رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قبس من معجزات الرسول في طريق الهجرة من مكة إلى المدينة

صور أرشيفية
صور أرشيفية


في هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقعت معجزات حسية، هي من أعلام نبوته، ودلائل ملموسة على فضله ومنزلته، وحفظ الله ورعايته له، ويقال إن حادثة شاة أم معبد من أعظم المعجزات التي وقعت في الهجرة، فحدث أن مر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في طريقه الى المدينة، هو وصاحبه أبوبكر الصديق رضي الله عنه، على أم معبد الخزعية، فسألوا تمرًا ولحمًا ليشتروه، فلم يكن عندها شيء من ذلك، فأرادوا الاستضافة: فقالت ما عندنا طعام وشراب، إلا شاة هزيلة خلفها الجهد عن الغنم.

فقال-عليه الصلاة والسلام: "هل بها من لبن؟" قالت: هي أجهد من ذلك وجف ضرعها، قال:" أتأذنين في أن أحلبها ؟"، قالت: نعم إن رأيت بها حلبا فاحلبها.

ودعا الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- الله ومسح ضرعها وقال: "اللهم بارك في شاتها، وطلب إناءً له، فحلب فيه حتى امتلأ، فسقاها فشربت حتى رويت، ثم سقى صاحبه حتى ارتوى، ثم شرب الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وقال:" ساقي القوم آخرهم شربا " فشربوا جميعا، ثم انطلقوا.

قصة سُراقة بن مالك:

ارتحل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بعد ما مالت الشمس وكانت قريش قد رصدت مائتي ناقة لمن يقبض عليه ورفيقه أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فطمع سراقة ابن مالك في المكافأة،  وخرج في أثر النبي وصاحبه حتى أدركهما، وأوشك أن يقبض عليهما، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: :"اللهم أكفنيه بما شئت .. اللهم اصرعه عنا".

وما إن انتهى النبي من دعائه حتى غاصت قدما فرس سراقة في الصخر، فقال سراقة: إني أراكما قد دعوتما عليَّ، فادعوَا لي الله، ولكما أن أرد عنكما الطلب، وأضلل الناس عنكما، فعفا عنه النبي ووعده بسواري كسرى مكافئة له عند فتح فارس، وقال "أبشر بسواري كسرى".

ولما عاد سراقة قال له أبو جهل: إنه بلغنى أنك كذاب، وجدتهم وتركتهم، قأنشد سُراقة: يا أبا الحكم:

لو كنت شاهداً لأمر جوادى .. إذ تسيخ قوائمه

لعلمتُ ولم تشك بأن محمداً .. رسول من الله فمن يقاومه

ومرت الأيام وأسلم سراقة بعد فتح مكّة وحنين، وفُتحت بلاد فارس، وجاءت الغنائم في عهد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فأعطاه عمر سواري كسرى تنفيذًا لوعد رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.