رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«ثورة الفيديوهات» تهدد بنهاية السيسي على طريقة «شاه إيران».. تقرير

السيسي وثورة الغلابة
السيسي وثورة الغلابة


دائمًا ما يكون البسطاء و المهمشون في هذا الوطن، «الضحية الأولى» لسياسات اقتصادية فاشلة «قصمت» ظهر الدولة، وعرت المسئولين عنها، فيدفع هؤلاء «المطحونون» ضريبة فشل نظام كامل من «لحمهم الحي»، فيعجزون حتى عن توفير ما يسد رمقهم، ويملئ خواء بطونهم التي تصرخ من الجوع.



في المقابل، تنتفخ جيوب أغنياء الوطن، يستغلون الأزمات في زيادة رصيد أموالهم في بنوك الغرب، و تجاملهم الدولة على حساب من لا يجد قوت يومه، و«كأنهم الأسياد.. ونحن العبيد»، بحسب مقولة قديمة لوزير العدل السابق المستشار أحمد الزند.



من رحم الحديث السابق، والأزمات الاقتصادية الطاحنة التي تتعرض لها مصر حاليًا، ولدت «ثورة الفيديوهات» التي شغلت مصر خلال الأيام القليلة الماضية، لاسيما بعد ظهور عدد من المواطنين يصرخون مما يتعرضون له من متاعب في حياتهم اليومية، يشكون من «شظف العيش»، وشح الأموال، وقلة الحيلة، حتى كان لصرخاتهم الصادقة تأثيرات كبيرة ظهرت في تعاطف ملايين المصريين الذين يمتلكون حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت «الإعلام البديل» الذي ينقل نبض الشارع الحقيقي، بعد أن تحولت غالبية وسائل الإعلام إلى «أبواق زاعقة» لنظام السيسي الذي يتصاعد الغضب الجماهيري ضده.




سائق التوك توك يحاكم مصر

بدأت «ثورة الفيديوهات» بسائق «التوك توك» مصطفى عبد العظيم الذي حصد شهرة واسعة بعد ظهوره في برنامج «واحد من الناس» الذي يقدمه عمرو الليثي على فضائية «الحياة»، وانتقد تدهور الحالة الاقتصادية، والغلاء، وفشل أجهزة الدولة في مواجهة تلك الأزمات، مرددًا مقولته التي أصبحت قولًا مأثورًا «نتفرج على التليفزيون نشوف مصر فيينا.. ننزل الشارع نلاقيها بنت عم الصومال»، لافتًا إلى أن مصر ليس أمامها إلا التعليم للخروج من المأزق.



بسرعة البرق، انتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، اُتهم «خريج التوك توك» بأنه إخواني، تعرض مقدم البرنامج عمرو الليثي لهجوم كاسح من بعض «الأبواق الإعلامية» الموالية للنظام، وتلقى اتصالات من مجلس الوزراء؛ للاستعلام عن «سائق التوك»، فقال إنه لا يعرفه، وظهر معه مصادفة في فقرة من فقرات «واحد من الناس».



اختفى سائق التوك، وظهر بعد فترة قائلًا في تصريحات نقلتها عنه كل المواقع الإخبارية قائلًا:«إنه لا يرى نفسه بطلاً، ولم يرغب أن يأخذ الأمر هذا الحجم، لأن ما قاله في الفيديو ما هو إلا كلمتان من القلب خرجوا للناس، ولهذا صدقوهم وأحسوا بهم، وهو مجرد تعبير عن مصلحة الناس والطبقات المتوسطة والتعبانة».

وأشار «مصطفى»، إلى أن تضخيم الأمر عن ذلك مثلما تحاول وسائل الإعلام أن تفعل، يمكن أن يضره، ويتسبب في أذى له من قبل الأمن.



ونفى أن يكون لديه أولاد كما تردد، وقال إنه شاهد الحلقة بنفسه ولم يكن يتوقع إذاعة الفيديو، مضيفاً:«أنا في بيتي وأخرج كالمعتاد لقضاء حاجاتي ولم يستوقفني أحد أو يسألني عن أي شيء».



وتعجب مصطفى مما تردد عن رغبة رئيس حكومة شريف إسماعيل في مقابلته، قائلا:«لماذا يسأل عني؟، الحكومة حين تحب الوصول لأحد ما، لن تسأل الإعلامي عمرو الليثي ولا غيره عنه، ستعرف كيف تأتي به طوعاً أو كرهاً».



وقال إن تعليمه توقف عند المرحلة المتوسطة، وإنه بدأ العمل سائق «توك توك» قبل فترة قصيرة، ورفض مصطفى التعليق على ما نشرته الصحف حيال انتقاله إلى مسقط رأسه.



أما عمرو الليثي، فقد تلقى أوامر من الدكتور السيد البدوي شحاتة، رئيس حزب الوفد، ومالك قنوات الحياة، بضرورة حذف الفيديو من على صفحته بـ«يوتيوب»، وهو ما تم بالفعل، ثم تعرض برنامج «واحد من الناس» للإيقاف، بحجة أن مقدمه قد حصل على إجازته السنوية.



ثم تعرض البرنامج لاتهامات بالتركيز على السلبيات فقط في فقرات البرنامج الذي رد في بيان رسمي على هذه الاتهامات قائلًا:«البرنامج يعمل من منطلق دوره الوطني، ورسالة الإعلام الهادف في خدمة الوطن وقضايا المجتمع، بحيث يكون مرآة حقيقية توضح الصورة كاملة بدون تزييف، فيتم إلقاء الضوء على النماذج الإيجابية، ومشاريع التنمية، وذلك لخلق أمل جديد في الحياة.




سيدة تهز عرش السيسي

لم تكد نيران فيديو «سائق التوك توك» تخمد، حتى ظهر فيديو أخر  لسيدة تنتقد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتفاقم الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها المصريون، وتزيد من أوجاعهم اليومية.


في صرخة غير مكتومة، فضحت السيدة نظام الدولة، وهزت أركان النظام عندما قالت إن مصر تعاني من المشكلات في كل الأشياء، مثل السلع الأساسية، فواتير الكهرباء، وأسعار اللحوم، بينما تخصص الحكومة 15 جنيه للشخص الواحد في البطاقة التموينية، ومع ذلك، بنزغرد ونقول تسلم الأيادي، وكل شخص محتاج 25 جنيه يوميا.. هنجيب منين، الكبار ماصين دمنا ليهم 50 سنة».



وتابعت:«كل المذيعين منافقون، وبياخدوا ملايين على قفا الشعب ومرشح البرلمان في دائرتي قبل ما يدخل البرلمان كان بيقفل الباب علشان غني، ونزلنا وقولنا تسلم الأيادي، كسحونا على الرغيف، عشان نآكل العيال الغلابة، وشباب ماتت، وناس مرمية في السجون، عشان ناس تانية تزود المليارات بتاعتها».


لم يحقق فيديو السيدة انتشارًا واسعًا مثل فيديو سائق «التوك توك»، ولكنه كان حلقة في سلسلة الانتقاد الذي يخرج من بين مواطني الطبقات الكادحة.




«شرشوب» يؤرق مضجع السيسي

من قلب الصعيد، وتحديدًا محافظة أسيوط، ظهر صوت أخر لانتقاد القيادة السياسية بالدولة، «شرشوب همام»، ذلك الصعيدي الذي أرق النظام بفيديوهات كان يصورها ويرفعها على مواقع التواصل الاجتماعي و«يوتيوب»، ويستغل الطريقة الساخرة، واللهجة الصعيدية في تحقيق مشاهدات كبيرة لهذه الفيديوهات التي روجت لها بصورة كبيرة المواقع والقنوات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين.



الصفحة الخاصة بـ«شرشوب» كان يتابعها 100 ألف شخص، حيث يهاجم عليها النظام السياسي، ورموز الإعلام المصري، ومجلس الوزراء، ولكن نجحت قوات الأمن في القبض عليه وقالت إنه متهم في 16 قضية تتراوح ما بين النشل والمخدرات والتحريض على الفتنة الطائفية.




سيدة تعرض أزمة السكر في «العاشرة مساءً»

وظهرت إحدى السيدات في برنامج «العاشرة مساءً» قائلة: «مفيش سكر، السكر بكام، اللي يقولي بـ9 واللي يقولي بـ8، والرز بكام، هنعمل إيه هنموت بعضنا، لبن الأطفال المدعم ده مفيش، كشكول أجيبه للبت اللي في ثانوي بـ25 و18 جنيه، ليه؟، هو أنا باخد مرتب إيه، وعندي الكبد وبعاني منه ومش عارفة أجيب علاج».



ومن بعدها قال رجل آخر: «الكهرباء دلوقتي بتيجي في الشهر بـ500 جنيه، الميّة والغاز الطبيعي نفس الوضع الناس هتجيب منين بقى».



أما «الإبراشي» فقال معلقًا على الفيديو: «تعالوا نشوف اختفاء السلع الغذائية ومتنزعجوش من كلام الناس هتلاقوه حاد، اللي هتشوفوه في التقرير السلع الأساسية مختفية واللي مش مختفي مرتفع، هنا حياة الناس البسيطة معرّضة للخطر».



فيديوهات تعوض فشل المعارضة والأحزاب

ربما تكون الفيديوهات التي ظهر أصحابها وهم ينتقدون الأوضاع السياسية والاقتصادية، بديلًا كافيًا عن فشل الأحزاب السياسية والمعارضة التي دخلت «حظيرة» النظام منذ وصول عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم في مصر؛ بل لا نبالغ إذا قلنا إن هذه الفيديوهات ربما تكون «نواة» لثورة على النظام؛ لاسيما أن توقيت انتشارها يتزامن مع دعوات الحشد للتظاهر ضد السيسي في «11 -11»، أو ما يسمى إعلاميًا بـ«ثورة الغلابة».



تكتيك «الفيويوهات» التي تمهد للثورة على نظام سياسي معين، ليس تكتيكًا جديدًا؛ فقد استخدم اتباع ومؤيدو «الخميني»، زعيم الثورة الإيرانية التي اندلعت عام 1979، التسجيلات وشرائط الكاسيت التي كانت تتضمن خطبًا تمهد للثورة على نظام «الشاه» محمد رضا بهلوي، وهي الثورة التي نجحت بالفعل، وربما تتكرر مع نظام «السيسي».



تكشف الثورة الإيرانية أيضًا أن «أية الله الخميني»، كان يدرك أثر الإعلام، والرسائل الصوتية، في إشعال الثورة، ولم تكن «السافاك» تقلقه رغم قوتها وبشاعة أساليبها؛ لأنه يعلم أن 50 ألف عميل من السافاك لن يستطيعوا مواجهة 35 مليون ثائر، وخلص إلى أن المشكلة الرئيسة التي تعترض نجاح الثورة وإسقاط «الشاه» هي الجيش، الذي تزيد قواته عن نصف مليون جندي ذوي تسليح جيد وتدريب راقٍ، لذا رأى أنه من الضروري تحييد الجيش في الصراع بين الشعب و«الشاه»، وضرورة تحطيم الروابط القوية بين الجيش والشاه، فخصص جزءًا كبيرًا من إعلامه له، تضمن ألا يخدم الجيش الشاه لأنه طاغوت، في حين أنهم جنود الله المستضعفون، ودعاهم ألا يطلقوا النار على إخوانهم المسلمين؛ لأن كل رصاصة تصيب قلب مسلم تصيب قلب القرآن، ونصحهم بأن يعودوا إلى قراهم ومدنهم وأن يعودوا إلى الله.



وكان لنداءاته أثرها في الجيش؛ فبدأت التقارير تسجل حالات هروب من الخدمة، عندها كثف إعلامه الموجه للجيش، وطلب من الفارين أن يأخذوا أسلحتهم معهم أثناء الهرب لأنها أسلحة الله، فقامت كتيبة كاملة مضادة للطائرات من (500) جندي تعسكر قرب مشهد بالهروب بكامل أسلحتها،فأدى ذلك إلى اتساع نطاق الاضطرابات ولم تستطع الشرطة والسافاك مواجهتها.



وطلب الخميني من الشعب الثائر ألا يصطدم بالجيش تحت أي ظرف، وأعلن صيحته المشهورة:«لا تهاجموا الجيش في صدره؛ ولكن هاجموه في قلبه، إذا صدرت إليهم الأوامر بإطلاق النار عليكم، فلتعروا صدوركم، فدماؤكم والحب الذي ستظهرونه لهم وأنتم تسلمون الروح لبارئها سوف يقنعهم؛ فدماء كل شهيد هي ناقوس خطر يوقظ آلافًا من الأحياء».



استخدم الخميني كلمات وتعابير تثير الوجدان وتهز الأعماق، وأدرك نقاط الضعف في الجيش، واستطاع أن يفصل بين الجنود البسطاء والضباط، وبذلك تمكن من نزع سلاح الجيش، بل نزع الجيش من يد الشاه قبل قيام الثورة.



كان العنف الزائد من النظام يقابل بالإضراب السلمي من الشعب، و استمرت الإضرابات أربعة شهور شلت النظام، وأراد الشاه أن يلجأ إلى الطيران و فوجيء بإضراب القوات الجوية وانضمامها إلى الثورة التي نجحت في الإطاحة بحكمه.




هل لعب الإعلام دورًا في ظهور «ثورة الفيديوهات»؟

وقال أسعد هيكل، المحامي والناشط الحقوقي، وعضو تحالف «العدالة الاجتماعية»، إن المواطنين وجدوا في الظهور في الفيديوهات وسيلة وسريعة للتعبير عن آراءهم ومتطلباتهم بحرية، خاصة في ظل  ظل تطور و تقدم وسائل التواصل الاجتماعي مثل «يوتيوب» و«فيس بوك» و «تويتر»، لافتًا إلى أن من أهم أسباب اللجوء إلى هذه الوسائل، هو إغلاق المجال السياسي، وضعف الأحزاب السياسية، وانفصال معظم قنوات الإعلام المصري عن الواقع، وعدم قدرتها علي التعبير عن مشكلات ومتطلبات المجتمع، مضيفًا أن بعض القنوات الفضائية تعمل على تغييب الوعي، ولا تنشر الحقائق.



وتابع:«الحقيقة أننا أصبحنا أمام نوعين من الإعلام: الأول نستطيع أن نطلق عليه إعلام السلطة، والمحيطين بها، والمستفيدين منها، و هذا النوع من الإعلام تقريبًا فقد مصداقيته، وأصبح غير مؤثر، أما النوع الثاني فهو إعلام الشعب الذي أصبح يعتمد على وسائل التواصل السريعة سواء  بنشر الفيديوهات، أو تبادل الآراء والفكر الجماعي، و هذا النوع من الإعلام بلا شك هو الأكثر تأثيرًا ومصداقية».



وكشف «هيكل»، أن هناك بعض الجهات التي قد تستخدم هذه الفيديوهات التي تنتقد النظام والحكومة، وتعيد توظيفها طبقًا لأغراضها السياسية، من خلال المواقع الإلكترونية، أو القنوات الفضائية.



وأكد «هيكل»، أن هذه الفيديوهات التي يتداولها المواطنون في «إعلامهم الشعبي البديل»، بعيدًا عن إعلام السلطة، لها قيمة وتأثير؛ لأنها تشكل بمصداقيتها تعبيرًا حقيقيًا عن الواقع، وهي نوع من أنواع الفكر الجماعي المتميز الذي ينقل نبض للناس.



وعارضه في الرأي، اللواء «علاء بازيد»، الخبير الأمني، والذي قال إن هذه الفيديوهات التي انتشرت أخيرًا كـ«سائق التوك توك» وغيرها، تأتي ضمن مخطط تشترك فيه مخابرات دول عالمية وإقليمية تنفذه عناصر داخلية تعتمد على تردي الحالة الاقتصادية، وتهدف لحصار مصر اقتصاديًا بتجفيف منابع الدخل لمصر كالسياحة التى ضربتها مؤامرة الطائرة الروسية، وتحويلات المصريين بالخارج، فضلًا عن عرقلة التنمية وتجفيف منابع الدولار، باحتكاره  لتقليل المعروض ومن ثم ارتفاعه، ما يسبب إرباك السياسة النقدية وارتفاع الأسعار، نتيجة اعتمادنا على الاستيراد، وقلة التصدير.




الدول الخارجية تخرب الدولة بـ«حرب المعلومات»

وقال «بازيد»، إن الفاسدين يخزنون السلع الأساسية؛ لرفع سعرها، وتجفيف الأسواق منها، لافتًا إلى أن هناك مجموعات وخلايا تبث الشائعات، والأكاذيب، فضلًا عن وجود مجموعات ولجان أخرى إلكترونية تعمل على إشعار المواطنين بالإحباط واليأس، في محاولة لخلق حالة ثورية، وتأليب البسطاء على القيادة السياسية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يدخل في نطاق ما يسمى «الحرب المعلوماتية».



وتابع: «الحروب تغيرت الآن من حروب الطائرات والدبابات والرشاشات إلى حرب المعلومات، ومن احتلال الأراضى إلى احتلال العقول؛ لتفكيك المجتمع داخليًا حتى يستهدف الشعب مؤسساته، وأولها المؤسسة العسكرية؛ لخلق مواجهة من خلالها تنشط قوى داخلية منها المدركة، وأخرى غير واعية تستقوي بالدول الخارجية التي تخطط لإسقاط الدولة تحت مسميات وشعارات ودعاوى وهمية».



وأضاف الخبير الأمني، أن السيسي، استلم مقاليد الحكم فى ظروف بالغة الدقة والتعقيد والتردى الاجتماعى والاقتصادى والثقافى وانتشار الفساد والمحسوبية و استئثار قلة على مقدرات الشعب واستخدام أبواقها الإعلامية ومنابرها السياسية؛ للضغط على الدولة، مضيفًا أنه رجل مخابرات يعي جيدًا المخططات الخارجية، ويحاول جاهدًا الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية التي أصبحت ميدان المعركة المستهدف حاليًا.



وأشار «بازيد» إلى أنه ليس بالثورات تبنى الدول، ولا ينبغى أن ننظر دائمًا لـ«نصف الكوب الفارغ»، فكما أن هناك إخفاقات ومشاكل، هناك إنجازات ينبغي النظر إليها بإيجابية، جاعلين حفظ الأرض، وصيانة العرض، وتماسك الدولة هى أولوياتنا، لافتًا إلى أن عمرو الليثي، مقدم برنامج «واحد من الناس»، كان مستشار الرئيس الأسبق محمد مرسى، لافتًا إلى أن «الليثي» وثيق الصلة بالإخوان، ولكنه قفز من المركب قبل غرقها، فكما أنه يقدم برنامجه من العشوائيات، عليه أن يقدم من فقرات من «الأسمرات»، وكما أنه يُظهر السلبيات، عليه إلقاء الضوء على الإيجابيات.



وتابع: «قوى الشر بالداخل والخارج تحاول من خلال تلك الدعوات النيل من أمن وسلامة واستقلال مصر، فنحن لا نصادر على الحريات، وقبول الرأي والرأي الآخر، لكن الحرية أولًا وقبل كل شئ لا يمكن أن تكون مرادفًا للفوضى، والحرية فى أي دولة فى العالم، ليست مطلقة، وإنما هى ظاهرة نسبية  تخضع للقانون.

ولهذا لن يسمح لأى متآمر أو خائن أو مأجور أن ينفذ مخططه العدائي ضد مصر بدعوى الخروج لإسقاط الرئيس، وإنما الهدف الأساسي إسقاط الدولة.



وكشف اللواء علاء بازيد، أن لديه معلومات من مصادر موثوق بها، تشير إلى أنه لن يسمح بتنفيذ أى مخطط تأمري لإسقاط مصر، لافتًا إلى أنه سيتم مواجهة أية مخططات بكل حزم وحسم فى إطار من القانون.



وتابع:«الشعب المصري أصبح أكثر نضجًا، ولن ينخدع بالدعوات الهدامة التي خلقت أغلب الأزمات بتخطيط وتدبير وتمويل منها لإثارة الشعب الذي أثبت قدرته على تحمل الصعاب على مر السنين، أقربها بعد 67 حينما تحملنا وصبرنا ودعمنا جيشنا حتى استرددنا أرضنا».




ثورة غضب شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي

وقال عاطف أمين، مؤسس التحالف المصري لـ «تطوير العشوائيات»، إن كلام سائق «التوك توك» الذي ظهر في برنامج «واحد من الناس»، يلخص مشاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية بشكل مبسط، لافتًا إلى أنه تحدث بلسان المواطنين الذين يعانون من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن؛ بسبب غلاء الأسعار، ومتطلبات المعيشة التي أصبح يعاني منه الجميع الآن.



وأشار إلى أن هذا الفيديو، تسبب في إشعال «ثورة غضب شعبية» على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح  حديث المصريين، فضلًا على أنه أنه تهديد لشعبية  الرئيس عبد الفتاح السيسي.



ولفت إلى أن الإقبال الكبيرعلى مشاهدة هذا الفيديو، كان بسبب أنه لمس شيئا  داخل شريحة لا يستهان بها في المجتمع المصري، كما يعد انعكاسًا للحالة العامة التي تعيشها مصر، مشيرًا إلى أنه قد يتم استغلال هذا الفيديو لدعم دعوات التظاهر في 11\11، وأن ضعف أداء الحكومة وعدم جديتها في معالجة هذه المشاكل سوف يضع الرئيس في «مأزق كبير» أمام الشعب.



صراع الأجنحة يحرك هذه الفيديوهات

وأكد «هيثم الخطيب»، من شباب «ثورة يناير»، أن مظاهرات «11- 11» مجرد دعوة بسيطة جدًا، ولا تخطيط ولا دراسة لها، مشيرًا إلى أن نظام السيسي يستفيد من هذه الدعوات في «إلهاء المصريين» عن مشكلات الغلاء، وفشل الدولة خارجيًا وداخليًا.



وقال «الخطيب»، إن نظام السيسي لو وجد أن هذه الدعوات ستخرج عن الإطار المحدد لها، سيواجهها بكل حزم، مدللًا على ذلك بحديث الرئيس حول «قدرته على نشر الجيش في 6 ساعات»؛ لحماية الدولة.



وأشار إلى أن «الفيديوهات» التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تدخل في نطاق «صراع الأجنحة»؛ لاسيما مع وجود لجان إلكترونية ساعدت في نشرها.



الدولة المصرية تترسخ ولا تترنح

وقال الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية، إن من يقف وراء دعوات الخروج علي السيسي تحت شعار «ثورة الغلابة» نسوا أو تناسوا، أن المصريين يثورون عبر تاريخهم لتحقيق «العدالة الاجتماعية»، وليس ضد الفقر الذي يعد في ثقافة المصريين، امتحانًا من الله علي الصبر والبلاء.



وأكد «عامر»، أن «حركة الغلابة» ليست الأولى التي يسعى «الإخوان» من خلالها إلى استغلال الظرف الاقتصادي الذي تمر به مصر؛ للتحريض على الحكم وتأليب الناس عليه، ففي العام 2014، وبعد أقل من ثلاثة شهور من وصول السيسي إلى سدة الحكم، ظهرت حركة تسمى «ضنك»؛ للمتاجرة بالصعوبات التي يعانيها المصريون وبينها الانقطاع المتكرر للكهرباء في حينه، وتقليص الدعم على المحروقات، وتزامن ذلك مع دعوات «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، إلى تنظيم تظاهرات ضخمة تحت شعار «ثورة الغلابة» احتجاجاً على «تردي الأوضاع المعيشية»، لكن «الغلابة» لم يثوروا والثورة لم تقم!



وتابع: منتصف العام الماضي، أُطلقت حركة جديدة تُدعى «عصيان»، دعت إلى تظاهرات أمام قصر الاتحادية في الذكرى الأولى لرئاسة السيسي.



وتضامنت مع تلك الدعوة حركة أخرى تطلق على نفسها اسم «شباب ضد الانقلاب»، وقبلها كانت حركة تسمى «تحرر»، وبعدما صدق بعض «الإخوان» أن «الانقلاب يترنح» وأن «مرسي راجع القصر يوم الأحد العصر»، وجدوا أنهم لا يشاركون إلا في وهْم، وأن حكم السيسي يترسخ ومرسي يتنقل من محكمة إلى أخرى ومن سجن إلى آخر.



وقال أيضًا: الدولة المصرية تترسخ ولا تترنح، ولن تقوم ثورة في مصر، بل إن المشكلة التي قد يواجهها السيسي إذا ما ترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة أنه لن يجد مرشحاً آخر ينافسه بعدما تجاوز المرشح السابق حمدين صباحي عدد مرات الرسوب.