رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عبد الموجود الدرديري.. رجل «الإخوان» القوي وراء فشل حصار «الجماعة» خارجيًا

عبد الموجود الدرديري
عبد الموجود الدرديري


خلال الأعوام الماضية، اختفى تدريجيًا تأثير الإخوان في مصر، خاصة بعد سفر القيادات للخارج، وخاصة تركيا، واعتقال أعداد كبيرة من الصف الأول والثاني لـ«الجماعة».

وبينما يطفو على السطح الصراع الدائر بين جبهتين إحداهما تنتمي لشباب الجماعة، وأخرى للقيادات التاريخية، بقي شخص بعيد عن كل تلك الصراعات حريص على قوة الجماعة وصلابتها، وأصبح له الدور الأبرز في قيادة علاقاتها مع القوى الكبرى ودوائر صنع القرار واستطاع إنقاذها من الكثير من الأزمات وصناعة ثقل حقيقي لها في مراكز صنع القرار الدولية.


عبد الموجود الدرديري، هو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية للجماعة، والذي اختلف عن غيره بأنه تحول إلى راسم لسياسات «الجماعة»، والذي تمر من خلاله الاتصالات مع الدول المختلفة، ويُعد هو حلقة الوصل الرئيسية بها.


على مدار سنوات، ومنذ تخرجه في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، بجامعة جنوب الوادي عام 1981، رسم «الدرديري» لنفسه طريقا مختلفا وهو الاتجاه لمركز صنع القرار العالمي، ووضع قدما مؤثرة لجماعة الإخوان داخل القوى الأعظم في العالم، فحصل على الماجستير والدكتوراة من جامعة پيتسبرج، بولاية بنسلفانيا الأمريكية عامي 1992 و2000، ثم عمل مدرسا مساعدا بجامعة پيتسبرج، وأستاذ الحضارة بجامعة متروپوليتان بالولايات المتحدة الأمريكية، ويقوم حاليا بالتدريس في عدد كبير من الجامعات الأمريكية على مدار أكثر من 18 عامًا، فضلا عن إجادته الإنجليزية بطلاقة وإجادته للخطابة والقدرة على كسب المناظرات السياسية بتلك اللغة بلهجاتها المختلفة.


أقام في أمريكا وحصل على جنسيتها، وساعدته «الجماعة» على التواصل مع جميع المراكز الإسلامية في أمريكا، ورأس بعضها مثل المركز الثقافي الإسلامي بمدينة پيتسبرج، وارتبط بعلاقات وثيقة مع جميع المراكز الإسلامية، واستطاع اجتذاب ولائها للجماعة.


استغل «الدرديري» المناخ الذي وفره تولي أوباما للحكم في 2009، ورغبته في الانفتاح على الحركات الإسلامية، واستطاع تكوين شبكة علاقات واسعة مع أعضاء الكونجرس والسياسيين البارزين في أمريكا، وبعد تولي "مرسي" الحكم رسميا أصبح هو المسئول عن تلك العلاقات من وراء الستار.


بعد الإطاحة بمرسي استغل الدرديري تلك العلاقات التي اتسعت لتشمل قيادات في البيت الأبيض والصحف ووسائل الإعلام الأبرز في أمريكا ونجح في توصيل الصورة الذهنية عن أن ما جرى في مصر في 3 يوليو 2013 هو انقلاب عسكري، وهو ما ترسخ في السياسة التحريرية لجميع وسائل الإعلام الأمريكية حتى الآن.


زيارات السيسي إلى أمريكا كانت فرصة ذهبية للدرديري الذي يتواصل مع رموز المجتمع الأمريكي لإعادة فتح القضية المصرية، فضلا عن رعاية الاحتجاجات الشعبية ضده، وهو ما تكرر في زيارتي السيسي لأمريكا.


ورغم تولي ترامب المعارض لجماعة الإخوان رئاسة الولايات المتحدة إلا أن الدرديري استطاع تشكيل شبكة علاقات قوية في مفاصل الدولة والمؤسسات الأمريكية تحول دون الإضرار بالجماعة ومصالحها، وأصبح هو منسق الجماعة لدى المنظمات الغربية والمسئول عن إجراء المقابلات مع الصحف الأجنبية، وإدارة ملف العلاقات الخارجية للتنظيم الدولى، في دول أوروبا.


وتجمعه علاقات صداقة قوية مع عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي، وارتبط بعلاقة وثيقة مع "هوما عابدين"، وكيلة أعمال المرشحة الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، كما يرتبط  بعلاقة وثيقة مع كيث إليسون، أول مسلم ينتخب في مجلس النواب الأمريكي، وأبرز قيادات الحزب الديمقراطي.


ويستغل «الدرديري» تلك العلاقات المتشعبة في الدفاع عن «الجماعة»، وتوجيه السهام ضد «السيسي»، وإفشال كل جهوده لحصار الإخوان في الخارج، فضلا عن تشكيل رأي عام ضاغط ضد سياساته، ما يجعل صورته في أمريكا تبدو سيئة مهما حاول من جهود لإصلاحها.