رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

صفوت مسلم: مليار جنيه خسائر مصر للطيران بعد «التعويم».. والشركة لا تدفع «تعويضات»

صفوت مسلم - أرشيفية
صفوت مسلم - أرشيفية


لا نضغط على الدولة.. ونعتمد على أنفسنا فى تسديد ديوننا


الوضع السياسى فى دول المنطقة أثر بصورة سلبية على الشركة



الاتحاد الدولى للنقل الجوى يضع عدد ساعات العمل



نحن أقل شركة على مر التاريخ فى «حوادث الطيران»



أسطولنا سيصل لـ 90 طائرة فى 2020 بسبب تأثر خطتنا بالقرارات الاقتصادية



قال صفوت مسلم، رئيس الشركة القابضة لـ«مصر للطيران»، إن الشركة تكبدت خسائر بعد القرار الخاص بـ«تعويم الجنيه»، منوهًا إلى أن هذه الخسائر وصلت إلى مليار جنيه، مشيرًا إلى أنه لابد من تحمل الآثار الجانبية لهذا القرار.


وأضاف «مسلم»، أن شركة مصر للطيران تعتمد على نفسها في سداد ديونها، ولا تضغط على الدولة للحصول على الدعم؛ لأن الدعم يفشل أي منظومة في العالم، وإلى نص الحوار:


ما رأيك في قرار تعويم الجنيه وتأثيره على مصر للطيران؟

قرار تعويم الجنيه «صح» بالنسبة للدولة، ولكن كان له تأثير على مصر للطيران، وأي علاج للأزمة لابد أن يكون له أعراض جانبية، والأرقام ليست مؤشرًا لنجاح الإدارة، أو فشلها، ونسبة الخسائر التي تكبدتها مصر للطيران بعد قرار «التعويم» وصلت إلى مليار جنيه؛ نظرًا لوجود حجوزات قديمة لفترات بعد «التعويم»، وتم الحجز حينها على سعر الدولار، وبالطبع تحملت الشركة فرق السعر.


ما الدعم الذي تقدمه الدولة لشركة مصر للطيران؟

الدعم يفشل أي منظومة في العالم أجمع، ونحن في شركة «مصر للطيران» نعتمد على أنفسنا، وديوننا نسددها بأنفسنا حتى لو تراكمت علينا، دون الضغط على الدولة، طالما نستطيع ذلك، ولهذا الأمر أسسنا شركات أخرى غير «مصر للطيران»، من ضمنها الأسواق الحرة، والصناعات المكملة، وشركة الشحن الجوي، ولكن لا أستطيع طلب دعم الدولة بسبب فارق العملة، وهناك فرق بين المساندة والدعم، ونحن ندعم موقف مصر السياسي، دون تقديم أموال من الشركة.


كيف تستطيع مواجهة الخسائر التي تكبدتها الشركة بعد المطالبات بتسيير خطوط في دول إفريقية بدون جدوى؟

لا يوجد أي خطاب أرسل لنا من أي جهة يطالبنا بتسيير رحلات جوية لأي دولة، وبالفعل توجد خطوط بـ«تخسرنا»، ومن الممكن إيقافها، ولكن نحن ننظر للمستقبل، ومصر للطيران ترى أن مستقبلنا داخل إفريقيا، خاصة أن هناك منافسة عليها من أوروبا وأمريكا، ووجودنا في «القارة السمراء» يساعدنا على البقاء فيها مستقبلًا، خاصة أن الأفارقة يحبون المصريين.


حب الأفارقة للمصريين ألا يمنعهم من التخوف من ظاهرة سقوط الطائرات واختطافها؟

الاختطاف كان إيجابيًا بالنسبة لمصر للطيران، والحادث الأخير لم يكن سببه وجود أسلحة على الطائرة، ولكن كان هذا التهديد بالأسلحة «وهميًا» وبالرغم من ذلك تعاملنا معه بحرص حفاظًا على سلامة ركاب «مصر للطيران».


ماذا عن مصر للطيران بعد سقوط طائرتها في البحر الأبيض المتوسط؟

مصر للطيران أقل شركة على مر التاريخ في حوادث الطيران، وفي تاريخنا سقطت طائرتان فقط، هما رحلة باريس، ورحلة الولايات المتحدة الأمريكية، والشركة تحقق في هذه الوقائع، ومصر للطيران تحقق 75000 «طلعة» في العام، وهذا يدل أن معدل الأمان عال جدًا، كما أن نظرة المسافر تختلف عن نظرتنا نحن الداخلية، وبعد سقوط طائرة مصر للطيران في البحر المتوسط «التشغيل» لم يتأثر، وزاد حب المسافرين للشركة الحاصلة على كل شهادات الأمن والسلامة الجوية.


لماذا لم تتعامل مع فرنسا بالمثل بعد حادث طائرة مصر للطيران ووجود شبهة بتورط مطار شارل ديجول؟

لأننا نفكر بالطريقة الصحيحة العلمية، وأنا لم أشك في المطار وأمر طبيعي بعد الحادث أن يقوم المطار بالتحقيق مع جميع الموظفين الذين تعاملوا مع الطائرة قبل الإقلاع من المطار، وحتى اليوم لا توجد أي نتائج وحوادث الطائرات كثيرة.


من الذي دفع تعويضات لأهالي ضحايا طائرة مصر للطيران؟

مصر للطيران لا تدفع تعويضات، ولكن يوجد تأمين على جميع الطائرات، وأطقمها والركاب وشركة التأمين هي التي دفعت التعويضات، وتوجد وثيقة إضافية على طاقم الطائرة، وأعتقد الأهالي عند صرف هذه الوثيقة أنه ليس لهم حق في التأمين العادي، أو «هيفقدوا» أي حق لهم، ولكن هذا غير صحيح، ونحن لا نتحدث عن ملف الحادثة، وتم إحالة الملف للنيابة العامة، وتم تسليم الجثامين.


ما آخر التطورات في حادث طائرة بوينج بمطار أديس أبابا؟

ما حدث للطائرة هو أن الهبوط كان ثقيلًا بسبب تغيير زاوية الطائرة، ولكن الحمد لله لم يحدث مكروه لأي شخص، وهناك طائرات حدث لها هذا الأمر، فاشتعلت، وتوفي أشخاص على متنها، فضلًا عن وجود حالة من الخوف الشديد، ولكن «كابتن» طائرة البوينج استطاع الهبوط ولم يشعر أحد الركاب بأي شيء والخسائر كلها «مادية».


من المتسبب في هذا الخطأ؟

لا أستطيع اتهام أي شخص حاليًا، أو أقول إنه خطأ طيار، أو خطأ برج مراقبة، وإثيوبيا لا تزال تحقق في الأمر، ومن المقرر إرسال التقرير فور انتهاء التحقيق، والتحقيقات ليس هدفها إدانة شخص، و«كابتن» الطائرة ليس «مبتدئ»، ولكن الهدف من هذه التحقيقات هو معرفة طبيعة الخطأ الذي حدث حتى لا يتكرر مرة أخرى، والطائرة يتم إصلاحها في إثيوبيا بواسطة شركة «بوينج».


ما حجم الخسائر التي تكبدتها مصر للطيران بسبب إغلاق تأشيرات العمرة؟

لم يتخيل أحد أن قرار العمرة سيخرج، خاصة مع وجود شركات طيران خاصة كانت تعمل على العمرة أغلقت نهائيًا، ونحن في «مصر للطيران» لا نستطيع الإغلاق، ولكي أفتح خطوطًا أخرى لتعويض الخسائر، فإن هذا الأمر يستغرق وقتًا طويلًا يحتاج لموافقة الحكومة، وحاليا تم وضع ضوابط لموسم العمرة من قبل وزارة السياحة.


ما حجم المنافسة بين مصر للطيران والطيران الخاص؟

أنا لم أنافس طيرانًا خاصًا؛ لأنني لا أعمل على «نقطة نقطة»، ولكن على شبكة متكاملة، الطيران الخاص هو الذي يحاول المنافسة، ولم ينجح في ذلك مع أي شركة وطنية وشركات الطيران الخاصة في مصر تملك من 3 إلى 5 طائرات، واظن المنافسة صعبة مع كيانًا كبيرًا مثل شركتنا.


ولكن أريد أن أقول إن الشركات الخاصة «تنجح» لأن عدد العمالة فيها قليل، ولكن مصر للطيران فيها عدد عمالة كبير جدا، ولابد أن الكل يعلم أننا شركة وطنية، وعندما نقارنها لابد أن نقارنها بنظيرتها في إيطاليا والسودان ونيجيريا؛ ومصر للطيران «رقم واحد».


لماذا خسرت مصر للطيران رعاية المنتخب في بطولة أمم إفريقيا بالجابون؟

مصر للطيران لديها التزامات كثيرة، ونمر بحالة اقتصادية صعبة، والاتحاد المصري لكرة القدم طلب مبلغًا كبيرًا؛ بل بشكل مبالغ فيه، فلم نستطع الحصول على رعاية المنتخب، ولا يوجد شخص في العالم لا يعرف «مصر للطيران» وتاريخنا طويل مع المنتخب.


كما أن هناك شركات أخرى، تحتاج الفوز برعاية المنتخب وكأس السوبر حتي تروج لنفسها، ونحن ندعم اقتصاد مصر والمشجعون تم نقلهم على متن رحلات الشركة، ولا يوجد أحد استطاع نقل المشجعين طيران لمدة 11 ساعة غير شركتنا.


لماذا تتعرض مصر للطيران دائمًا للانتقادات من أبنائها؟

نظرًا لحبهم لها، ولأنهم يريدون نجاح الشركة، ونحن ننظر لجميع الشكاوى بعين الاعتبار، وجميع المشكلات التي يرونها، نحن نراها، وبعضهم تتم إحالته للتحقيق نظرًا للإساءة بسمعة الشركة، وأنا مكتبي مفتوح لجميع العاملين، وأستمع لهم، ويوجد أفراد انضموا للشركة، ونحن لسنا بحاجة لهم،


الشركة يوجد فيها 31.000 موظف هل مصر للطيران في حاجة لكل هذا العدد من الموظفين؟

لا.. وهذا ما يجعلنا نرجع للخلف، فيوجد 31.000 موظف وجميعهم معينون على عدد طائرات قليل، وأنا  بين أمرين: «أمشي الموظفين أو أجيب طائرات ليعملوا عليها»، ولكن مصر للطيران بصدد زيادة أسطولها، وأنا ملتزم بقوانين الدولة، وأعمل على حل المشكلات دون ظهور أخرى، ولا أستطيع الاستغناء عن أي موظف في الشركة فهم العمود الفقري لها.


ماذا عن صفقة طائرات البوينج الجديدة؟

كل 6 أسابيع تدخل طائرة جديدة، ومجموع الطائرات 9، ومن المقرر تكثيف تشغيل مصر للطيران وفتح الوجهات الجديدة ليس سهلًا والأفضل أن نقوم بتكثيف تشغيل الخطوط.


لماذا لم توجه الشركة أسطولها لوجهات عمل جديدة؟

كل شركة لها إستراتيجيتها، ومكان مصر هو الذي يحدد لها وجهاتها التي تستهدفها، والطائرات «البوينج الجديدة» تستطيع الطيران لمدة 6 ساعات ونصف الساعة، ومصر للطيران تسافر بطريقة مباشرة لكل من أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، وأنا لست بحاجة لطائرات كبيرة في الوقت الحالي.


كما يوجد أسطول لـ«طائرات كبيرة» موجه لنيويورك واليابان.


ما المعوقات التي واجهتها الشركة أثناء وضع إستراتجيتها؟

مشكلات تتعلق بدول الجوار التي أثرت علينا، مثل ليبيا وسوريا واليمن والسودان، ووضع المنطقة العربية الملتهبة في الوقت الحالي، أثر على مصر للطيران؛ لأنه لا يوجد رحلات لهذه الدول، والمسافر الأجنبي في الخارج، ينظر للمنطقة على أنها منطقة واحدة؛ ولوجود مشاكل بها، يتم تأجيل الزيارات لمصر، كما أن الشركة تأثرت بقوانين العمل.


ماذا عن استراتيجية الشركة الموضوعة حتى 2025؟

الخطة التي وضعت لمصر للطيران لم أضعها بمفردي، وتتضمن الإستراتيجية تطويرها أسطول الشركة، وهو الأمر الذي يتطلب زيادة أعمال الصيانة، وزيادة الخدمات الأرضية.


ماذا عن الأسواق الحرة بعد قرار التعويم؟

«التعويم» كان في صالح الأسواق الحرة، والقرار كان ضروريًا للدولة، وستستفيد منه بشكل كبير، ولكن هناك بالطبع أعراض جانبية لهذا القرار،

وفي الربع الأول من العام، حققت الشركة القابضة لمصر للطيران أرباحًا وصلت لنصف مليار جنيه، والربع الثاني سيكون فيه خسائر كبيرة نتيجة الفرق في صرف العملة، وكل القروض القديمة الخاصة بالطائرات القديمة جميعها بـ«الدولار»، وستتضاعف نظرًا لقرار «التعويم»، وهذا يوضع خسائر على الورق، وهو الأمر الذي نحاول وضع حلول له.



كيف تواجهون شكاوى ومشكلات طياري الشركة؟

الاتحاد الدولي للنقل الجوي هو الذي يحدد عدد ساعات عمل الطيارين، والطيار لا يستطيع أن يعمل بعدد ساعات أكثر من الساعات المخصصة له، ولو خالف ذلك، يتم إيقافه من قبل سلطة الطيران المدني، فلا يستطيع طيار الشكوى من هذا الأمر؛ لأنه لا دخل لنا به.


كما أن الشركة لا تستطيع دفع مرتبات مثلما يحدث في دول الخليج، ونحاول قدر الإمكان أن نوازن بين الأمور من خلال زيادة من 10% إلى 12%، وذلك بحسب تحسن أوضاع الشركة، ونحن لا ندخل مع طياري الشركة في صدامات، فهم على قدر المسئولية، كما أن نسب الزيادة تُطبق على مضيفي ومضيفات الشركة.


كم عدد الطائرات التي تم تكهينها في أسطول مصر للطيران؟

«التكهين» وبيع الطائرات أمر مجدول ومعروف منذ زمن، ومعلوم مدة صلاحيات الطائرات، وخرجت 11 طائرة من الأسطول، وتوجد هيئة من أوروبا تقيم هذه الطائرات على حالتها، وتحدد أسعارًا لبيعها على أساس حالة المحركات، والجسم، وكل شخص يشتري الطائرة على «مزاجه»، خاصة أن هناك مخزى من وراء هذا الأمر، فبعضهم يريد الاستفادة من «الموتور»، وآخرين يقوم بإصلاح الطائرة وتشغيلها مرة ثانية، والجمعية العامة الخاصة بالشركة هي التي تبيع هذه الطائرات، بينما تقتصر مهمتي على إنهاء الإجراءات فقط.


ماذا عن شركة سيبر المسئولة عن تطوير مصر للطيران؟

منظومة الطيران مثلها مثل أي كائن حي، كل فترة تقيم أداءها، ووضعها، و«سيبر» متخصصة في التسويق، وهي شركة استشارية عالمية، وضعت خطتها وطالبت بزيادة عدد أسطول مصر للطيران؛ لأنها ترى أن أسطولنا قليل.


وهدف هذه الشركة هو خدمة «نقط» بكثافة أعلى وفتح نقاط جديدة، وتم وضع خطتين، خطة لو اتبعناها فمن المقرر أن نكون أفضل شركة.


أما الخطة الأخرى فهي للحفاظ على وضعنا الحالي، والخطتان موجودتان، وكل 5 سنوات نستعين باستشاريين لتقييم تجربة الشركة.


و«سيبر» حصلت على مبلغ قليل لا يقارن بحجم العمل مع مصر للطيران، وأنا يهمني النتائج وفي 2021 كان مقررًا أن يصل أسطول الشركة لـ 105 طائرات، حسب التوصيات، ولكن بعد «التعويم» فمن الممكن أن نصل لـ 90 طائرة في 2020، وحاليًا يوجد 64 طائرة.