رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«ثورة الغلابة» تجمع البرادعي وحجي قبل مظاهرات «11 - 11» بـ 9 أيام

البرادعي وحجي - أرشيفية
البرادعي وحجي - أرشيفية

يبدو الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق لـ«الشئون الخارجية»، والدكتور عصام حجي، عالم الصواريخ والفضاء بوكالة «ناسا» الأمريكية، متشابهان فيما يخص الشهرة الدولية التي يتمتع بها الاثنان، والإقامة خارج الدولة، ثم العمل السياسي الذي دخله عصام حجي بقوة خلال الفترة الأخيرة.



عندما أعلن «حجي» عن وجود حراك سياسي، و مبادرة تسمى «التوافق لفريق رئاسي 2018» لتقديم رؤية بديلة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، استرجع البعض ما فعله «البرادعي» عندما عاد لمصر في فبراير من العام 2010، وأعلن نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية.



الحديث السابق، كان سببًا في وجود أصوات إعلامية ربطت بين مبادرة الدكتور عصام حجي، ومبادرة «التوافق لفريق رئاسي»، وبين «البرادعي»؛ بل وصل هذا الأمر إلى إطلاق لقب «تلميذ البرادعي» على «حجي».



في السياق نفسه، يوجد وجه شبه أخر مهم وجوهري بين «البرادعي» و«حجي»، وهو المظاهرات التي تتصاعد الدعوة لها بقوة، وهي مظاهرات «11-11» التي تقلق الأجهزة الأمنية بقوة، وتستعد لها الدولة حاليًا، وهذا ما تكشف السطور التالية.



بدون سابق إنذار، أصدر الدكتور محمد البرادعي، نائب الرئيس السابق لـ «الشئون الخارجية»، بيانًا أثار موجة شديدة من الغضب؛ لاسيما بعد كشفه كواليس الإطاحة بالدكتور محمد مرسي من سدة الحكم في مصر، وما تلى ذلك من فض اعتصامي «رابعة»، و«النهضة»، ثم استقالته من منصبه، ومغادرته البلاد.



وأخطر ما قاله «البرادعي» في بيانه، إنه فوجئ باحتجاز الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، عندما حضر الاجتماع الخاص بممثلي القوى السياسية كافة؛ لمناقشة مسألة الجموع المحتشدة منذ «30 يونيو»، والغضب ضد «مرسي والإخوان».



وأكد «البرادعي» أن احتجاز «مرسي» كان سببًا في عدم حضور الدكتور سعد الكتاتني، رئيس حزب «الحرية والعدالة» لاجتماع ممثلي القوى السياسية.



وأضاف أنه شارك «سياسيًا» في المرحلة الانتقالية تجنبًا لحدوث اقتتال أهلي، والحفاظ على السلمية والتماسك المجتمعي من خلال تنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها، مشيرًا إلى أنه كان هناك تفاهمات لتجنب العنف الذي بدأ يتصاعد فى اشتباكات بين مؤيدى الرئيس السابق، وقوات الأمن، لافتا إلى أنه كان يهدف من وجوده في المنظومة الرسمية إلى التوصل إلى صيغة تضمن مشاركة كافة أبناء الوطن وتياراته في الحياة السياسية حسبما ماجاء فى بيان ٣ يوليو.



وتابع: «ولكن بالرغم من التوصل إلى تقدم ملموس نحو فض الاحتقان بأسلوب الحوار، والذي استمر حتى يوم ١٣ أغسطس فقد أخذت الأمور منحى آخر تمامًا بعد استخدام القوة لفض الاعتصامات وهو الأمر الذى كنت قد اعترضت عليه قطعيا فى داخل مجلس الدفاع الوطني».



بعد البيان بقليل، خرج قيادات حركة «تمرد» يهاجمون الدكتور محمد البرادعي، مؤكدين أنه كان يعلم بقصة احتجاز «مرسي»، ومع ذلك لم يعترض، وأنه رفض الاستفتاء على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وأصر على عزل «مرسي»، فضلًا عن اتهامه بالترويج لـ«سلاح رابعة».



وقال محمد عبد العزيز، المنسق العام لحركة «تمرد»:«طيب بصفتي أحد حضور بيان 3 يوليو.. أقول بضمير مستريح أن أغلب ما قاله الدكتور البرادعي كذب، وليس حتى خلاف في الرأي معه.. لا كذب بمعنى كذب».



على الجانب الأخر، وبعيدًا عما جاء في بيان «البرادعي»، فإن المسألة الجوهرية والحقيقية أن التوقيت الذي خرج فيه هذا البيان كان خاطئًا، خاصة مع اقتراب مظاهرات «11- 11» التي تدعو على الثورة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.



الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، قال في تصريحات صحفية، إن من المحتمل أن يكون بيان الدكتور محمد البرادعي مرتبطًا بدعوات 11 نوفمبر، والمعروفة إعلاميا بـ«ثورة الغلابة»، لافتًا إلى أن نائب الرئيس السابق لـ«الشئون الخارجية» من المحتمل أن يكون أراد بهذا البيان أن يحتفظ لنفسه بمكانة في الحدث.



وأشار إلى وجود احتمال أخر، وهو أن يكون تقارب المواعيد بين الحدثين من قبيل الصدفة، موضحًا «البرادعي لا يستوعب الأمور إلا متأخرًا ولا يأتي إلا بعد فوات الأوان».



وتساءل «نافعة»: «لماذا اختار البرادعي هذا التوقيت تحديدا لإصدار بيانه الذي لا دلالة ولا معني له، خاصة أنه لم يأت بجديد؟».



في نفس الإطار، خرج محمود بدر، مؤسس حركة «تمرد»، وعضو مجلس النواب، مهاجمًا الدكتور محمد البرادعي، قائلًا:«إن توقيت نشر بيان البرادعي يضع الكثير من علامات الاستفهام، قبيل الدعوات للتظاهر في 11 نوفمبر الجاري».



أما القائمون على أمر مبادرة «التوافق لفريق رئاسي»، التي تديرها الدكتورة «هالة البناي»، خبيرة التنمية البشرية، ويلعب فيها الدكتور عصام حجي دورًا رئيسيًا، فقد أجلوا المؤتمر التأسيسي للمبادرة؛ مشيرين إلى أنهم مستمرون في عقد اللقاءات مع مختلف قوى المجتمع المدني في مصر التي يتزايد إيمانها يومًا بعد يوم، بقيمة مراجعة النفس، وتوحيد الصف حول محاور المبادرة الخمس «التعليم والصحة والمساواة والاقتصاد والمرأة»، مشيرة إلى أن المبادرة قررت إرجاء المؤتمر التأسيسي؛ لإجراء المزيد من المشاورات مع أكاديميين وحقوقيين، داخل وخارج مصر خلال الأسابيع القادمة.



وقالت المبادرة في بيان لها، إنها تهدف لمحاربة الجهل والفقر والمرض والاستفادة من الخبرات المصرية بالداخل والخارج في ملفات عديدة، مطالبة‎ جميع الأطراف بالابتعاد عن المزايدات في الخطاب الوطني، وتعمد تمزيق روابط الوحدة والأخوة، والمثابرة في إيجاد حوار مجتمعي مؤسسي حقيقي لإيجاد حلول للمشاكل التي تعصف بالبلاد، والإيمان بأن تنوع الرؤى والاختيارات وتواجد المجتمع المدني في الانتخابات القادمة، يصب في صالح احترام كرامة ورغبة كل مصري، وإحداث تطور حقيقي بالبلاد.



لكن بعيدًا عن الأسباب التي ذكرتها المبادرة «رسميًا» بشأن تأجيل المؤتمر التأسيسي، فإن هذه الأسباب لم تكن مقنعة، ولكن يبدو أن الدكتور عصام حجي، أراد انتظار ما ستسفر عنه  مظاهرات «11-11» التي تنطلق الدعوة لها تحت شعار «ثورة الغلابة»، خاصة أن هذا الأمر قد يُغير في طريقة عمل المبادرة لو حدث التفاف وحشد من الشعب في هذه المظاهرات.


ختامًا.. المتابع للشأن السياسي لابد أن يدرك تمامًا، ومع وضع الاعتبارات السياسية جانبًا، أنه بالفعل يوجد علاقة بين بيان «البرادعي» بشأن ما حدث في 3 يوليو، وبين تأجيل المؤتمر التأسيسي لمبادرة «حجي» ثم مظاهرات «11-11» التي لا يعلم أحد نتائجها «سياسيًا».