رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الفكر العصرى وثقافة الأم العزباء

مصطفى أبو زيد
مصطفى أبو زيد

خلال الايام الماضية هناك ومازال يوجد جدل دائر على وسائل التواصل الاجتماعى بشأن مايسمى بالأم العزباء وأن هذا المسمى الجديد على مجتمعنا الشرقى وعاداتنا وتقاليدنا الموروثة  بعيدا عن الدين انما هو مصطلح يحمل الكثير من التساؤلات وكذلك يحمل فى طياته العديد من الافكار التى من الممكن أن ترسخ لتوجه أو ثقافة لم يألفها المجتمع المصرى.

فاولا لابد ان نعرف ماهو مصطلح الام العزباء أى التى تنجب اطفال من خلال علاقة بين طرفين وبالطبع الرجل يتخلى عن البنت ويتركها وحيده تواجه جميع العقبات والصعوبات فيما يخص الطريق الصعب لاثبات نسب الطفل والسير فى طريق الدهاليز القانونية والمحاكم لنيل حق الطفل فى اثبات نسبه من الرجل الذى كان جزء من تلك العلاقة.

البعض يرى أن تلك القضايا من هذا النوع ما هو الا اختيار شخصى بحت وتدخل فى نطاق الحريات الشخصية واعتقد اننى أويد هذا المسلك فى أطار ابقاء تلك العلاقة ذات خصوصية فى نطاق اهل البنت وحدها بغض النظر على أن الموضوع فى أساسه من ناحية الدين والشرع له احكامه الثابتة والتى يعلمها الجميع فى هذا الشأن.

ولكن أن يتم التباهى بنشر صور البنت وطفلها على وسائل التواصل الاجتماعى ويتم العمل على الدعوة الى دعمها على نطاق واسع على انها شجاعة وقامت بالاحتفاظ بالطفل وقررت ان تواجه المجتمع عوضا عن التخلص منه كما يحدث فى مثل تلك الحالات خوفا من تبعات هذه القضية وأثرها الممتد على عائلتها لاننا بالطبع نشأنا فى مجتمع ينظر الى تلك القضية بنظرة شاذة عما هو معهود ومتعارف عليه.

أعتقد أن بمثل تلك الدعوة التى تؤيد وتتعاطف مع هذا النوع المسمى بالام العزباء انما أراه خطرا على المجتمع المصرى فى ترسيخ أو أدخال ثقافة جديدة على مفاهيم وعادات وتقاليد الشعب المصرى ولذلك أرى أنه من الممكن ان يكون عاملا مساعدا لمزيد من التحرر الجارف الذى طرأ على مجتمعاتنا الشرقية بسبب التطور التكنولوجى وجعل العالم قرية صغيرة وأخشى ان يكون هذا التوجه هو السائد بعد فترة من الزمن ولذا يجب التعامل مع تلك النوعية من الثقافة بحرص شديد لمواجهه هذا المد التحررى الجار من الغرب على المجتمع المصرى.

وهناك دور بالغ الاهمية يقع على عاتق الازهر والكنيسة على حد سواء فى التوعية السليمة لشباب الوطن من خطورة تفشى هذا المسلك على نطاق واسع من خلال بيان أثره مجتمعيا ودينيا حتى يتم الحفاظ على تماسك الاسر وعدم اختلاط الانساب كما يحدث فى الكثير من الدول الغربية المتحررة من ناحية العلاقات وعدم وجود ضوابط حقيقية حتى فى نطاق الزواج فيما بينهم وهنا اقصد المجتمعات الاجنبية حتى لا يتم الخلط بين هذا وذاك.