رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مجموعة الـ100 تهدد عرش القيادات التاريخية في الإخوان.. «تقرير»

قيادات الإخوان
قيادات الإخوان



فوجئ أفراد جماعة الإخوان، يوم الإثنين الماضي، بإعلان محمد منتصر، المتحدث باسم جماعة الإخوان «الجبهة الشبابية»، عن اجتماع لمجلس الشورى المنتخب الجديد، وإصداره عددا من القرارات، من بينها تشكيل مكتب مجلس الشورى العام للجماعة، وانتخاب مكتب إرشاد مؤقت تحت اسم «المكتب العام للإخوان المسلمين».



في المقابل، أعلن طلعت فهمي، المتحدث باسم جماعة الإخوان «جبهة محمود عزت»، أنه لم يتم عقد أي اجتماعات للجماعة، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع لا يمثل الإخوان.



فما هي حقيقة هذا الاجتماع؟، وكيف تمت الانتخابات في مصر؟ وإلى أين وصل الخلاف داخل جماعة الإخوان؟.



تعود شرارة الأزمة داخل الجماعة، إلى عدد من القرارات أعلنها محمود عزت، في 14 أغسطس 2015، شملت إقالة محمد منتصر، المتحدث باسم الجماعة، وإلغاء اللجنة الإدارية العليا للإخوان، وتشكيل لجنة بديلة تشمل 3 من أعضائها المؤيدين لـ«محمود عزت»، وهي القرارات التي لاقت رفضا من قطاع كبير من الإخوان، وأصبحت هناك جبهة عرفت باسم «جبهة محمد كمال» وأخرى باسم «جبهة محمود عزت»، وبعد وفاة "كمال" استمر أنصاره في نهجهم، وأصدروا لائحة جديدة لعمل انتخابات داخلية، في حين أصدرت جبهة عزت تعديلات طفيفة على اللائحة الحالية للجماعة، وأعلنت أنها ستجري انتخابات هي الأخرى، وتوقف الأمر عند ذلك منذ نحو 5 أشهر تقريبا.



خلال هذه الفترة، سعت كل جبهة إلى تقديم نفسها باعتبارها أنها هي جماعة الإخوان الرسمية، واستجاب لـ«جبهة عزت»، 12 مكتبا من مكاتب الجماعة، وأعلنوا الولاء لها، في حين استجاب 10 للجبهة الشبابية، وبقيت 5 مكاتب لم تنحذ لأحد، وأجرت الجبهة الشبابية انتخابات في المكاتب العشرة التي تتبعها وبعض الشعب في المكاتب الأخرى.



وخلال 5 أشهر، أجريت الانتخابات، وتم اختيار 100 شخص كأعضاء لمجلس الشورى أغلبهم من الشباب، ويبلغ سن رئيس مجلس الشورى، 37 عاما فقط، وكان الانتخاب والترشح قاصرا على الإخوان في مصر، وتم استبعاد كل من سافر للخارج، وهي المجموعة التي تهدد عرش محمود عزت في جماعة الإخوان المسلمين.



وعلمت «النبأ» أن جماعة الإخوان حرصت على عدم معرفة أحد بأسماء الـ 100 الذين تم انتخابهم، فقررت اعتماد طريقة في الانتخابات لا يعرف من خلالها الفرد في الجماعة من الذي سيمثله.



وكانت هذه الطريقة عن طريق الطلب من كل شعبة ترشيح شخصين عنها بالانتخاب من أفرادها، ويكون في المكتب نحو 100 شخص يختارون من بينهم 30، ليتكون نحو 300 شخص يختارون من بينهم 100 يكونون هم أعضاء مجلس الشورى، باقتراع سري، ويتم إبلاغ الـ 100 عن طريق محمد منتصر بأنهم هم أعضاء المجلس الجديد، ويقسموا على عدم الكشف عن ذلك، فلا يعلم أحد من الجماعة من تم انتخابه ومن هم أعضاء مجلس الشورى، ولا يظهر أعضاء المجلس على الإطلاق، بينما يجتمعون ويصدرون القرارات التي يعلنها محمد منتصر إذا كانت علنية أو يرسلها لمسئولي المكاتب إذا كانت تخص الصف الإخواني.



والـ100 أعضاء اللجنة، من بينهم مسئولي المكاتب الحاليين، والباقون أغلبهم من مسئولي الشعب وأعضاء المكاتب، في حين بقي 17 من أعضاء مجلس الشورى المنتهية مدته، وترشح منهم 7 ولم يتم انتخاب أحد منهم وأصبح مجلس الشورى القديم مختلفا تماما عن المجلس الجديد.



وبعد انتخاب الـ100 أعضاء مجلس الشورى، قرروا الاجتماع وإصدار عدد من القرارات التنظيمية خلال الأسبوع الماضي، ولكنهم لم يتمكنوا من الاجتماع في مكان واحد، فاجتمع نحو 10 أشخاص في مدينة 6 أكتوبر واتفقوا على القرارات التي سيصدرونها، وتواصلوا مع الباقين لأخذ تصويتهم عليها ثم صدرت تلك القرارات.



وبعد صدور القرارات السبت الماضي، لم يعلنها "منتصر" مباشرة، وإنما انتظر يومين، وبعدها نشر على صفحته الإثنين الماضي، أن اجتماعا يجري الآن لمجلس الشورى في القاهرة، وبدأ على مدار اليوم في نشر القرارات باعتبارها قرارات تصدر أولا بأول.



وانتهى مجلس شورى الإخوان التابع للجبهة الشبابية إلى اختيار مكتب مؤقت للإرشاد من بين أعضائه في حين رفض الاعتراف بالمكتب الحالي، وأعلن تمرده على القيادات الحالية للجماعة المتواجدة في مكتب الإرشاد والذين يتبعون جميعهم جبهة محمود عزت.



في المقابل، شكلت جبهة محمود عزت، لجنة ليس لإجراء انتخابات جديدة، ولكن من أجل استكمال الهياكل والأماكن الشاغرة، فقرروا الإبقاء على الأعضاء الحاليين التابعين لجبهة محمود عزت، واختيار آخرين محل من قتلوا، أو ألقي القبض عليهم، أو انتموا للجبهة الحالية، فقرروا الإطاحة ببعض أعضاء الشورى الحاليين وأبرزهم جمال حشمت القيادي بالجماعة، وأحمد عبد الرحمن مدير مكتب الإخوان بالخارج لأنهم ينتمون للجبهة الشبابية، وتبقى في مجلس الشورى 21 شخصا، وقرروا اختيار 79 لتكملة المجلس، ومن المقرر الإعلان عن الانتهاء من تلك الانتخابات وتشكيل مجلس شورى كامل في غضون أسبوعين.



في حين قررت الجبهة، إبقاء كل شخص في منصبه سواء في مكتب الإرشاد أو مجلس الشورى وعدم إجراء انتخابات على مقعده، رغم انتهاء مدد مجلس الشورى، ومكتب الإرشاد بحسب اللائحة منذ 2014.



وعن ذلك يقول الدكتور أشرف عبد الغفار، القيادي بجماعة الإخوان، والمنتمي لـ«الجبهة الشبابية»، إن انتخاب مجلس شورى الجماعة هو خطوة جديدة وموفقة؛ لتحريك المياه الراكدة، وضخ دماء جديدة وفكر جديد في الجماعة، مشيرا إلى أن القدرة على إنجاز الانتخابات القاعدية من الشُعب حتى الشورى العام ومكتب الإرشاد هو انتصار للجماعة وصفعة قوية للنظام.



وأضاف «عبدالغفار»، أن الإعلان عن انعقاد مجلس الشورى حضوريا في القاهرة رسالة بأن الإخوان تستعيد قوتها ونشاطها، وأن القادم أفضل في مسار الثورة، مشيرا إلى أن الإنجاز الحقيقي يحسب للصف الإخواني الواعي الذي أجرى انتخابات رغم التحديات وبني مؤسساته بعد ما عانته الجماعة من فراغ قيادي وفراغ مؤسسي.



وأوضح أن الانتخابات والإدارة الجديدة هي نتاج عدد كبير من المبادرات التي اتفقت أن الحل في انتخابات قاعدية شاملة وعلى رأسها مبادرة الدكتور القرضاوي.



من جانبه، قال محمد سودان، القيادي بالجماعة، والمنتمي لـ«جبهة محمود عزت»، أن ما أعلنه المتحدث الرسمي للجماعة الدكتور طلعت فهمي، من أن هذا الاجتماع لا يمثل الجماعة، وأن ممثلها الشرعي هو مكتب الإرشاد بقيادة الدكتور محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، هو الرأي المعتمد للجماعة، مضيفًا "ربنا يزيل الغمة"، على حد قوله.



وبذلك يسير كل طرف في طريقه باعتباره جماعة مستقلة، رغم كل المبادرات التي تم طرحها على الطرفين، وكان أبرزها مبادرة الدكتور يوسف القرضاوي، ليكون لكل جبهة مكتب إرشاد، ومجلس شورى، وعدد من المكاتب تتبعهم.