رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«ترامب» يدق طبول حرب عالمية جديدة.. (تقرير)

بوتين وروحاني وترامب
بوتين وروحاني وترامب - أرشيفية


الصين وإيران وكوريا الشمالية في مرمى نيران القوات الأمريكية.


نهب نفط العراق وأموال الخليج طريقه لتقوية اقتصاد واشنطن.


تقسيم العالم بينه وبين الدب الروسي على حساب القارة العجوز.



"أمريكا أولًا، وسنجعل أمريكا عظيمة من جديد، وعودة أمريكا لقيادة العالم"، كلها شعارات رفعها الرئيس دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية، وفي مراسم حفل تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة.


كما توعد «ترامب» الصين وكوريا الشمالية وإيران بالثبور وعظائم الأمور، في الوقت نفسه أعلن احترامه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس عبد الفتاح السيسي، ولإسرائيل.


كما تعهد بالحصول على نفط العراق وأموال الخليج مقابل توفير الحماية لهم، وأعلن عن منعه المسلمين من دخول أمريكا.


وبعد وصوله للبيت الأبيض، أصدر «ترامب» عددًا من القرارات التنفيذية ترجمت لوعوده الانتخابية، منها إنشاء سور بين أمريكا والمكسيك، وحظر دخول مواطني 7 دول إسلامية من دخول أمريكا، كما صعد من لهجته العدائية تجاه إيران وكوريا الشمالية والصين.


والسؤال المطروح الآن: هل ستؤدي سياسة الرئيس الأمريكي إلى نشوب حرب عالمية جديدة، وهل سوف تدخل أمريكا في حرب مع إيران وكوريا الشمالية والصين، وهل سيغير ترامب من السياسات الأمريكية تجاه روسيا على حساب العلاقات مع أوروبا، وهل سوف يحقق المصالح الإسرائيلية على حساب المصالح العربية، وهل نحن بصدد رسم خريطة جديدة للعالم في عهد «ترامب».


العلاقة مع روسيا

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن العلاقات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودونالد ترامب جيدة وتتجاوز العلاقة المتوترة بين بلديهما، فبوتين هو قائد قوة عظمى شهدت تراجعا وهي تحاول إعادة فرض نفسها عسكريا، وترامب يريد "جعل أميركا بلدا عظيما مرة أخرى".


وذكرت الصحيفة أن «بوتين» أغدق في مؤتمره الصحفي السنوي بعبارات الثناء المنمقة على «ترامب»، ووصفه بأنه «رجل لامع جدا وموهوب». 

  

الصين

ونقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن ستيف بانون، كبير مستشاري «ترامب»، قوله: «إن بلاده مقبلة على حرب مع الصين في بحر الصين الجنوبي، كما قال  لشبكة «بريت بارت» الإخبارية الأمريكية، إن الولايات المتحدة ستدخل في حرب مع الصين خلال السنوات العشر القادمة، إضافة إلى حرب كبرى في الشرق الأوسط.


وكانت صحيفة «التايمز» البريطانية، قالت أيضًا في 20 يناير الماضي، إن هناك دولا على رأسها الصين تتطلع لأخذ القيادة العالمية من الولايات المتحدة؛ بسبب مواقف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الرافضة للعولمة، واتفاقيات التجارة الحرة، ورفعه شعار «أمريكا أولا».


ونقلت صحيفة «الجارديان»، أن القوات المسلحة الصينية حذرت يوم تنصيب «ترامب» من إمكانية نشوب حرب بين البلدين، وكتب أحد مسئوليها على الموقع الإلكتروني للجيش الشعبي أن «حربًا ستنشب خلال فترة رئاسة ترامب، وأن اندلاع الحرب ليس مجرد شعار اليوم.. بل واقعا فعليًا».


إيران                                  

تعهد «ترامب» أثناء حملته الانتخابية بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وبعد وصوله للحكم توترت العلاقة بين أمريكا وإيران بشكل كبير، حيث قامت واشنطن بفرض عقوبات جديدة ضد إيران تستهدف 12 كيانا و13 فردا، كما منعت المواطنين الإيرانيين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن "طهران تلعب بالنار"، مشيرا إلى أن الإيرانيين لا يقدرون كم كان باراك أوباما طيبا معهم، مؤكدا أنه لن يكون مثله، مؤكدا أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة بما فيها توجيه ضربة عسكرية.


وقال «ترامب» في تغريدة له: «إيران تمد نفوذها إلى البلد الذي كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أنفقت عليه 3 تريليونات دولار في إشارة الى العراق».


لكن إيران ردت على تهديدات الولايات المتحدة بقوة، حيث منعت دخول مواطني الولايات المتحدة لأراضيها، وأطلق الحرس الثوري الإيراني مناورات تحت اسم «المدافعون عن سماء الولاية»، باستخدام مختلف أنواع المنظومات الرادارية والصاروخية ومراكز القيادة والتحكم والحرب الإلكترونية.


كوريا الشمالية

وفيما يخص كوريا الشمالية، قال «ترامب»، في تغريدة على موقع «تويتر»، إن «كوريا الشمالية أكدت أنها في المراحل الأخيرة من تطوير سلاح نووي قادر على بلوغ الأراضي الأميركية.. هذا لن يحصل».


كما حذر وزير الدفاع الأمريكي «جيمس ماتيس» من أن أي هجوم نووي لكوريا الشمالية على الولايات المتحدة، أو أحد حلفائها سيقابل بـ«رد فعال وساحق».


أوروبا

تسبب فوز «ترامب» المفاجئ بصدمة في أوروبا التي تخشى من أن ينفذ الرئيس المنتخب وعده بوضع «أميركا أولًا»، ما يؤدي إلى خفض العلاقات بين واشنطن وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، بعد أن كانت أوروبا أكبر حليف للولايات المتحدة في مواجهة روسيا.


والتوتر في العلاقات الأمريكية الأوروبية في عهد «ترامب» بدأ منذ الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الجديد، حيث انتقد بشدة حلف الناتو، وتعهد بإعادة النظر في التزامات الولايات المتحدة في إطار حلف شمال الأطلسي، إذا لم تزد الدول الأعضاء الأخرى في الناتو نفقاتها الدفاعية إلى 2% من الناتج الداخلي، كما كان الحال فيما سبق،  كما أكد أن حلف شمال الأطلسي "منظمة هامة لكن الزمن عفى عليها".


ويرى مراقبون أن أحد أبرز المخاوف التي تواجهها أوروبا، تتمثل في أن إدارة ترامب ستعمل جاهدة على تعزيز العلاقات مع روسيا ومحاولة إضعاف مكانة منظمة حلف شمال الأطلسي، إضافة إلى تهديد الإدارة الأمريكية الجديدة بفرض تدابير تجارية حمائية، مما سيوجه ضربة قوية للاقتصاد القائم على الصادرات الأوروبية.


إسرائيل

تعد إسرائيل المستفيد الأكبر في العالم من فوز «ترامب» برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فأثناء حملته الانتخابية وعد ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس، معتبرا أن القدس عاصمة إسرائيل الأبدية، كما انتقد بشدة قرار مجلس الأمن الذي أدان الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وحث إسرائيل على التماسك أمام الموقف الدولي تجاه المستوطنات حتى يتولى مهام منصبه رسميا.


وأعلن «ترامب» أنه سيعارض أي محاولة من الأمم المتحدة لـ«فرض إرادتها» على إسرائيل، متهما المنظمة الأممية بأنها ليست صديقة لتل أبيب، كما تعهد بتقوية التحالف الأمريكي الإسرائيلي، كما أكد ترامب أثناء حملته الانتخابية أنه ربما يكون من المتعذر التوصل إلى اتفاق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، كما أعلن ترامب التزامه بحماية أمن إسرائيل.


العرب

بالنسبة للعراق، فقد أكد الرئيس الأمريكي، أنه كان على بلاده "أن تأخذ النفط" في العراق عام 2003، مشيرًا إلى أنها "لو فعلت ذلك وقتها" لما ظهر تنظيم "الدولة الإسلامية داعش" متابعًا: "ربما ستكون هناك فرصة أخرى"، كما اتهم الرئيس الأمريكي إيران بفرض سيطرتها على العراق الذي أنفقت واشنطن عليه ثلاثة تريليونات دولار، وقال الرئيس الأميركي إن العراق كان يمتلك قوة تساوي إيران، إلا أن أميركا أخطأت حينما دخلت العراق، ثم سلمته لإيران، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية كان عليها أن تبقى هناك وتسيطر على النفط العراقي.


وبالنسبة لمصر، فقبل بدء الحملات الانتخابية في أمريكا، كان يضمر ترامب إعجابا بالرئيس عبد الفتاح السيسي ويشيد بدوره في قتال الإرهاب في المنطقة.


وخلال لقاء للرئيس عبد الفتاح السيسي بترامب في نيويورك نهاية سبتمبر الماضي، أكد السيسي أن ترامب سيكون قائدًا قويا للولايات المتحدة الأمريكية، وردا على ذلك، أكد ترامب أنه حظي باجتماع مع رجل رائع، قائلا:" لقد التقينا لفترة طويلة في الواقع، وقد كان بيننا كيمياء ومشاعر جيدة".


كما أشاد ترامب بسياسة السيسي في السيطرة على مصر، معربا عن دعمه لحرب مصر ضد الإرهاب، ومؤكدا أنه خلال حكمه ستصبح أمريكا صديقا مخلصا وليس فقط حليفًا يمكن أن تعتمد عليه مصر في الأيام المقبلة.


بالنسبة لسوريا، يرى ترامب أن  حل الأزمة السورية لن يكون إلا بالتحالف مع روسيا والأسد، معتبرًا أن المشكلة الكبيرة في سوريا ليست متمثلة بالأسد، بل بتنظيم داعش، وأثناء حملته الانتخابية حذر ترامب من أن استهداف بلاده النظام السوري أو دعمها المعارضة السورية المسلحة قد ينتهي بمواجهة روسيا، وقال ترامب إن خطة السياسة الخارجية لمنافسته هيلاري كلينتون بشأن سوريا ستؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة، معربا عن اعتقاده بأن على الولايات المتحدة التركيز على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية بدلا من محاولة إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن منصبه، كما أعلن ترامب عزمه اقامة مناطق آمنة للسوريين في سوريا يتم تمويلها من جانب دول الخليج.


بالنسبة لليمن، أكدت مجلة "فورين بوليسي"، الأمريكية، أن وكلاء إيران في اليمن (الحوثيون)، أصبحوا في مرمى استهداف أمريكا، مشيرة إلى أن إدارة دونالد ترامب، وضعت نصب عينيها طموحات إيران في المنطقة.


وأضافت الصحيفة أن مساعدي الرئيس دونالد ترامب يرون أن اليمن أصبحت ساحة معركة مهمة بالنسبة للولايات المتحدة لمواجهة إيران وكسر مع ما يعتبرونه فشل الإدارة السابقة لمواجهة نفوذ طهران المتنامي في المنطقة.


بالنسبة لدول الخليج، فأثناء حملته الانتخابية هاجم ترامب، دول الخليج العربي، قائلا: «إنه سيزور دول الخليج العربي التي لا تقوم بالكثير، دول الخليج لا تملك أي شيء، لكنها تملك الأموال.. سأجعلهم يدفعون الأموال»، مضيفا أن «لدينا دين عام يقدر بـ19 تريليون دولار، ولن ندفع أموالا عن هذا، ولا تنسوا دول الخليج، من دوننا ليس لها وجود"، كما تطاول ترامب، على المملكة العربية السعودية، بقوله: لا أعتقد أن السعودية تستطيع البقاء إذا لم تقم الولايات المتحدة بدورها في حماية المملكة، وقال ترامب "نحن ندافع عن الجميع، هم يأتون إلى الولايات المتحدة، ونحن سندافع عنهم، وهم يريدون ذلك دون مقابل، متعهدا بأنه سيجعل دول الخليج العربي تدفع أموالا مقابل تقديم الحماية الامريكية لها.    

                                                                  

كما توقع العلماء من خلال «ساعة القيامة» الرمزية التي استحدثت منتصف القرن الماضي أن نهاية العالم تقترب على يد ترامب، حيث تشير الساعة الى اقتراب حلول كارثة كبرى على كوكب الارض، وقال العلماء إن مجرد وصول ترامب الى البيت الابيض مسئول عن تقديم الساعة ثلاثين ثانية.


ويقول الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن عدم خبرة ترامب السياسية باعتبار أنه رجل أعمال دخل عالم السياسة وأصبح رئيسا منتخبا لأكبر دولة في العالم، جعلته يشعل الحرائق في أماكن كثير جدا، سواء مع كوريا الشمالية أو إيران أو الصين، لكنه لا يستطيع أن يواجه كل هذه الدول مجتمعة، لاسيما أنه يواجه بمعارضة شديدة في الداخل الأمريكي والعالم، مشيرا إلى أن ترامب بتصريحاته الرنانة سوف يخسر العالم، وبالتالي عليه أن يغير من سياساته ومن لهجته حتى يحقق الأمن والاستقرار لأمريكا والعالم.


وأضاف «اللاوندي» أنه يتوقع رسم خريطة جديدة للعالم إذا ما استمر الرئيس الأمريكي على سياساته الحالية، مشيرا إلى أن حبه الكبير لإسرائيل واليهود سيكون على حساب الدول العربية والقضية الفلسطينية.