوضحت دائرة الإفتاء أن “المقصود به النهي عن اتباع غيرنا من الأمم في المحرمات وخصوصياتهم الدينية التي تتعارض مع شريعتنا، أما الأمور المباحة والنافعة الموافقة لشريعتنا فلا مانع منها”.


من جانبه اعتبر الشيخ سليم عبد العزيز، عضو لجنة الفتوى بـ«الأزهر الشريف»، أن الدعوة السلفية تمثل خطرًا حقيقيًا على تجديد الخطاب الديني بسب الفتاوى والآراء المتشددة التي تخرج عن مشايخهم.