رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كيف روجت الوصايا الدينية لأهمية "وجبة الإفطار"؟

النبأ

ربطت الكثير من الدراسات الطبية العديد من الأمراض، بعدم تناول الإفطار، حيث اعتبرته تلك الدراسات أهم وجبة في اليوم، ولكن البحوث الصحية الحديثة أثبتت أن تخطي البيض المقلي في وجبة الصباح لا يؤدي في الواقع، إلى زيادة الوزن.

وتقديس وجبة الإفطار أمر حديث نسبيًا، فقبل القرن العشرين، لم تكن وجبة الإفطار ذي أهمية، ولكن كل ذلك تم تغييره خلال الفترة القليلة الماضية، بسبب بعض المواعظ الدينية.


وتقول المتخصصة في عالم الطبيخ الأمريكي هيذر أرندت أندرسون، إن اختراع وجبة الإفطار والتشديد على أهميتها يعود إلى بساطة مكوناتها، خاصة البيض والذي يعد الإفطار الشعبي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن أطباق البيض سهلة وسريعة التحضير، ومتوافرة في كثيرة من المزارع الأمريكية.


ومع أواخر القرن الـ19، ومع ذلك، بدأ الناس ينتقلون من العمل في المزارع إلى المصانع والمكاتب، حيث أنفق الكثير من وقتهم الجلوس أو الوقوف في مكان واحد، وكانت وجبات الإفطار الزراعية الثقيل، تسبب لهم عسر هضم، وأصبح الشغل الشاغل في ذلك الوقت هو الحصول على وجبة خفيفة ومثالية.


وهو ما أدخل طائفة السبتيين في تحديد مكونات تلك الوجبة، حيث بدأ ظهور النظام الغذائي النباتي وتناول الطعام المريح، المكون من القمح، والتي اخترعها رجل الدين جون هارفي كيلوج، صاحب العلامة التجارية المعروفة "كيلوج".


ورأي كيلوج أن الأطعمة الصحية مثل رقائق الذرة يمكن أن تمنع كثير من الشرور التي تسببها الأطعمة الثقيلة مثل البيض ولحم الخنزير التي تفتح المجال للشهوة والإثارة الجنسية!.


وبدأ هذا الواعظ في استخدام المواعظ لبيع فكرة وجبة فطور صحية في القرن الـ19، وفي أوائل القرن العشرين، تحولت الفكرة إلى أن وجبة الإفطار الصحية، تجعلك أكثر كفاءة وإنتاجية، بشرط أن تعتمد على الحبوب.


وفي أربعينيات القرن الماضي، بدأ ظهور الفيتامين وأهميته في جسم الإنسان، وهو ما تتضمنه بعض الحبوب بالفعل، مما يجعل وجبة الإفطار أن أكثر أهمية.


ومع دخول المرأة سوق العمل، ظهرت الحاجة لوجبات سريعة وخفيفة للأطفال قبل ذهاب المرأة للعمل، وكانت الحبوب هي الأسرع في ذلك السياق.


أي أن الخوف من عسر الهضم، وبعض الوصايا الدينية خلقا الدعاية لفكرة أن الإفطار أهم وجبة في اليوم، بالإضافة لبعض الحملات الإعلانية حول بعض المنتجات والسلع الغذائية.