رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حملة توقيعات لإجبار «الطيب» على تكفير تنظيم «داعش»

الطيب - أرشيفية
الطيب - أرشيفية


توالت ردود الفعل الغاضبة على عمليات تهجير الأقباط من العريش؛ بسبب تهديدات تنظيم «داعش» الذي يستهدف أمن الأسر المسيحية في العريش، وعادت من جديد قضية ضرورة تكفير هذا التنظيم.

ويجمع حاليًا مجموعة من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، والوعاظ، توقيعات؛ لتقديمها لمشيخة الأزهر تطالب الدكتور أحمد الطيب، بعقد جلسة طارئة لهيئة كبار العلماء، لإصدار فتوى تدعو لتكفير هذا التنظيم.


المطالب بتكفير «داعش» بدأت تخرج أيضًا من جانب بعض أعضاء مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء، ووفقًا لتأكيدات مصادر بمشيخة الأزهر، فإن ملف تجاوزات التنظيمات الإرهابية كان محور حديث لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإمام الأكبر مؤخرًا داخل رئاسة الجمهورية، وناقش الرئيس أسباب رفض الأزهر تكفير «داعش»، وضرورة العدول عن هذا الرفض، لأن ذلك سيمثل صدمة لدى التنظيم، ويزيل حالة الغضب الغربي تجاه الإسلام، والتبرأ من أفعال هؤلاء لا يكون بالكلام فقط بل لأبد.


وأضافت المصادر، أن الإمام الأكبر فور عودته من رئاسة الجمهورية ولقاء السيسي، حول ملف تكفير «داعش» للجنة البحوث الفقهية بهيئة كبار العلماء؛ لإعداد تقرير شرعي، على أن يعرض في أقرب وقت على هيئة كبار العلماء؛ لاتخاذ الموقف الرسمي من التنظيم.


وقد أعلن مشايخ الطرق الصوفية في مصر تنظيم حملة لمطالبة الأزهر بتكفير «داعش» عقب استهداف الأقباط في العريش، ومن قبلها الانفجارات الأخيرة بالقرب من المسجد النبوي.


وفي 11 من ديسمبر 2014م، أصدر الأزهر بيانًا رفض فيه تكفير تنظيم داعش، وأوضح أن أفعال هؤلاء ليست أفعال أهل الإسلام، بل هي أفعال لا تصدر من مسلمين”، وفي 31 من ديسمبر 2014م، خلال لقائه برؤساء تحرير صحف مصريّة، أكّد شيخ الأزهر أحمد الطيب أنه من الممكن قطع أيدي عناصر داعش وأرجلهم أو صلبهم وهذه حدود الله في الخوارج، ولكن لا يجوز تكفيرهم، وهذا الموقف تسبب في ضجّة كبيرة عندما تكرّر في بيان صدر بعد إعدام الطيّار الأردني معاذ الكساسبة، وصف فيه عناصر داعش بأنهم بغاة، ومفسدون في الأرض، ويحاربون الله ورسوله.


وفي 3 من ديسمبر 2015م، أصدر الأزهر بيانًا تعقيبًا على حديث الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من عدم استطاعته تكفير داعش، أن الإمام الأكبر أكد مرارًا أن "داعش" بغاةٌ مُحارِبون لله ورسوله ومفسدون في الأرض، ويجب على ولاة الأمور قتالهم ودحرهم وتخليص العالم من شرورهم، وحكم الشرع فيهم محددٌ في القرآن الكريم.


وأضاف البيان أن شيخ الأزهر كشف أن هؤلاء يزعمون ويدّعون زورًا وبهتانًا أنهم يحكمون بما أنزل الله ويكفِّرون الحكام والشعوب ويسعون في الأرض فسادًا، وهؤلاء حكمهم الشرعيّ حدّده الله في قوله تعالى: {إنما جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا}، ولذلك فجزاؤهم حدّده القرآن بالقتل في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة.


في السياق ذاته تمسك الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، بموقفه المعلن من قبل بتكفير داعش، ومن يتبعه خارجون عن الملة، مشيرا إلى أن هناك الدلائل من القرآن والسنة المحمدية التي تؤكد كفر تلك الجماعة الإرهابية، مستشهدًا بحديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، "سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة"، وذكر الله تعالى في سورة النحل: "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. متاع قليل ولهم عذاب أليم".


وقال «كريمة»، إن الـ«دواعش» استحلوا الدماء والعرض واسترقوا الأحرار وفرضوا الجزية، كل ذلك يؤكد أن التنظيم جماعة مرتدة وخارجة عن صحيح الإسلام، مطالبا الأزهر الشريف بمراجعة نفسه مرة أخرى وتكفير داعش خاصة بعد وصول فجره للمقدسات الإسلامية في السعودية.


كما أعلن الشيخ محمود شعلان، عضو ائتلاف أئمة الأوقاف، تبني الائتلاف تنظيم حملات شعبية ودينية تطالب الأزهر باعتبار «داعش» ومن على أمثلته تنظيمات كافرة مرتدة عن دين الإسلام، يجب على جميع المسلمين في بقاع الأرض إعلان الجهاد ضدهم، حيث لا يمكن السكوت عما تفعله تلك الجماعات بعدما وصل فجرهم إلى قتل المصلين بالمسجد النبوي الشريف.


وقال الدكتور عبد الغني سعد، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن تنظيم داعش خالف ثوابت الإسلام، حيث استحل ارتكاب الحرام الذي نهى عنه الإسلام، وبالتالي فإن الحكم الشرعي تجاه هذا التنظيم هو خروجه من ملة الإسلام.