رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عباس كامل.. رحلة «ظل الرئيس» من المخابرات الحربية لـ«DMC»

عباس كامل وقنوات
عباس كامل وقنوات «دي إم سي»


على مسافة قريبة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، دائمًا ما ترصد الكاميرات ذلك الرجل طويل القامة، ضخم الجسم، صاحب النظرات القوية التي تُلاحق كل المحيطين بـ"الرجل الكبير".. يسترق النظر في هدوء وحكمة؛ فكلامه قليل، وتحركاته محدودة، لكن تأثيره السياسي والإعلامي يصل إلى أبعد الحدود، إنه مثل الأخطبوط: "له في كل حتة دراع".



اللواء عباس كامل، مدير مكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو ذلك الرجل صاحب الأوصاف السابقة، جنرال آخر قادم من بيروقراطية الحياة العسكرية، عُرف خلال السنوات الماضية، وتحديدًا منذ كان "السيسي" وزيرًا للدفاع، باسم "ظل الرئيس"، فقد كان هذا الرجل القوي، مديرًا لمكتب السيسي في المخابرات الحربية، ثم وزارة الدفاع، وأخيرًا رئاسة الجمهورية.



مشاهد عدة، كشفت عن مدى العلاقة الوثيقة بين السيسي وعباس كامل منها، عندما كان "كامل" بمصاحبة الرئيس في الطائرة التي أقلته إلى المحكمة الدستورية، قبل حلف اليمين الدستورية رئيسًا للبلاد، فضلًا عن مصاحبته للسيسي في كل السفريات الخارجية.

نرشح لك


كان عباس كامل عضوًا في الوفد الذي قدم العزاء في الملك السعودي الراحل عبدالله عبد العزيز آل سعود، كما صاحب الرئيس السيسي في زيارته للأردن، ديسمبر 2014، والكويت، يناير 2015.



خلال الأسبوع الماضي، بدأ اسم اللواء عباس كامل يتردد بعد الكشف عن وثيقة أكدت أن مدير مكتب الرئيس شريك مؤسس في مجموعة قنوات "DMC"، المعروفة في الأوساط الصحفية والإعلامية باسم قناة "المخابرات الحربية"، أو تليفزيون الدولة الجديد.



وقالت الوثيقة التي حصل موقع "الخليج الجديد" على نسخة منها:"إن رأس المال التأسيسي لمجموعة قنوات DMC بلغ 30 مليون دولار أمريكي، أي نحو 450 مليون جنيه مصري".



وأضافت الوثيقة:"ويظهر المستند مستخرجًا رسميًا من السجل التجاري رقم 74227، والصادر عن الإدارة العامة للسجل التجاري في القاهرة، متضمنًا أسماء المساهمين في شركة دي ميديا الإعلامية، والتي يصدر عنها مجموعة قنوات DMC".



وتابعت:"تضم قائمة أسماء مجلس الإدارة المشرف على المجموعة، طارق عبد ربه إسماعيل، رئيس مجلس الإدارة، والممثل القانوني للشركة الذي يملك حق التعامل باسمها أمام جميع الجهات والهيئات الحكومية والخاصة، ومحمد عبد الواحد موافي، نائبًا لرئيس مجلس الإدارة.. وأن قائمة الأعضاء أدرجت اللواء عباس مصطفى كامل محمد، مدير مكتب السيسي كعضو مجلس إدارة".


نرشح لك:


عملية تجهيز «العصار» لرئاسة الوزراء على طريقة «أحمد شفيق».. «تقرير»



هذه الوثيقة، كانت بمثابة "القول الفصل" في تأكيد كل ما كُتب عن مجموعة قنوات "DMC"، والتأكيد أيضًا على أنها ستكون من الأذرع الإعلامية التابعة للنظام، أو "مطيته الملاكي" للترويج لإنجازات ومعجزات الرئيس عبد الفتاح السيسي.



منذ الفترة التي تلت الإطاحة بالدكتور محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من الحكم، كانت العديد من الصحف والقنوات تعمل من خلال توجيهات وأوامر تصدر من "جهات سيادية".. أو من "عباس كامل" الذي تحول من ذراع الرئيس عبد الفتاح السيسي "اليُمنى" إلى الرجل الثاني في الدولة الذي يُحرك وسائل الإعلام من "الباطن".



كما يظهر اسمه عند مصادرة كل صحيفة، أو إغلاق كل قناة، بحجة أنه "غير راض عن التوجهات الإعلامية لها".



فخلال السنوات الماضية، تكررت المرات التي يتم فيها مصادرة صحف؛ بسبب "المانشيتات" التي تراها الدوائر الأمنية معارضة ومتعدية لـ"الخطوط الحمراء"؛ ففي عدد الإثنين 11 مايو 2015، تم مصادرة آلاف النسخ من صحيفة "الوطن" اليومية الخاصة؛ بسبب اعتراض جهة سيادية على مانشيت الجريدة "7 أقوى من السيسي".



ولم يجد مجلس تحرير الجريدة حلًا سوى تعديل المانشيت ليصبح "7 أقوى من الإصلاح".



تكرر نفس الأمر مع جريدة "صوت الأمة" في 14 -8 - 2015؛ حيث تم مصادرة عدد الجريدة التي يرأس تحريرها عبد الحليم قنديل، وتم إعادة جمعه وفرم جميع النسخ المطبوعة.

نرشح لك:


حمل العدد الذي تم فرمه عناوين منها: عصابة مبارك: طز في مصر، أحزان الرئيس، تحويل أراضي الدولة إلى كباريهات بالمهندسين، سقوط إمبراطورية منى عبودة شريكة الزند، أشرف العربي يهدد عرش محلب.



ومؤخرًا تكرر هذا السيناريو مع صحيفة "المصرية" الخاصة، والتي رفضت مؤسسة "الأهرام" طباعتها لاحتواء الغلاف على قصيدة زجل تضامنًا مع محمد أبو تريكة، الذي خصصت الصفحة الأولى له بالكامل، وبجانبه قصيدة زجل توضح سبب عدم حضوره لتلقي العزاء في والده، وهي عبارة عن حوار بينه وبين أمه تطلب منه البقاء خارج مصر حتى لو علم أنها ماتت.



"عباس كامل زعل منه".. ردد البعض هذه الجملة بعد إيقاف برنامج الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى على فضائية "القاهرة والناس"؛ لتشير إلى وقوف اللواء عباس كامل وراء اختفاء عدد كبير من الإعلاميين بعد ارتفاع حدة معارضتهم للنظام.



ومن هؤلاء الإعلاميين: عمرو الليثي الذي توقف برنامجه بعد حلقة "سائق التوك"، ورانيا بدوي، التي هاجمت وزيرة الاستثمار السابقة، داليا خورشيد التي تربطها علاقة قوية برجل الأعمال أحمد أبوهشيمة.



ومن الإعلاميين الذين غضب عليهم النظام، واستبعدهم أيضًا: توفيق عكاشة، ويسري فودة، وريم ماجد، وليليان داود، ودينا عبد الرحمن، ومحمود سعد.


نرشح لك:


خطة الحكومة لـ«تنويم المصريين» مغناطيسيًا أمام الشاشات الصغيرة