رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خطة «برلمان الإخوان» لسحب الشرعية الدولية من مجلس «على عبد العال»

علي عبد العال - أرشيفية
علي عبد العال - أرشيفية


في شهر ديسمبر 2014، أعلن 50 من البرلمانيين السابقين في مجلسي الشعب والشورى 2012، أغلبهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين عن تدشين ما أسموه «البرلمان الشرعي»، والذي عرف باسم البرلمان المصري في الخارج، وقرروا إعادة جلسات البرلمان للعمل، وأن تكون إسطنبول مقره المؤقت لحين العودة لمصر.

جمع هذا الكيان السياسي عددا من الشخصيات البرلمانية السابقة، منهم: جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان، ويشغل منصب رئيس البرلمان، وعمرو دراج، قيادي بالإخوان، وثروت نافع، قيادي بحزب «غد الثورة».


وبدأ هذا المجلس عقد جلساته في مدينة إسطنبول التركية، بالتزامن مع انعقاد مجلس النواب المصري في 10 يناير 2016.


خلال العامين الماضيين نشط هذا البرلمان في هدوء شديد دون صخب، وحاول تقديم نفسه باعتباره الممثل الشرعي لمصر مستغلا ثقل جماعة الإخوان في عدد من الدول ومراكز صنع القرار الغربية، وعلاقاتها المتشعبة التي كونتها عبر أكثر من 80 عاما.


وخلال العامين الماضيين، عقد هذا البرلمان عددا من اللقاءات مع المسئولين الغربين ذوي الثقل الكبير والتأثير في دوائر صنع القرار العالمية، كان أبرزها زيارات وفد من البرلمان للولايات المتحدة لمدة 10 أيام، ابتداء من 23 يناير وحتى 3 فبراير 2015، التقوا خلاله أعضاءً من الكونجرس بغرفتيه، وتم استقبالهم كنواب مصريين، خاصة أن هذا اللقاء كان قبل انتخاب مجلس النواب، والتقوا كذلك أعضاء في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، واستمر تواصلهم بأعضاء بارزين في الكونجرس الأمريكي، حتى اليوم.


وحرص المجلس على تثبيت وضعه قبل انتخاب مجلس النواب بزيارات مختلفة ساعدته في كسب تأييد أعضاء في البرلمانات الغربية، فحرص على إرسال وفد لزيارة مجلس اللوردات والعموم واستمرت الزيارة من 14-19 مايو 2015، ومن 21 -24 مايو 2015، وزار وفد آخر البرلمان الفرنسي، والتقوا أغلب أعضائه، وتوالت تلك اللقاءات الأوروبية بشكل مستمر، وشملت النرويج والسويد وبلجيكا والنمسا والسويد.


وحرص هذا البرلمان على توسعة تواصله مع الدول الإفريقية وأرسل وفدا له لزيارة البرلمان السنغالي، وعددا من الدول الإفريقية الأخرى، وكذلك زيارة إلى البرلمان الجزائري والسوداني، اعتمادا على الكتل المؤثرة للإخوان المسلمين في تلك البرلمانات.


واهتم البرلمان بالولايات المتحدة، وبذل مجهودا كبيرا للتواصل مع صانعي القرار بها والتأثير عليهم، وانصب عمل عبد الموجود الدرديري، عضو البرلمان والقيادي بجماعة الإخوان على التواصل مع مختلف الجهات في أمريكا، ونظّم هذا البرلمان أكثر من لقاء مع أعضاء في الإدارة الأمريكية وفي الكونجرس الأمريكي، بالإضافة للقاءات مع منظمات حقوقية وأعضاء الجاليات المصرية والإسلامية وتنظيم المظاهرات التي تظاهرت ضد زيارتي الرئيس عبد الفتاح السيسي للجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلا عن عقد لقاءات مع الجاليات العربية والإسلامية في كل من نيو جرسي وفلوريدا ولوس أنجلوس، وسان دياجو.


والأخطر من ذلك أنه يتم استقبال هذا البرلمان باعتباره ممثلا رسميا لمصر، وباعتبار أعضائه برلمانيين مصريين في عدد من الدول، مثل تركيا وإندونيسيا وماليزيا، فضلا عن التعامل معه باحترام شديد في كل من الجزائر والسودان، بالإضافة إلى الدعم المعنوي واللقاءات بشكل دوري مع رموز سياسية كبيرة مثل مهاتير محمد صانع النهضة الماليزية، وعلي بن يلدريم رئيس الوزراء التركي.


ويحرص البرلمان على التواصل مع جميع برلمانات دول العالم، وإرسال خطابات بشأن القضايا الحقوقية وعدد من الانتهاكات في الداخل، فضلا عن رفع قضايا ضد النظام المصري أمام المحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الإفريقية وغيرها، بالإضافة لإرسال معلومات تفصيلية لأكثر من 250 شركة عالمية قبل مشاركتها في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، تشرح لها الوضع الاقتصادي في مصر بشهادات متخصصين دوليين بطريقة جعلت تلك الشركات تمتنع عن الاستثمار في مصر، فضلا عن اعتماد البرلمان ممثلا رسميا لمصر في منتدى البرلمانيين الإسلاميين.


ويظهر دور هذا البرلمان قويا ومؤثرا للغاية على الساحة الدولية، إذا ما قورن بالنشاط الخارجي لمجلس النواب، ففي الوقت الذي تجاوزت فيه زيارات هذا البرلمان 50 زيارة لدول العالم، فضلا عن عشرات اللقاءات مع الجاليات العربية في دول أوروبا، وحضور المؤتمرات المختلفة، والمراسلات الدورية مع كل برلمانات ودول العالم، لم يظهر لمجلس النواب أي تأثير على الساحة الدولية، وترك الأمور الخارجية لوزارة الخارجية، ولم يحاول القيام بدور مؤثر لصالحه حتى مساندا لها.


فوفقًا لكشف حساب صادر عن مجلس النواب في الفصل التشريعي الأول، لم يشارك البرلمان إلا في 3 لقاءات فقط مع جهات خارجية، أحدها كان بمشاركة الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، في اجتماعات المكتب التنفيذي للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، والمنعقدة في مقر البرلمان الإيطالي بروما، والثاني مشاركته فى الجلسة الافتتاحية للجمعية رقم 135 للاتحاد البرلمانى الدولى المنعقدة فى جنيف بسويسرا، والثالث استقباله السيد روجرز نكودو درنج رئيس البرلمان الإفريقى،، في حين اختفى أي دور أو تأثير محوري للبرلمان ولأعضائه في الخارج، وانعدم التواصل مع البرلمانات الخارجية ومراكز صنع القرار الدولية.


في المقابل يسعى البرلمان المصري في الخارج الموالي لجماعة الإخوان للقاء مع مختلف صانعي القرار والبرلمانات الدولية، وهو ما جعل الصورة الذهنية عن أن ما جرى في مصر في 3 يوليو 2013 كان انقلابا عسكريا تترسخ في ذهن جميع المسئولين والبرلمانيين الغربيين.