رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار وثيقة أيمن نور لتوحيد الإخوان والقوى الثورية.. (تقرير)

أيمن نور
أيمن نور


على مدار أكثر من عام، سعى السياسي المعروف ورئيس حزب غد الثورة أيمن نور، إلى جمع فرقاء ثورة يناير للتوحد ضد نظام السيسي، وتقدم بعدد من المبادرات كان آخرها منذ شهر، عن طريق طرح مبادرة تسعى لتشكيل كيان يسمى "الهيئة التحضيرية للجمعية الوطنية" برفقة طارق الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية، ولكن لم تتم الاستجابة لها؛ بسبب رفض القوى الثورية التوحد مع الإخوان، وكذلك رفض الإخوان التنازل عن موقفهم من "شرعية مرسي".


وبعد فشل تلك الفكرة، سعى نور للاستفادة منها، وجمع الفرقاء على مبادئ لا يتم الخلاف عليها، وتواصل مع أطراف مختلفة حول الصيغة التي يمكن أن يلتقوا خلالها سويا، فكانت الصيغة المقبولة هي الاتفاق على مبادئ عامة، مثل نبذ العنف، والتخوين، والكراهية، دون الحديث عن تحالف موحد.


تواصل "نور" على مدار أسبوعين مع عدد كبير من الشخصيات المنتمية لثورة يناير والمستقلين وجماعة الإخوان، كل على حدة، ثم قام بعمل جروب "واتس آب" خلال الأسبوع قبل الماضي، وطرح الصيغة المبدئية التي حاول خلالها وضع ما يوحد بين الفرقاء وطلب آراء نحو 250 شخصا تمت دعوتهم، وتم التوافق على الصيغة النهائية التي نشرها نور، والتي شملت تشكيل لجنة من الحكماء والشخصيات العامة، تتكون من تسعة من بين الموقعين على الميثاق، ويعاد اختيارها كل ستة أشهر وتكون مهمتها متابعة الالتزام بما تم الاتفاق عليه من نبذ العنف والكراهية والتخوين.


وقع على تلك الوثيقة عدد من ممثلي التيارات الليبرالية، مثل حسن نافعة وحازم عبد العظيم وياسر الهواري، وشريف الروبي المتحدث باسم حركة 6 إبريل، وكذلك عدد من الشخصيات المنتمية للإخوان وعلى رأسهم محمود حسين أمين عام الجماعة، وعصام تليمة، وكذلك طارق الزمر، من الجماعة الإسلامية وشخصيات مختلفة تجمعوا لأول مرة.


وأثارت تلك الوثيقة خلافات داخل جماعة الإخوان وحلفائهم من التيار الإسلامي، باعتبارها تتجاهل الحديث عن الدم وعن القصاص للشهداء، وانسحب منها عدد من الشخصيات أبرزهم مجدي سالم، أمين عام الحزب الإسلامي، وتوافق عدد من شباب الجماعة على إرسال رسالة لجميع الأشخاص المشاركين في الميثاق من جماعة الإخوان والتيار الإسلامي، يطالبونهم بالانسحاب من تلك الوثيقة التي رأوا أنها تحمل مخالفات شرعية.


ومن بين ما جاء في هذه الرسالة:
"فوجئنا عندما قرأنا اسمك ضمن الموقعين على ما يسمى (ميثاق الشرف الوطني - أوقفوا خطاب الكراهية)، وسبب الشعور بالمفاجأة هو ما تضمنه هذا الميثاق من مخالفات ومغالطات، وددنا تذكيركم بها، من باب {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} عسى أن يكون لديكم جواب عنها:


- بدأ الميثاق بالحديث عن القيم والمعاني المقدسة التي هتفت بها الجموع في ميادين الثورة، ثم لم يبين ما هي هذه القيم والمعاني المقدسة، فإذا كان ذلك خوفا من الاختلاف حولها، فمن أين تكتسب قدسيتها؟ وإذا كان محل اتفاق.. فلماذا لا يتم إعلانها؟ خاصة والمترتب عليها كبير وخطير.


2- ذكر الميثاق أن الفرقة التي أصابت ثوار يناير هي بيت الداء والثغرة التي أوتينا من قبلها، ثم خلط بعد ذلك بين المخطئين والمجرمين وجعلهم في بوتقة واحدة حيث قال (لا أحد منزه عن الخطأ والمسئولية).


فهل يجوز لنا أن نساوي القاتل بالمقتول؟ ومن حارب الدين بمن أخطأ التقدير؟ ومن هو مصر على إجرامه وغيه بمن اعترف واعتذر أكثر من مرة؟


-جملة (كل الدم المصري حرام) ما هو مستندها من الكتاب أو السنة؟ أو على الأقل مَن مِن العلماء المعتبرين قد قال مثل هذا المعنى الذي يعصم الدماء التي أحلتها الشريعة ويحل الدماء التي حرمتها الشريعة بناء على جنسية صاحبها؟


4- هل يجوز للمسلم الموقع على هذا الميثاق أن يحترم الكفر بالله، جل وعلا، التزاما منه بجملة (واحترام معتقدات الآخرين)؟ ولو لم يفعل يكون معرضا للمحاكمة على يد لجنة الحكماء التي سيتم تشكيلها من الموقعين على هذا الميثاق، ويكون منبوذا لمخالفته بنود ميثاق الشرف الوطني؟


في حين يرى أحمد رامي الحوفي القيادي بجماعة الإخوان، والمتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، أنها مبادرة جيدة ومقدمة للتوحد بين قوى يناير على أشياء جامعة، مؤكدا أنها لا تتعرض لقناعات كل تيار سياسي ولكنها اتفاق على الأشياء التي يجمع عليها الجميع، وترك للأمور الخلافية لحين التطرق إليها ربما في وقت لاحق.


في المقابل، اعتبرت القيادات المدنية الموقعة على هذه الوثيقة أنها بمثابة مبادئ عامة، مستبعدين التوحد بين التيار الإسلامي والقوى الثورية، وقال شريف الروبي المتحدث باسم حركة شباب 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، إن هذا الميثاق وقع عليه بشخصه فقط وليس باسم 6 إبريل، مشيرا إلى أن أيمن نور اتصل به وعرض عليه الميثاق، وأكد له أنه يتفق مع المبادئ الأربعة وهي نبذ العنف والتشويه والكراهية والتخوين، دون شيء آخر، مشيرا لرفضه التوحد مع الإخوان لأنه يرى أن مصر لا تحتاج الفاشية الدينية التي يمثلونها أو الفاشية العسكرية التي يمثلها النظام الحالي، موضحا أن دور الجيش يقتصر على حماية الدولة وليس حكمها.


وأوضح أن شخصيات عامة مثل حازم عبد العظيم، الذي كان عضوا بحملة السيسي الانتخابية توافقت على تلك المبادئ فقط، والتي تم عرضها على المصريين، مؤكدا أنه مسئول عن شخصه فقط وليس مسئولا عن أي شخص وقع على تلك الوثيقة وهو ينتمي لجماعة الإخوان.


وأضاف أن مجلس الحكماء الذي نصت الوثيقة على تشكيله يهتم بتطبيق المبادئ الأربعة، مشيرا إلى أن القوى الثورية لديها تواجد على مواقع التواصل الاجتماعي والإخوان لديهم منافذهم ومواقعهم الإلكترونية، وقنواتهم، وفي حال التزام تلك الوسائل بنبذ العنف فإن ذلك ستكون فائدته كبيرة على مصر.