رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الحقيقة الغائبة في دعوة أحمد شفيق لـ«ثورة الغلابة» والإطاحة بالسيسي.. تقرير

الفريق أحمد شفيق
الفريق أحمد شفيق - أرشيفية

يبدو أن الفريق أحمد شفيق، أخر رئيس وزراء في عهد «مبارك»، والمرشح الرئاسي الأسبق، لن يكون مجرد «ضيف شرف» في الحياة السياسية؛ خاصة مع ظهور اسمه في عدد من القضايا، مثل أنه «البديل المتوقع» للسيسي، والترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، وأخيرًا دعوة المواطنين للمشاركة في تظاهرات «11 - 11»، التي تعرف إعلاميًا بـ«ثورة الغلابة»؛ والتي تهدف للإطاحة بالرئيس السيسي، بعد تفاقم الأزمات الاقتصادية، و«دهس» المواطنين تحت قطار «غلاء الأسعار».


مسألة إقحام الفريق أحمد شفيق في الدعوة لتظاهرات «11 - 11»،  وحشد المصريين للمشاركة فيها بقوة، يثير جدلًا حول نية بعض الجهات الداعمة لـ«ثورة الغلابة» لاستغلال شعبية «الفريق»، وإنجاح هذه المظاهرات التي أصبحت صداعًا في رأس النظام، لدرجة أن الأجهزة الأمنية «مرعوبة» من يوم التظاهرات؛ ولهذا بدأت تأخذ استعداداتها لمواجهتها بكل قوة.

بدأت أزمة «شفيق»، والدعوة لمظاهرات «ثورة الغلابة»، عندما انتشر على موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، و«تويتر»، فيديو للفريق أحمد شفيق، يظهر فيه وهو يدعو المواطنين للمشاركة في تظاهرات «11- 11»، بحسب ما قال مروجو هذا الفيديو.



فيديو «الفريق» الذي انتشر مثل «النار في الهشيم» على مواقع «الإعلام البديل»، كان بمثابة الدعوة الرسمية من «شفيق» للثورة على الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإمكانية ترشح «شفيق» بالفعل في الانتخابات الرئاسية القادمة، واستغلال «الفورة الشعبية» في صنع شعبية جديدة تضاف لرصيد المرشح الرئاسي الأسبق.


لكن هذا الفيديو كان «خادعًا ومنقوصًا»؛ وتتركز حقيقة الفيديو في أن الفريق أحمد شفيق كان يدعو المواطنين بالفعل للنزول للشوارع والميادين، ولكن الهدف من هذه الدعوات، كان مساندة الشرطة والجيش خلال الأزمات التي شهدتها الدولة في السنوات الماضية.



اقرأ أيضًا.. عملية «تفوير» السيسي قبل انتخابات 2018 برعاية «الخليج».. تقرير



بعد الضجة التي أحدثها الفيديو، خرج رد فعل رسمي من حزب «الحركة الوطنية المصرية»، الذي أسسه أحمد شفيق، ونفى الحزب كل الأخبار المتداولة حول دعم «الفريق»، لمظاهرات «ثورة الغلابة».



أسامة الشاهد، عضو الهيئة العليا للحزب، قال في تصريحات تليفزيونية، إن الحزب  «لم ولن يدعو للمشاركة بهذه المظاهرات»، لافتًا إلى أنه تم الزج باسم الفريق أحمد شفيق في الدعوة لمظاهرات «11 - 11».



وتابع: «نحن من الأحزاب الداعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، ونرى أن هذه المظاهرات يقف خلفها جماعة الإخوان، ولا يمكن وأن نشارك بها بأي شكل من الأشكال».



«توريط» شفيق في الدعوة لمظاهرات «ثورة الغلابة»، يكشف أن هناك محاولة لحشد أكبر عدد من المصريين للمشاركة في هذه المظاهرات من خلال استغلال أسماء بعض الشخصيات والكيانات السياسية الشهيرة، مثل الفريق أحمد شفيق، الذي حصل على كتلة تصويتية كبيرة في الانتخابات الرئاسية 2012، أمام الدكتور محمد مرسي، الرئيس الأسبق، فضلًا عن الترديد عن أن جماعة الإخوان تقف وراء هذه التظاهرات، لكسب الأصوات الداعمة والمؤيدة لـ«الجماعة» للنزول في الميادين يوم 11 نوفمبر.



كما يكشف الفيديو «المفبرك»، عن محاولات جهات لإشعال معركة بين السيسي وشفيق، قبل ثورة «الغلابة».



اقرأ أيضًا.. عاطف أمين يكشف دور موافي وعنان وشفيق في حالة عدم ترشح السيسي لفترة رئاسية ثانية


ويتعرض نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي حاليًا لـ«عاصفة انتقادات»؛ نظرًا لتزايد الأزمات الاقتصادية، وظهور مبادرة «التوافق لفريق رئاسي 2108»، التي أطلقها عالم الفضاء والصواريخ الدكتور عصام حجي، والتي تدعو لصنع «بديل حقيقي» للرئيس، والتركيز على 5 قضايا هي «التعليم والصحة والاقتصاد والمساواة والمرأة».



كما لعب فيديو «سائق التوك»، الذي ظهر في برنامج الإعلامي عمرو الليثي على فضائية «الحياة»، دورًا كبيرًا في التأكيد على «حالة الغليان» الموجودة في الشارع المصري، خاصة أن سائق «التوك توك» تناول بـ«فصاحة شديدة» الأزمات التي يعاني منها المواطنون، مثل الغلاء، وفشل أجهزة الدولة في مواجهته، ما كان عاملًا مهمًا في تعاطف الجماهير معه، خاصة أنه تحدث بـ«لسانهم الملجوم».



ومنذ يومين أشعل المواطن «محمد شاهين» النار في نفسه، منتقدًا الأوضاع التي وصلت لها الدولة، ما جعل البعض يستدعى واقعة «بو عزيز تونس» الذي أحرق نفسه، وأشعل الثورة في تونس، ثم انتقلت تلك الثورة إلى مصر.



وظهرت خلال الفترة الماضية، دعوات للتظاهر يوم 11 نوفمبر المقبل؛ احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها مصر، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار معظم السلع الأساسية، وتعرض المواطنين لأزمات «طاحنة».


اقرأ أيضًا.. «شقيق» السيسي يفجر غضب المصريين قبل «ثورة الغلابة».. تقرير