رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حقيقة الاتصالات السرية بين رجل الجيش القوي ومندوب الإخوان بـ«رعاية السعودية».. تقرير

محمد العصار - أرشيفية
محمد العصار - أرشيفية

بعد تصفية محمد كمال، عضو مكتب «إرشاد الإخوان»، والرجل الأول في الجماعة لأكثر من عام ونصف العام، في 4 أكتوبر الماضي، والذي كان ينازع محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام للإخوان قيادة الجماعة، بدأت الساحة تخلو لـ«عزت»، لبسط سيطرته على الجماعة بشكل كامل، وأراد تحقيق ذلك عن طريق صرف إعانات لأسر ضحايا الإخوان ومعتقليها، وكذلك التحرك لتحقيق استقرار للجماعة وحل أزماتها، ورفع المعاناة التي تواجهها كثير من الأسر الإخوانية، والإفراج عن المسجونين من أفرادها.



ووفقا لمعلومات حصلت عليها «النبأ»، فإن محمود عزت بدأ التفكير جديًا في التوجه ناحية النظام السياسي في مصر، والتقارب معه، ومحاولة إيجاد حل وسط للأزمة التي تواجهها جماعة الإخوان مع نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووقف «بطش» الداخلية بأفراد الجماعة، وهو ما وافق هوى لدى مسئولين في الدولة، والذين رأوا أن حل الأزمة مع جماعة الإخوان يرفع الضغوط بشكل شبه كامل عن النظام الحاكم.



وزعمت مصادر أن «السيسي» حرص على قطع الجسور مع جماعة الإخوان، وإبعاد كل من لهم علاقة بالجماعة أو تُواصل بها، ولكن طوال هذه الفترة ظل شخص واحد داخل النظام الحالي تربطه اتصالات مع قيادات جماعة الإخوان بطريقة أو بأخرى وهو اللواء محمد العصار، وزير الإنتاج الحربي الحالي، ومساعد وزير الدفاع السابق لشئون التسليح.



كان «العصار» دائمًا هو حلقة الوصل بين المجلس العسكري والإخوان، وكان يحضر جميع اللقاءات مع قيادات الجماعة فترة حكم المجلس العسكري بعد الثورة، وفي 30 يونيو 2013، وبحسب رواية يونس مخيون، رئيس حزب النور، اتصل «العصار» بحزب النور وأقنعهم بالمشاركة في ترتيبات 3 يوليو للإطاحة بحكم مرسي، وهو ما أكد عليه  أيضا عصام العريان، حيث قال إن «العصار» اتصل بمحمد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة لإقناعه بالمشاركة في المناقشات في 3 يوليو 2013.



ظل «العصار» يحتفظ بتواصل مع جماعة الإخوان، ولكنه لم يسعى للقيام بأي دور لحل الأزمة بين الجماعة والنظام؛ بسبب شعبية النظام الكبيرة التي جعلته لا يهتم بمعارضة «الجماعة».



وترددت أنباء قوية داخل الجماعة تفيد بأن، محمود عزت أراد تقوية نفوذه داخل الجماعة وبسط سيطرته عليها، ومحاولة حلحلة الأمور مع الدولة، ولاقت هذه الرغبة هوى لدى «العصار» الذي شعر بتناقص شعبية السيسي، وحاول إنقاذ النظام من تآكل شعبيته عن طريق تحييد جماعة الإخوان، ووصل للعصار رغبة محمود عزت في عقد صفقة مع الدولة، فقرر الاجتماع مع مندوبين عن محمود عزت ليستمع منهم ثم يطرح عليهم رؤيته.



وحسب أنباء غير مؤكدة من مصادر مستقلة، أرسل محمود عزت مندوبا للقاء «العصار»، وتم هذا اللقاء منذ أسبوعين برعاية من السعودية، بعد لقاء جمع مندوبين عن الإخوان بمسئولين سعوديين في الدوحة أثناء عزاءهم في وفاة أمير قطر الأسبق، الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، في 24 أكتوبر الماضي، ونقلوا للسفير السعودي الذي نقل بدوره رغبة المملكة للنظام في مصر، في تحريك المياه الراكدة في العلاقة بين الإخوان والدولة.



ورصدت «النبأ» روايات لعناصر من الجماعة تزعم أن «العصار» استجاب للرؤية السعودية، وتشاور مع عدد من المسئولين في مصر، ورأى التواصل مع ممثلين للجماعة، وهو ما استجاب له محمود عزت وأرسل مندوبا عنه للقاء وزير الإنتاج الحربي.



وقالت المصادر، إن اللقاء تم داخل منزل «العصار» في مدينة نصر، وعرض مندوب الإخوان رؤيته لحل الأزمة وطالب وزير الإنتاج الحربي بالتوسط لحل أزمة الجماعة مع السلطة، والخروج من النفق المظلم، وطرح رؤيته التي طالب فيها بالإفراج عن المعتقلين وإعادة الإخوان للحياة السياسية في مقابل الاعتراف بشرعية السيسي والتخلي عن أي شرعية لـ«مرسي».



وحسب مزاعم الجماعة فإن مندوب عزت بعد أن فرغ من طرح رؤيته، قدم له «العصار» الرؤية التي تم إعدادها من جانب الدولة، وطلب منه عرضها على الإخوان، على أن يتم تطبيقها لمدة 5 سنوات بشكل تدريجي.



وشملت تلك الرؤية، وفقا لمصادر إخوانية: التوقف الفوري عن الدعوة أو المشاركة في أي تظاهرات ضد النظام، ووقف التحريض ضد السلطة، أو إثارة المصريين على الخروج عليها، ووقف أي عمليات عنف، ما عرف باسم العمليات النوعية، والكشف عن الخلايا التي تخطط لها في حال لم تستجب لقرار الوقف، وتضمنت الرؤية بعد «الجماعة» عن الحياة السياسية والاقتصار على المجال الدعوي لمدة 10 سنوات.



في المقابل، فإن الدولة ستقوم بفك تجميد أموال وشركات الجماعة، والإفراج التدريجي عن أعضائها والقيادات الوسطى، أما بالنسبة لمرشد الجماعة وخيرت الشاطر وقيادات الصف الأول، وكذلك الرئيس المعزول محمد مرسي، فسيتم نقلهم إلى منزل آمن، بدلا من السجن، ثم الإفراج عنهم لاحقا بعفو رئاسي عندما تستقر الأمور بشكل كامل، وبعد مرور السنوات الخمس.



وزعمت المصادر أن «العصار» حذر مندوب عزت من التعامل بشكل أعنف مع الجماعة في حال لم تقبل بتلك الرؤية، وأرسل المندوب تفاصيل الاجتماع لـ«محمود عزت»، وأُرسلت نسخة لمحمود حسين في تركيا وأخرى لـ«إبراهيم منير» في إنجلترا.



قرر قيادات الجماعة استطلاع رأي مسئولي مكاتب المحافظات والقيادات الوسطى، لمعرفة مدى قابلية قواعد «الجماعة» لتلك المبادرة.


وبحسب مصادر في الإخوان، فإن الجماعة تناقش تلك المبادرة، ولم تتخذ بعد قرارًا بشأنها.