رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«التحالف مع الشيطان».. سر رهان السيسي على ترامب وحفتر ونتنياهو والأسد.. «ملف»

السيسي وحفتر والأسد
السيسي وحفتر والأسد وترامب ونتنياهو


القاهرة تسعى للحصول على دعم اقتصادي وعسكري وسياسي من الرئيس الأمريكي الجديد



خبراء يؤكدون أن النظام الحالي يرى أن الوصول لـ«قلب واشنطن» يبدأ من «تل أبيب»



مصر تعد خطة لتجهيز محمد دحلان كـ«بديل» للرئيس الفلسطيني محمود عباس



«الأسد».. كلمة السر في الخلاف بين القاهرة والرياض



«السيسي» يرفض دخول الحرب العسكرية ضد الحوثيين.. ويكتفي بحماية «باب المندب»



«غباشي»: الحفاظ على الأمن القومي العربي يتطلب إنشاء منظومة قوية لمواجهة الأخطار



في الفترة الأخيرة، أعلنت مصر «صراحة» دعمها لنظام الأسد في سوريا، والمشير خليفة حفتر في ليبيا، ومحمد دحلان القيادي «المفصول» من حركة «فتح» الفلسطينية، والمقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما رفضت القاهرة المشاركة في الحرب على الحوثيين والرئيس المخلوع على عبدالله صالح في اليمن.



في نفس السياق، أصبحت مصر تراهن على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لاسيما بعد أن شهد عام 2016 تطورات سلبية خطيرة في العلاقات المصرية الخليجية، والخلافات الكبيرة مع السعودية، والتي كانت أكبر داعم لمصر بعد «30 يونيو»، والإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين من حكم مصر، حيث قدمت المملكة دعما سياسيا واقتصاديا غير مسبوق للنظام الجديد بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.



وقد وصل الخلاف بين مصر والدول العربية في آواخر 2016، إلى حد المكايدة السياسية والضرب من تحت الحزام، حيث قام وفد من المملكة العربية السعودية بزيارة سد النهضة، وعقد عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية مع الجانب الإثيوبي، تبعه قيام وزير الخارجية القطري بزيارة إثيوبيا، وإعلان المملكة العربية السعودية إقامة قاعدة عسكرية في جيبوتي للتحكم في «باب المندب»، وحمايته من الحوثيين وإيران.



كما قامت المملكة بحظر استيراد الفلفل المصري بدعوى أنه ملوث، وانفتح الإعلام الخليجي  على المسئولين الأفارقة، وأجرت قناة الجزيرة القطرية مقابلة مع رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ميريام ديسالين.



وأجرت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية التي تصدر من لندن، حوارًا مع وزير الخارجية الإثيوبي «ورقني جبيوه»، اتهم فيه مصر بإيواء معارضين إثيوبيين يستهدفون الأمن القومي.



كما تم تجميد كل الاتفاقيات والمشروعات السعودية التي تم الاتفاق عليها أثناء زيارة الملك سلمان للقاهرة، وعلى رأسها جسر الملك سلمان الذي يربط بين مصر والمملكة في البحر الأحمر، كما قامت المملكة بوقف إمداد مصر بالمشتقات البترولية، فضلا على الحرب الإعلامية التي تشنها قناة الجزيرة القطرية على مصر جعل القاهرة تفقد أي أمل في التصالح معها في المستقبل، لاسيما وأن هناك تقاربًا كبيرًا حدث بين المملكة العربية السعودية وقطر في الفترة الأخيرة، حيث أصبح الاثنين يدا واحدة ضد مصر.



أما مصر، فقد واجهت حرب السعودية وقطر عليها من خلال التقارب مع نظام الأسد والدب الروسي ومغازلة الجانب الإيراني، وقيام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة مفاجئة لأوغندا، ثم استقبال الرئيس الجيبوتي بالقاهرة.

واستخدمت مصر أدواتها السياسية الدولية من خلال التصويت في مجلس الأمن لصالح قرار روسي يتعلق بالقضية السورية، وإرسال خبراء عسكريين لسوريا لمساعدة نظام الأسد، والتصويت لصالح إسرائيل لعضوية أحد اللجان الدولية في مجلس الأمن، واللعب بورقة جزيرتي «تيران وصنافير».



وسحبت مصر قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين، ما اعتبره خبراء عرب بمثابة «القشة التي قسمت ظهر البعير» في العلاقة بين مصر والدول العربية، وتركت جرحا غائرا بين الطرفين، حيث ذهب البعض بعيدا واتهم مصر بالتخلي عن دورها التاريخي في دعم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفسلطينية.



فما سر رهان السيسي على ترامب ونتنياهو والأسد وحفتر ودحلان والحوثيين على حساب العلاقات المصرية العربية؟ وما المكاسب التي سوف تجنيها مصر والنظام من تحالفها مع هذه الأطراف؟ وهل كما يزعم البعض أن مساندة السيسي لهذه الأطراف يأتي بسبب كراهيته لثورات الربيع العربي، باعتبار أن كل الذين يدعمهم السيسي محسوبون على الثورات المضادة والأنظمة التي قامت ضدها ثورات الربيع العربي، فضلا على وجود أصوات ترى أن تحالف الرئيس مع هذه الأطراف يشبه «التحالف مع الشيطان».


«ترامب».. صاحب العلاقة الكيميائية مع الرئيس
العلاقة الكيميائية بين ترامب والسيسي، بدأت منذ الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي المنتخب، ولقاء الرئيس به في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.


مصر – كما يقول الخبراء - تراهن على ترامب في كثير من القضايا منها، دعم مصر اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، بحيث يتم تعويض القاهرة عن الدعم الخليجي الذي توقف بسبب تأزم العلاقات بين مصر وهذه الدول، وإنهاء حالة الفتور والقطيعة التي كانت بين الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة أوباما، والنظام في مصر بسبب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين من السلطة، واعتبرت الإدارة الأمريكية السابقة، أن ما حدث يمثل انقلابا عسكريا على سلطة ديمقراطية منتخبة، لذا كان الرئيس عبد الفتاح السيسي أول من هنأ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفوزه بالانتخابات، ومن أكثر الفرحين بسقوط هيلاري كلينتون التي كانت تسير على خطى أوباما في علاقة الولايات المتحدة مع القاهرة.


كما يراهن الرئيس عبد الفتاح السيسي على «ترامب» في إدراج جماعة الإخوان المسلمين على لوائح الإرهاب الأمريكية والقضاء على الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، وهذا ما وعد به الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب أثناء حملته الانتخابية.


كما تعهد «ترامب» بمنع دخول المسلمين للولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن حديثه بالتعاون مع الأنظمة في الشرق الأوسط لمحاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش بدلا من السعي لإسقاط هذه الأنظمة كما كان يفعل رؤساء أمريكا السابقين، وكان هذا الأمر بمثابة رسالة طمأنة للنظام في مصر، لذا تم استقباله من جانب الإعلام والمسئولين في القاهرة بحفاوة بالغة، كما أن إدراك النظام في مصر لصحة مقولة الرئيس الراحل محمد أنور السادات من أن 99% من أوراق اللعبة في يد الولايات المتحدة الأمريكية جعله يراهن أكثر على الرئيس الأمريكي الجديد للولايات المتحدة الأمريكية.


«نتنياهو»..  الوصول لقلب الولايات المتحدة الأمريكية يبدأ من «تل أبيب»
نشرت وكالة «أسوشيتد برس» اﻷمريكية، تقريرًا عن العلاقات المصرية اﻹسرائيلية منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي لسدة الحكم، ذكرت فيه أنه بعد عقود من الحروب جاءت سنوات من السلام غير المستقر، برزت فيه إسرائيل كحليف سري للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ودول الخليج.


وزعمت الوكالة أن السيسي ساعد إسرائيل في زيادة عزلة حماس، ونقلت عن مسئولين إسرائيليين قولهم،:«هذه من أفضل أوقات التعاون بين مصر وإسرائيل، هناك تعاون جيد بين الجيشين، ولدينا تفاهمات حول سيناء».
وأشارت الوكالة إلى أن إسرائيل التي تتباهى بمواقف الرئيس السيسي ضد المتشددين، تراه حليفا رئيسيا في ما تعتبره حربًا مشتركة ضد المتطرفين، زاعمة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والسيسي يتحدثان كثيرا هاتفيا.
ونقلت عن السفير الإسرائيلي السابق بالقاهرة حاييم كورين، قوله:«لدينا عدو مشترك، هو الإرهاب الإسلامي المتطرف، والذي تتبعه حماس والإخوان المسلمين، وداعش، وجبهة النصرة، وتنظيم القاعدة، الرئيس السيسي فهم بسرعة أننا جميعا في قارب واحد».


كما وصف اللواء عاموس جلعاد، مسؤول الشؤون السياسية بوزارة الدفاع الإسرائيلية مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنها «نوع من المعجزات».


ومن الجوانب الأخرى التي تؤكد التقارب بين البلدين، التصويت لصالح حصول إسرائيل على مقعد أممى، وأخيرا قامت القاهرة بسحب قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي بناء على طلب من بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب»، ما اعتبره البعض دليلا على التقارب غير المسبوق بين مصر وإسرائيل.


ويشير كثير من الخبراء، إلى أن النظام في مصر أصبح يراهن أيضا على إسرائيل وعلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لأنه يدرك جيدا أن الوصول لقلب الولايات المتحدة الأمريكية يبدأ من «تل أبيب»، لذا كانت مصر حريصة على إقامة علاقات جيدة وقوية مع الجانب الإسرائيلي، تمثلت في عدد من القضايا على رأسها، التعاون العسكري والمخابراتي في محاربة الإرهاب في سيناء.


كما أن مصر أصبحت تدرك أن إسرائيل ستكون هي الرابح الأكبر مما يحدث في الشرق الأوسط، بعد أن تستقر الأوضاع في المنطقة، ومن ثم ستكون لها نفوذ سياسي واقتصادي كبير في الشرق الأوسط، كما تدرك مصر أن العرب هم أكبر الخاسرين مما يحدث في المنطقة، وسيخرجون من الأزمات الحالية أكثر تشرذما وتفرقا وتخلفا.


وتدرك مصر أيضا، أن دول الخليج الغنية التي كانت تعتمد عليها اقتصاديا سوف تواجه أزمات اقتصادية طاحنة الفترة القادمة، وأن مستقبل الاقتصاد أصبح في يد دول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران وتركيا وروسيا وأوروبا، وبالتالي فالواقعية السياسية تحتم على القاهرة أن تضع أمنها القومي فوق أي اعتبارات أخرى - حتى ولو مؤقتا- للخروج من أزمتها الاقتصادية الطاحنة.


«حفتر».. دعم عسكري وسياسي لـ«المشير الليبي»

بعد وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم، أعلنت مصر «صراحة» دعمها ومساندتها، للمشير خليفة حفتر، قائد عملية الكرامة في ليبيا، والذي يحظى بدعم مجلس نواب طبرق رغم أنه محسوب على نظام القذافي الذي قامت ضده الثورة الليبية، ورغم وجود حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بقيادة «فايز السراج» والتي تمثل الثورة الليبية، وترفض أن يكون خليفة حفتر جزءًا من الحل في ليبيا الجديدة.



وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة، دعمه لـ«حفتر»، والقوات المساندة له باعتبارها «تحوز شرعية»، وتقاتل ما وصفه بـ«الإرهاب» في ليبيا.



واعتبر الكاتب والمحلل السياسي الليبي «وليد ارتيمه»، أن مصر تعاملت بازدواجية مع الملف الليبي، فبالرغم من ترحيبها باتفاق الصخيرات المغربية، فإنها دعمت حفتر بالسلاح والذخيرة، ووصلت حد تنفيذ هجمات جوية في ليبيا.



أما عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا المنبثق عن اتفاق الصخيرات منصور الحصادي، فقد زعم أن السيسي يحاول تصدير أزماته الاقتصادية والسياسية والأمنية إلى ليبيا، مشيرا إلى أن دعم السيسي العلني -سواء أكان سياسيا أم عسكريا- لحفتر، مخالف للاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية، وللاجتماع الدولي من مجلس الأمن والأمم المتحدة.



أما عضو مجلس النواب الليبي في طبرق سلطنة المسماري، فقد أشادت بدعم السيسي لخليفة حفتر، مطالبة المجتمع الغربي باحترام شرعية قائد جيش ليبيا، التي نالها من البرلمان الليبي المنتخب من الشعب الليبي في انتخابات حرة ونزيهة، على حد تعبيرها.



«دحلان».. القاهرة تعد خطة لـ«تجهيزه» كبديل لـ«محمود عباس»


وصف القيادي المفصول من حركة «فتح» الفلسطينية محمد دحلان، الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه «هبة من الله» لإنقاذ الشعب المصري، وإنقاذ فلسطين وأهلها.



وبعد وصول السيسي للحكم، زار «دحلان» القاهرة، والتقى المسئولين المصريين، والرئيس أكثر من مرة، كما أصبح ضيفا دائما على وسائل الإعلام المصرية.



ودائمًا ما يشيد «دحلان» بالسيسي ويهاجم جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، و يفتح النار على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، الذي كان من أكثر المرحبين بإزاحة  جماعة الإخوان عن السلطة، وعزل محمد مرسي.



وخلال الفترة الماضية ارتبط القيادي المفصول من حركة فتح بعلاقات قوية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، حتى أن صحيفة نيوزويك الأمريكية زعمت أن السيسي كلفه بالتفاوض نيابة عن مصر في ملف سد النهضة.



كما زعمت قناة «ليبيا بانوراما»، أن هناك دور يقوم به دحلان في ليبيا بتكليف من القيادة المصرية.



وقال موقع «نيوز1» العبري، إنه توجد مساع من السيسي لإعادة محمد دحلان إلى قطاع غزة بعد هروبه منه منذ عدة سنوات.



واعتبر بعض الخبراء أن العلاقة بين السيسي ودحلان تشير إلى تجهيز الرجل للمرحلة المقبلة كبديل للرئيس الفلسطيني محمود عباس.



وتشير تقارير صحفية، إلى أن هناك محاولات من السيسي للضغط على عباس من أجل المصالحة مع دحلان على اعتبار أن حماس هي العدو المشترك بين الأطراف الثلاثة.



وكشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أن الرئيس الفلسطيني عباس كشف لمستشارين له تعرضه لضغوط هائلة من السيسي؛ للتصالح مع «دحلان».



وأقر محمد دحلان بوجود مقاتلين تابعين له في سيناء هربوا من قطاع غزة بعد سيطرة حركة حماس عليها، وهؤلاء المقاتلين يدعمون القوات المصرية في حربها ضد التنظيمات الإرهابية.



كما زعمت صحيفة «الرسالة» المحسوبة على حركة حماس، أن دحلان يحاول الإطاحة بحكومة حماس في غزة بمساعدة النظام المصري.



ومنذ شهور قليلة انتقدت حركة فتح قيام القاهرة بعقد مؤتمر يناقش مستقبل القضية الفلسطينية، حيث أكدت الحركة في بيان لها رفضها لأي نتائج تصدر عن المؤتمر الذي ينظمه المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، مشاركة شخصيات سياسية وأكاديمية فلسطينية، بعد أن زعم البعض أنه يهدف لدعم محمد دحلان.



«الأسد».. كلمة السر في الخلاف بين القاهرة والسعودية

تؤكد مصر دائمًا أن دعمها لنظام الأسد، هدفه الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وعلى الجيش السوري.



وخلال الفترة الماضية، أرسلت مصر خبراء عسكريين إلى سوريا لتدريب القوات السورية، وبعد سيطرة النظام السوري على مدينة حلب أشاد الرئيس السوري بدعم السيسي، وهاجم المملكة العربية السعودية.



وزار عدد من كبار المسئولين السوريين القاهرة ولقاء المسئولين المصريين؛ للتنسيق فيما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب.



ويعد الموقف المصري من سوريا السبب الرئيسي في الخلاف بين مصر والمملكة العربية السعودية ودول الخليج التي تدعم وتساند الثورة السورية وتصر على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.



القاهرة ترفض المشاركة في الحرب على الحوثيين

كان موقف مصر واضحًا منذ البداية من الصراع في اليمن، ورفضت القاهرة المشاركة بقوات عسكرية في محاربة الحوثيين وعلى عبدالله صالح، واكتفت بإرسال قوات بحرية لحماية «باب المندب»، كما قامت عدة وفود من الحوثيين بزيارة القاهرة.



وتحدثت تقارير إعلامية عن قيام الرئيس اليمني المخلوع المتحالف مع الحوثيين علي عبدالله صالح، بزيارة سرية للقاهرة، ويعد الملف اليمني أحد النقاط الرئيسية في الخلاف المصري السعودي.



وأكد الدكتور مختار غباشي، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن رهان مصر على أمريكا أو إسرائيل على حساب علاقاتها بالعالم العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية هو رهان خاسر، مشيرًا إلى أن الحفاظ على الأمن القومي المصري والعربي يتطلب إنشاء منظومة عربية قوية لمواجهة الأخطار المحدقة بدول المنطقة.



وتابع:«الولايات المتحدة الأمريكية في ظل قيادة ترامب لا تختلف كثيرا عن عهد أوباما، فكل رؤساء أمريكا يضعون مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية فوق أي اعتبار، وكذلك إسرائيل، وأن العرب يواجهون مصيرا واحدا يحتم عليهم ضرورة تسوية خلافاتهم والعودة إلى صوت العقل».



وأضاف «غباشي»، أنه لا يعتقد أن مصر تراهن على أمريكا أو إسرائيل، لكنها تدرك أن 99% من أوراق اللعبة هي في يد الولايات المتحدة الأمريكية كما قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لكن مهما كان حجم الخلاف بين مصر والعالم العربي فلا يجب أن نراهن كثيرا على دول مثل الولايات المتحدة أو إسرائيل أو إيران، لذا كان واجبا على القاهرة أن تتمسك بقرار الاستيطان ولا تقوم بسحبه مهما كانت الضغوط التي مورست عليها من جانب ترامب او نتنياهو.



واستكمل:«حل أزمة مصر الاقتصادية يعتمد على وجود حكومة قوية وليس مرهونا بالمساعدات الخارجية»، لافتا إلى أن الارتماء في أحضان «ترامب» خاطئ؛ لأنه لن يكون أكثر توافقا مع مصر من رؤساء أمريكا السابقين، أوباما أو بوش أو كلينتون أو ريجان، مشيرا إلى أن ترامب هو من ضغط على مصر لسحب قرار الاستيطان وأوباما هو من مرر القرار في مجلس الأمن.



وتابع:هذا الأمر يكشف أن أوباما أكثر اهتماما بالحقوق الفلسطينية من ترامب الذي تعهد بنقل السفارة الأمريكية للقدس، مشددا على أن حماية الأمن القومي يتطلب إيجاد منظومة أمن قومي عربي تحمى العالم العربي بعيدا عن أي قوة إقليمية أو دولية، وليس الرهان على أي قوة من خارج العالم العربي الذي يتعرض كلها دون استثناء للخطر.



ويقول أحمد عبد الحفيظ، القيادي الناصري، إن رهان السيسي على حفتر في ليبيا والأسد في سوريا، ثبت صحته، بالإضافة إلى صحة موقفه من الملف اليمني، منتقدا عدم قيام الدبلوماسية المصرية بشرح رؤية موقف مصر من سوريا وليبيا لدول الخليج والدول الداعمة للإرهاب.



وأشار «عبد الحفيظ»، إلى أنه لا يفهم سر دعم السيسي لـ«محمد دحلان»، لاسيما وأنه منبوذ من جميع الأطراف داخل فلسطين، وخاصة من جانب الفصيلين الرئيسيين، فتح وحماس، وبالتالي لا يجوز لمصر دعمه، لأنها بذلك سوف تخسر كل الأطراف الفلسطينية، لافتًا إلى أن مصر طوال تاريخها كانت تقف على مسافة واحدة من كل الفصائل الفلسطينية، ولم تحاول دعم طرف على حساب طرف.



وأضاف «عبد الحفيظ»، أن موقف مصر المبدئي من حفتر والأسد يحسب للرئيس عبد الفتاح السيسي، لكنه لم يتم دعمه من جانب الدبلوماسية المصرية، مشيرا إلى أن قائد عملية الكرامة، يمثل ورقة رابحة في يد مصر، لاسيما أنه استطاع خلال السنوات الماضية المساهمة في حماية حدود مصر الغربية من تسلل الجماعات الإرهابية، في ظل الانهيار الكامل للدولة الليبية، وبالتالي هذا يثبت أن موقف مصر من حفتر كان موقفا حكيما وجيدا.



ونوه القيادي الناصري، إلى أن دعم الأسد، هدفه مساندة الدولة السورية، وهزيمة تركيا وقطر والسعودية في سوريا، وهذا يؤكد على أهمية دور مصر واستقلاليتها، مشيرًا إلى  أن موقف النظام الحالي من اليمن حمى مصر من «ورطة كبيرة»، وأن ما يحدث في ليبيا وسوريا واليمن لا علاقة له بثورات الربيع العربي.