رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

"الموسيقى فى الحج" لأول مرة في التاريخ

النبأ

لا شك أن الموسيقى كانت ولا تزال هي غذاء الروح والمُعبر الحقيقي عن ثقافة الأوطان، وغالباً ما تُعزف الموسيقي فى الإحتفالات أو المناسبات الإجتماعية أو حتى بهدف الاستمتاع بالفن دون أية مناسبات، لكن هل سبق أن سمعت عن الموسيقى في رحلة الحج.




يقول الباحث الأثري سامح الزهار أن الموسيقى في رحلة الحج لأول مرة في التاريخ كانت من الأمور التي وقف عندها المؤرخين.



وكانت "خوند بركة" أشهر سيدات العصر المملوكي، أم السلطان شعبان وزوجة الأمير الجاي اليوسفي واشتهرت باسم أم السلطان، و كانت ذات حسن وجمال ومتدينة وخيرة وكريمة، وتكثر من أعمال البر، وكان السلطان يحبها حبًا شديدًا ولا يعصي لها أمرًا، ويشاورها في سائر أمور الدولة ولا يبت برأي إلا بعد مباركتها.




وأضاف الزهار: "عندما ذهبت خوند بركة للحج، اصطحبت معها مائة بعير محملة بالبضائع ومائة مملوك، وعدد هائل من "الموسيقيين والعازفين، ليقوموا بالعزف لها أثناء رحلتها، لتأكد على قيمة وأهمية الفن في نفسها، و قد عرف ذلك العام بعام أم السلطان، وعند عودتها خرج السلطان لملاقاتها وكان يومًا مشهودًا أقيمت الاحتفالات على طول الطريق حتى صعدت إلى القلعة.




فقد قامت خوند بركة بتشييد مدرسة تدرس فيها المذاهب الأربعة، ويستدل من الكتابات التاريخية بالمبنى أن السلطان شعبان هو الذي أنشأه لوالدته، لكن المقريزي وعدد من المؤرخين ينسبون إنشاءه إلى خوند بركة نفسها، وأطلق عليه الناس مسجد أم السلطان، وقد أمرت بكتابة مصحف تم تدوينه بالخط النسخ، وحلي بالذهب واللازورد، وضعته بمدرستها، ولازال موجودًا بدار الكتب وبعد الانتهاء من تدوين المصحف مرضت واعتل جسدها وتوفيت وحزن عليها الناس حزنا شديدا.






بعد وفاتها تمرد زوجها الجاي اليوسفي وجمع حوله مجموعة من المماليك للحصول على ميراث زوجته فقرر السلطان شعبان مواجهته وفر الجاي اليوسفي إلى قليوب حيث سقط في النيل ممتطيا فرسه فمات غرقًا وحملوا جثمانه ودفن في المدرسة المسماة باسمه في الدرب الأحمر.




واختتم الزهار كلامه قائلًا: "وهنا نري كيف كانت أهمية الموسيقي والفن فى زمن المماليك وكيف كان الاهتمام بوجود أهل الموسيقي والفن في كافة مناحي الحياة، حتى فى الرحلات الدينية المقدسة".