رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«الإخوان» تستعد لتدشين «أخطبوط إعلامي» لمواجهة «قنوات النظام»

مكملين «1و2» - أرشيفية
مكملين «1و2» - أرشيفية


خلال الأشهر الماضية.. هدأ الصراع على الأرض الذي لم يتوقف منذ 30 يونيو 2013، بين الإخوان والنظام، وتقلص حجم المظاهرات، ولم تعد «الجماعة» تدعو للاحتشاد ضد النظام بقوة كما كانت تفعل من قبل.

العداء الشديد بين الإخوان والنظام، انتقل إلى ميدان آخر، هو ميدان الإعلام وتوجيه الرأي العام، وأيقن الطرفان أنه مجال المنافسة الحقيقي.

وحرص النظام على دعم عدد كبير من القنوات التي انطلقت مؤخرا برعاية منه، وكان آخرها شبكة قنوات dmc، التي توصف بأنها القناة التابعة للمخابرات الحربية، والتي بدا على شاشتها أن هناك ميزانية مفتوحة للإنفاق عليها.

في المقابل، أدركت جماعة الإخوان دور الإعلام وتأثيره الكبير في تشكيل الرأي العام، وصار لديها قناعة أنه كان له الدور الأبرز في الإطاحة بها، وقررت منذ اليوم الأول لإغلاق قناة «مصر 25»، أن تبث قناة أخرى على قمر نور سات الذي يلتقطه تردد النايل سات، وأطلقت قناة «أحرار 25»، وبعد إغلاق الجزيرة مباشر مصر، ركزّت الجماعة على إطلاق قنوات من تركيا، كان أبرزها قناة «مكملين»، وقناة «وطن»، اللتين انضمتا لقناة «الحوار» التي أطلقها التنظيم الدولي للجماعة عام 2007.

وبعد أن بدأ النظام في مصر إطلاق عدد كبير من القنوات في الأشهر الأخيرة، قررت «الجماعة» مواجهة ذلك بإطلاق قنوات مضادة لها، وأعلنت عن إطلاق قناة جديدة هي مكملين 2، التي يملكها رجال أعمال قطريون منتمون لجماعة الإخوان، ويرأسها أحمد الشناف، وبدأت البث رسميا يوم الإثنين الماضي.

وأوضحت القناة، في بيان لها، أنه سيتم بث «مكملين 2» على «نايل سات» بجودة HD، كبث تجريبي، وسينطلق البث الفعلي للقناة بداية من شهر فبراير المقبل، ومن بين برامجها برنامج للإعلامي محمد ناصر، بعنوان «كلام كبير»، وبرنامج يهتم بالشأن السوداني، وآخر للخليج العربي. 

وكشفت مصادر بجماعة الإخوان، أن رجال الأعمال القطريين المنتمين للجماعة والمالكين لقناة «مكملين»، يسعون لتدشين إمبراطورية إعلامية يواجهون بها القنوات المحسوبة على النظام، ويطلقون شبكة قنوات «مكملين» التي ستحوي قناة رياضية وأخرى إخبارية وثالثة للدراما، لتنضم لقنوات الجماعة السابقة، التي بدأت بإطلاق قناة الحوار المملوكة لرجال أعمال إخوان أيضا، ويرأسها عزام التميمي، أحد أبرز رموز التنظيم الدولي للإخوان، بالإضافة لقناة «وطن» التي يرأسها إسلام عقل، والتي تنفق عليها «الجماعة»، بإشراف مباشر من محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان.

وقال الإعلامي أحمد سمير، مقدم البرامج بقناة «مكملين»، إن إطلاق "مكملين 2" مهم لإتاحة الفرصة للمتابعين للقناة لمشاهدة برامجها في أوقات مختلفة، مشيرا إلى أنها قناة تبث على قمر واحد وهو نايل سات، وتكلفتها ليست كبيرة كما يصور البعض، وهي تردد رديف لمكملين الأساسية للمساعدة إذا ما تعرض التردد الأساسي للتشويش.

وأكد «سمير»، أن القناة الجديدة و«مكملين» الأولى، يمولهما مجموعة رجال أعمال تؤمن بالثورة وتؤمن أيضًا بأهمية الوعي ودور الإعلام في حرية الشعوب، مشيرا إلى أن القناة لا تهدف للربح.

وأضاف «سمير»، أن تمويل القنوات محدود، ولكن العاملين بها يعتمدون على مصداقيتهم، وثقة الناس بهم، وأنهم يعبرون عن صوت الناس، مشيرا إلى أن كل الأرقام التي ذُكرت عن المرتبات الخيالية للمذيعين غير صحيحة بالمرة.

وأوضح أن «مكملين» مؤسسة طموحة، مشيرا إلى أن هناك خطة لإطلاق شبكة إعلامية تغطي احتياج البيت المصري، وتكون متمسكة بالقيم المصرية ومعلية لقيم حرية الشعوب. 

في حين يرى الدكتور حسن علي، عميد كلية الإعلام جامعة قناة السويس، أن مصر تشهد حالة صراع سياسي، وهو صراع  صفري وليس طبيعيا، وتُستخدم  فيه جميع الوسائل، والإعلام هو أحد أدوات هذا الصراع، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان هي جماعة منظمة ولديها تمويل كبير وقدرة على الإنفاق، وكذلك هناك جهات في الدولة ترى مواجهة ذلك بإطلاق قنوات تجعلها تستطيع تشكيل الرأي العام لصالحها.

وأوضح «علي» أن الصراع السياسي يجعل الجميع يتجه للإنفاق على الإعلام حتى وإن كانت أوضاعه المالية متأزمة، مشيرا إلى أن الإعلام أصبح صناعة ثقيلة تحتاج لإنفاق ضخم، وهو ما يجعل قوى إقليمية ودولية تحرص على أن يكون لها قنوات ضخمة باللغة العربية، مثل أمريكا وبريطانيا والصين ومؤخرا تركيا وكوريا، وهي تنفق بسخاء على تلك القنوات كأداة من أدوات الصراع السياسي.

وأوضح أن الإنفاق على قنوات الدولة ومحاولة إعادة الجمهور لها سيستغرق وقتا طويلا، ووضع الصراع السياسي لا يحتمل انتظار جهاز الدولة المريض حنى يُشفى، ولذلك رأى البعض ضرورة الاتجاه لإنشاء كيانات جديدة  تخدم التوجه الرسمي، إلى أن ينهض «ماسبيرو» ويستعيد دوره من جديد.