رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

اشتعال معركة الاحتفال بـ«المولد النبوي» بين الأزهر والسلفيين والصوفية

احتفالات المولد النبوي
احتفالات المولد النبوي - أرشيفية


أعلنت دار الإفتاء، أن اليوم الأربعاء 30 نوفمبر لعام2016، هو أول أيام شهر ربيع الأول لعام 1438هـ، ويحيى المسملون تلك الذكرى العطرة بقراءة القرآن والحديث عن سيرة المصطفى، صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى الاستماع إلى التواشيح الدينية. 


وكالعادة انتشرت مع المناسبة فتاوى تحريم الاحتفال بالمولد النبوى، مقابل فتاوى الإباحة والتحليل، فى الوقت الذى تبرز فيه المتاجر الكبرى والمحلات حلاوة المولد النبوى، وتعرضها بطريقة تلفت الأنظار.


وتمسك شيوخ سلفيون بفتاوى تحريم الاحتفال بمولد النبوى، واصفين مثل هذه الأعياد والمناسبات بأنها أعياد الجاهلية، كما اعتبروا إقامة الاحتفالات «بدعة» ما أنزل الله بها من سلطان، حسب فتواهم.


وشن الداعية السلفى، ناصر رضوان، عضو الدعوة السلفية، هجومًا على حلاوة المولد، التى يشتريها المصريون تزامنا مع احتفالاتهم بهذه المناسبة الكريمة.


وقال "رضوان" فى كلمة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "جنب بيتى مصنع أصنام بدعة المولد النبوى، هُبل واللات والعزى حصان ونائلة عروسة". 


وأضاف: " لقد حطم النبي الأصنام ليأتى من يصنعها بزعم أنه يحتفل بمولده!".


وقال الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، "الصحابة كانوا أفضل منا ويُحبون النبى صلى الله عليه وسلم أكثر منا؛ ورغم ذلك لم يحتفلوا بيوم مولده صلى الله عليه وسلم، بل لم يحتفل النبى صلى الله عليه وسلم بيوم ولادته".


وأضاف الداعية السلفى، "الاحتفال بالمولد بدعة منكرة، ولو كان فى مثل هذه الاحتفالات خير لفعله الصحابة، ولأمر به النبى صلى الله عليه وسلم، فدل هذا على أن هذه الاحتفالات ليست بمشروعة، وأنها من الأمور المحدثة، وأول من أحدثها هم الفاطميون (العبيديون) فى القرن السادس الهجرى وقد كانت تصرفاتهم مشبوهة، وفى صحيح مسلم (من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)".


وتداول عدد من السلفية فيديو لياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، يؤكد فيه أن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف مذموم، ومن المحدثات التى تم تحريمها فى القرآن.


ووفقا للفيديو، فإن "برهامى" يحرم فيه الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، وأن أكل الحلويات فى مولد النبوى ليس احتفاءً بمولد الرسول.


وعلى النقيض تمًاما خرجت فتاوى من جانب الطرق الصوفية تحث المصريين على الخروج للاحتفال بالمولد النبوي، وأكد المجلس الأعلى للطرق الصوفية أنها ستقيم عدة احتفالات يوم مولد النبوى الشريف، من بينها حلقة ذكر لله ودراسة السيرة النبوية، وإحياء النوافل، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر وندوة حول قضية من قضايا العصر، وبحث سبل مواجهة مخاطر العصر الحديث.


وحول تحريم السلفيين للاحتفال بالمولد النبوى الشريف، قالوا، "هم فقط يحرمون كل شىء، وهم لا يعلمون أن الرسول احتفل بمولده بصيام يوم الإثنين، واحتفال المسلمين بالمولد النبوى هو محبة فى رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وتابع أنه،"لا يوجد أى دليل يحرم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، بل هو تقرب من الله، كما أن من يحرم الاحتفال عليه أن يعلن لنا دليله على التحريم".


وجددت  دار الإفتاء المصرية مواقفها بشأن جواز الاحتفال بالمولد، وأكدت أن ما اعتاده الناس من شراء الحلوى والتهادى بها فى المولد الشريف أمر جائز فى ذاته، لم يقم دليل على المنع منه أو إباحته فى وقت دون وقت، لا سيما إذا انضم إلى ذلك مقصد صالح كإدخال السرور على أهل البيت أو صلة الأرحام فإنه يكون حينئذ أمرا مستحبا ومطلوبا يثيب الشرع على مثله والقول بتحريمه أو المنع منه ضرب من التنطع المذموم.


وأضافت: أن ما جرى عليه العمل فى بعض الأنحاء من عمل موكب يسير فيه المحتفلون بالمولد حاملين رايات ينتقش عليها بعض الشعارات الدينية ويتغنون فيها بالمدائح النبوية والقصائد الزهدية فلا حرج فيه مادام خلا مما ينافى الشرع من الاختلاط المذموم أو تعطيل المصالح العامة ونحو ذلك 


وقالت إن أتباع المنهج السلفى يتمسكون بفتاوى لابن باز وبن عثمنيين، والتي تحرم الاحتفال بالمولد النبوى، مؤكدين أنه بدعة، حيث يقول بن باز: لايجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة فى الدين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة، رضوان الله على الجميع.



من جانبه أكد الدكتور زكى عثمان، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، أنه لا يجوز وصف عروسة المولد بآلهة قريش التى كانوا يتعبدون لها، موضحًا أن عروسة المولد لا يتخذها المسلمون رمزًا للعبادة، ولكن يتم شراؤها ووضعها كزينة أو أكلها بمناسبة معينة.


وأضاف، أن تحريم شراء عروسة المولد أمر غير صحيح، وهناك فرق كبير بينها وبين الأصنام التى كان يستخدمها أهل قريش كآلهة لهم، لافتًا إلى أن الاختلاف يتمثل فى أن عروسة المولد هى حلوى يتم أكلها وشراؤها من المحلات، ولكن الأصنام كانت قريش تقوم بصناعتها ثم اتخاذها إلهًا من دون الله، وهذا هو ما يعد شركًا.